أكد المحلل السياسي سعيد رشوان أن كثرة عدد المترشحين للانتخابات الرئاسية في ليبيا أمر إيجابي يمكن الشعب الليبي من اختيار أفضل المرشحين مبينا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن الأطراف التي تدرك أنها لن تتمكن من الفوز في الانتخابات ستعمل على عرقلتها مبينا أن العملية الانتخابية قد تواجه بعض التحديات الأمنية المتمثلة في عدم قدرة بعض المرشحين على التجول بمختلف المدن.
إلى نص الحوار:
برأيك هل يؤدي كثرة عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية في ليبيا لانعكاسات سلبية أم إيجابية؟
أعتقد أن كثرة المرشحين أمر إيجابي حيث أن التنوع المجتمعي انعكس في المرشحين وبذلك فإن كل مجموعة ممثلة في هذه الانتخابات ما يمكن الشعب من اختيار أفضل المرشحين ولابد من الإشارة إلى أن المجتمع الليبي لم يتنظم حتى الآن سياسيا ولا توجد أحزاب حقيقية تؤدي لاقتصار الانتخابات على أعداد محدودة كما يحدث في مختلف دول العالم فنحن مازلنا في مرحلة البناء
برأيك لماذا تسعى بعض الأطراف لعرقلة الانتخابات؟
أعتقد أن الأطراف التي تدرك أنها لن تتمكن من الحصول على عدد كافي من الأصوات وأغلبهم سيكون من تيار الإخوان هي من تعمل على تأجيل الانتخابات لأنها تدرك خسارتها كما أن الأشخاص التي قد تعرقل الانتخابات هي التي يمنعها القانون من الترشح ومن بينها رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبه وبعض الممارسين لعملهم.
وأعتقد أن معرقلي الانتخابات بعضهم محلي وبعضهم دولي فمثلا تركيا تحاول عرقلة الانتخابات عن طريق التابعين لها في ليبيا وعلى رأسهم رئيس مجلس الدولة خالد المشري ومفتي طرابلس الصادق الغرياني وغيرهم من التابعين لتركيا الراغبين في إقصاء بعض الأفراد مثل المترشحين خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي لأنهم يخشون من أنهما أوفر حظا في الانتخابات لذلك يتبنون نهج الدعوة للإقصاء عبر عدم الاعتراف بالانتخابات والدعوة لعدم المشاركة فيها.
هل يلجم التهديد بالعقوبات الدولية محاولات عرقلة الانتخابات؟
المجتمع الدولي وخاصة بعد اجتماع باريس يهدد بفرض عقوبات على المعرقلين للانتخابات وأعتقد أنه سوف يتم تطبيق بعض العقوبات وإدراج أسماء مشمولة بالعقوبات منها الأسماء التي تدعو لمقاطعة الانتخابات.
إلى أي مدى يمكن القول إن الظروف الأمنية في ليبيا تساعد على إجراء الانتخابات في موعدها؟
الملف الأمني يواجه بعض التحديات تتعلق بالخوف من عدم تمكن بعض المرشحين من دخول كل المناطق وعدم قدرة الأجهزة الأمنية على حمايتهم وبالتالي هذا يؤثر على حملاتهم الدعائية بالإضافة لاحتمالية وجود مشكلات في حراسة بعض الدوائر الانتخابية وهو ما شاهدناه في الأيام الماضية حيث قام بعض الأشخاص بممارسات فوضوية أدت لإيقاف العمل بأحد مكاتب المفوضية وهذا الأمر يشكل تحديا لكني أستبعد القيام بأعمال عنيفة مثل التفجيرات
ماذا لو تأجلت الانتخابات؟
أعتقد أن الأمر سيكون كما هو أو سيتجه نحو الأسوأ حيث سيزيد الخلاف والصراع كما أن المجموعة التي تمتلك شعبية واسعة ستعترض على التأجيل وأتمنى أن لا نصل للصراع العسكري واستخدام القوة للحصول على المكاسب التي تعجز بعض الأطراف عن الوصول إليها عبرصناديق الاقتراع فالانتخابات هي الحل والتي ستغير الواقع السياسي في ليبيا فوجود رئيس منخب في البلاد سيغير الواقع السياسي المفروض منذ فترة طويلة ويمكن أن يؤدي لخروج تيار الإسلام السياسي نهائيا من المشهد لأنه لا توجد له حاضنة شعبية وبذلك ستتغير الأمور نحو الأفضل.