كما كان متوقعا، اتفقت الأغلبية الحكومية في المغرب، المشكلة من أحزاب العدالة والتنمية، و التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية، اتفقت على اختيار  رشيد الطالبي العلمي المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، مرشحها الوحيد لخلافة كريم غلاب المنتمي لحزب الاستقلال على رأس مجلس النواب. وبذلك يقطع هذا القرار، الطريق على مصطفى المنصوري المنتمي هو الآخر لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي كان يرغب في نفس المنصب.

وكان المتابعون للمشهد السياسي المغربي، قد تأكدوا بأن أيام الاستقلالي كريم غلاب، قد أصبحت معدودة على رأس  مجلس النواب، الغرفة الأولى للبرلمان المغربي، مباشرة بعد خروج حزب الاستقلال من التحالف الحكومي الذي يقوده حزب العدالة والتنمية الإسلامي.

خروج حزب الاستقلال من التحالف الحكومي كان على خلفية صراع شديد بين زعيم الحزب حميد شباط، وزعيم حزب العدالة والتنمية عبد الإله ابن كيران، وصلت إلى حد تبادل التهم، وأحيانا إلى السب والقذف. ومنذ تعويض حزب الاستقلال بحزب التجمع الوطني للأحرار، في الحكومة الثانية لابن كيران، برز اسم رشيد الطالبي العلمي مرشحا بارزا لخلافة الاستقلالي كريم غلاب على رأس مجلس النواب.

وقالت مصادر مقربة من التجمع الوطني للأحرار، حزب الوسط المغربي، إن الأمر شبه محسوم، مشيرة إلى أنه بعد الاتفاق الضمني بين  زعماء الأغلبية الحكومية  على إسناد رئاسة مجلس النواب إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، يبقى الطالبي العلمي المرشح رقم واحد بالنسبة للتجمع  لتحمل هذه المهمة.

وقالت مصادر مقربة من التجمع الوطني للأحرار، إلى  أنه إضافة  إلى التجربة التي راكمها الطالبي العلمي، كوزير سابق وكرئيس للفريق التجمعي لأكثر من ولاية، فإن هذا الأخير يعد عمليا  الرجل الثاني في الحزب بعد رئيسه صلاح الدين مزواريذكر أن مجلس النواب المغربي يوجد حالي في عطلة بعد انتهاء دورته الخريفية،  على أن تفتتح الدورة الربيعية الشهر القادم، مدشنة منتصف الولاية التشريعية الحالية.

ويتكون البرلمان المغربي منذ 1996، من مجلسين: مجلس النواب، ويضم  395 عضوا ، ينتخبون بالاقتراع المباشر بنظام القوائم، ومجلس المستشارين، ويضم 265 عضوا، ينتخبون بطريقة غير مباشرة من ممثلي الجماعات المحلية، والمنتخبين في الغرف المهنية، وممثلي المأجورين، ويتجدد ثلثه كل ثلاث سنوات.