وجه المحلل السياسي الليبي عيسى رشوان، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، يدعوه بترشيح واختيار شخصية أفضل من المبعوث الأممي لدى ليبيا "غسان سلامة"، الذي وصفه بأنه "فاقد الحيادية".
وأكد رشوان في تصريح خاص لـ "بوابة أفريقيا الإخبارية"، أن غسان سلامة أصبح فاقد للاستقلالية والحيادية، وأصبح طرفا من أطراف الصراع في ليبيا، لافتا إلى أغلب مقابلات سلامة أصبح يشوبها عدم الوضوح والغموض، والطعن غير المباشر، في أي طرف يعارض سياساته الخاطئة.
كما شدد رشوان، على ضرورة أن تقوم الأمم المتحدة بترشيح واختيار شخصية أفضل من "غسان سلامة" يمثل قيم ومعايير الأمم المتحدة ليكون مبعوثا سامي لها في ليبيا، للاستمرار في العملية السياسية والوصول إلى مرحلة الاستقرار في ليبيا.
وقال رشوان في نص رسالته التي خص بوابة أفريقيا الإخبارية بنسخة منها، "سعادة الأمين العام للأمم المتحدة نحدثكم نيابة عن الرأي العام للشعب الليبي، كما تعلمون لقد تم تكليف مبعوثكم السامي الدكتور/ غسان سلامة، ليكون رسولكم السامي إلى دولة ليبيا؛ ملتزما بضوابطكم ومعاييركم السامية للأمم المتحدة، وليكون ممثلا لقيمكم، ومبادئكم السامية الكونية، في دولة ليبيا. وخلال سنتين من تاريخ تعيينه بداية من (22 يوليو/تموز 2017) إلى هذا اليوم 22 يونيو الحالي، نراقب تصرفات وتحركات مبعوثكم السامي إلينا، فلم نجد الاستقلالية ولا الحيادية، ولا نقل الوقائع الحقيقية من على أرض الواقع الليبي إلى الإعلام العربي والدولي في المحافل الدولية، كأنه يتحدث عن ليبيا أخرى لا نعلمها، فأغلب مقابلاته يشوبها عدم الوضوح، ويشوبها الغموض، والطعن غير المباشر، في أي طرف يعارض سياساته الخاطئة، ونستذكر على سبيل الذكر "أطرفها" التي أصبحت "نكتة شعبية" في ليبيا، بخصوص تدخله واهتمامه بملف النفط الليبي بشكل شخصي، وذكر بأن دولة ليبيا لم تبنِ أنبوب نفط واحد منذ عام 1969. وهنا تتجلى انعدام المصداقية التي لم يسبقه إليها أحد من قبل، مما جعله مدعاة للسخرية، كذلك، ظهر مبعوثكم السامي في الإعلام، واتهم جميع الفئات الليبية الحاكمة بأنها "فاسدة"، وبعدها طلب منا كشعب ليبي بأن نستمع ونتبع ونطيع هذه الفئة الحاكمة الفاسدة، التي لا تريد انهاء الصراع حسب رأيه!!!، اين المنطق السليم في طلبه هذا؟!، وغيرها العديد من الأخطاء التي لا يسعنا ذكرها الآن في هذه العريضة. مبعوثكم السامي إلى دولتنا فقد استقلاليته وحيادتيه وأصبح طرفا من أطراف الصراع في ليبيا، أو تم احتوائه ليغلَّب طرفا على طرف آخر سياسيا!".
وتابع رشوان، "نأمل من سيادتكم: معالجة هذا الوضع الذي أصبحنا بسببه نشك في نوايا مجلس الأمن اتجاه دولتنا، بسبب تصرفات هذا المبعوث، الذي لا ندري هل يمثل الأمم المتحدة؟!، أم يمثل مصالحه الشخصية بانحيازه إلى طرف دون الآخر؟! لقد أصبحنا كارهين للاستماع إليه أو مقابلته!!؛ بسبب كثرة وعوده لجميع الأطراف التي يقابلها، دون تحقيق أي نتائج ملحوظة، ولم نجد عنده إلا الأعذار الإنشائية، التي يدافع بها عن نفسه أمامكم! ومما تفاجئنا به، واستغربناه من دراسة تاريخ ومسيرة مبعوثكم السامي، خلال تاريخ وجوده في العراق، بأن الشعب العراقي قد عانى منه نفس المعاناة؛ مما سبب في كره وردة فعل غير مقبولة من الشعب العراقي تجاه مكتب بعثة الأمم المتحدة في العراق. عليه نود منكم ترشيح واختيار شخصية أفضل من "غسان سلامة" ليكون مبعوثكم السامي، الذي يمثل قيم ومعايير الأمم المتحدة، التي نثق بها؛ ولكي تستمر العملية السياسية لمرحلة تقدمة، إلى أن نصل إلى مرحلة الاستقرار المقبول".