بدأ العام الثقافي في ليبيا بذكرى أربعينية الفنان الليبي الكبير محمد حسن لينتهي في الـ 17 من ديسمبر بالذكرى الأولى لوفاته. وقد شهد هذا العام 2018 نشاطًا ثقافيا كبيرا في ليبيا رغم الظروف السياسية والأمنية وحتى الاقتصادية الصعبة.
وقد أصدر عدد من الكتاب والمثقفين كتبا جديدة في الرواية والشعر والفكر والسياسة، حيث أصدرت دار المثقفون العرب كتاب مسرحية أحجار الجنة للأديب الليبي والفنان التشكيلي والذي صممت غلافه الفنانة الليبية سعاد اللبة.
وختم العام في مجال الإصدارات بإعلان الإعلامي ناصر الهواري عن الانتهاء من كتابه الثاني بعنوان “الإخفاء القسري في ليبيا ”
والذي وعد بأن الكتاب سيصدر قريبا بالمكتبات ويعرض الكتاب تأريخا وتوثيقا لحالات الاختطاف والاختفاء القسري في ليبيا التي تمت خلال أعوام الصراع السبعة منذ العام2011. كما صدر، بالتوازي، في القاهرة عن دار النشر ميادين للكاتب والمحلل الاقتصادي المقيم في الولايات المتحدة رمزي حليم مفراكس كتاب عن الاقتصاد الليبي يتحدث عن جملة من النقاط مبوبة في عدد من المقالات.
كما حصل العديد من المثقفين الليبيين على تتويجات في مختلف المسابقات الدّولية خاصة في الشعر، ففي شهر يناير فاز الشاعر الليبي، مهند أحمد بوفرنة الفاخري، بالمركز الأول في مسابقة "العكاظية الشعرية" التي أقيمت بمدينة تونسية ضمن المهرجان الدولي للصحراء في دورته الـ 50.
وفي شهر أغسطس فاز الشاعر الليبي سراج الدين الورفلي بالمركز الأول لجائزة محمد عفيفى مطر الشعرية، لعام 2018 عن ديوانه كاريزما الموت.
وفي شهر أكتوبر كرمت جامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة المحقق في مجال الوثائق الليبي، ابراهيم سالم الشريف، تقديرا لجهوده في حفظ الوثائق والمخطوطات الليبية. ويأتي التكريم ضمن فاعليات الاحتفال، بيوم الوثيقة العربية، ويعد الشريف هو أحد الباحثين والمحققين العاملين بالمركز الوطني للمحفوظات والدراسات التاريخية، الذي يتخذ من طرابلس مقرا له.
وفي شهر نوفمبر تم اعتماد مدينة مصراتة عاصمة الثقافة الإسلامية في الوطن العربي. وفي أكتوبر وافق وزارء الثقافة العرب على ترشيح مدينة بنغازي عاصمة للثقافة العربية عام 2024، بناء على الطلب الذي تقدم به رئيس الهيئة العامة للثقافة بحكومة الوفاق الوطني حسن اونيس.
وفي الفن الغنائي أعلن عن صدور أوبريت السلام وهي عمل غنائي جديد للشاعر فرج الغزالي ومن ألحان الموسيقار المهدي أبوذينة وهو عمل سيتغنى به مجموعة من الفنانين .
أما في السينما فقد كان صدور فيلم حقول الحرية Freedom Fields للمخرجة الليبية نزيهة عريبي، والذي يروي قصة 3 سيدات واجهن سلسلة كبيرة من التحديات بهدف تحقيق الحلم المتمثل بلعب كرة القدم من أجل رفع راية بلادهن، وقد حقق الفيلم نجاحا مميزا وردود فعل ايجابية محليا وعربيا.
سينمائيا كذلك احتضنت مدينة مزدة المهرجان الدولي الثالث للأفلام القصيرة الذي أقيم تحت شعار سينما ضد الإرهاب. وأقيم المهرجان، وفق مصادر إعلاميّة، بمشاركة 96 فيلما أجازت منها لجنة الفرز والمشاهدة 20 فيلما لعرضها في المهرجان، حيث حصل فيلم “كردستان العراق” على الترتيب الأول، بينما منحت جائزة الترتيب الثاني مناصفة لفيلمي “غرفة ثلاث وعشرين”، و”مينور”؛ فيما حل في المركز الثالث الفيلمان الجزائري “فحم ودم”، والعراقي “ذهان”.
وفي هذا العام غادرنا عدد كبير من المثقفين والكتاب الليبيين ففي ديسمبر من العام الماضي توفي الشاعر مصطفى كمال سلام عن عمر يناهز 77 عاماً. هذا وقد ولد الشاعر عام 1940 في منطقة الجوش. كما رحل الفنان الكبير محمد حسن في الـ17 من نفس الشهر، ليبدأ العام الثقافي في ليبيا بذكرى أربعينيته وينتهي بالذكرى الأولى لوفاته.
وفي شهر أفريل، توفي الأديب والكاتب الكبير يوسف القويري، عن عمر يناهز 80 عاما، بعد صراع طويل مع المرض أستوجب نقله للعلاج بمصر قبل أن يغادرها إلى ليبيا حيث توفي في منزله بالعاصمة طرابلس.
وكتب القويري في عدة صحف منها (الميدان، الحقيقة، طرابلس الغرب)، وصدرت له عدة كتب من بينها (قطرات من الحبر) و(خيوط رفيعة) و(على مرمى البصر). كما كتب قويري برنامجًا للإذاعة عنوانه "العالم في قصص قصيرة"، وخلال عمله في جريدة "الميدان" كتب زاوية عنوانها "من مفكرة رجل لم يولد".
وفي شهر مايو، توفي المؤرخ والأديب داوود حلاق، بعد معاناة مع المرض ويعد الراحل داوود حلاق، من أبرز المؤرخين الليبيين والعرب، وقد كرس معظم أوقات حياته في دراسة الآثار وتاريخ المنطقة الشرقية من ليبيا، خاصة آثار شحات وما حولها، علاوة على أهتمامه ونجاحه في مجال الكتابة الإبداعية، حيث تحتفظ المكتبة العربية بعدد كبير من مؤلفاته.
في شهر نوفمبر غيّب الموت الكاتب والشاعر الغنائي حسن الصيد، الذي توفي بمستشفى الطبي في طرابلس، عن عمر ناهز 65 عاماً، بعد معاناة مع المرض.
وفي شهر أكتوبر توفي الإذاعي والفنان الليبي على صالح إثر صراعه مع المرض، حيث أصيب بغيبوبة بسبب ارتفاع درجة حرارته بشكل مفاجئ منذ ثلاث أيّام. وقد نعت المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون بالحكومة المؤقتة الإعلامي التابع للإذاعة الوطنية بنغازي علي صالح مشيرة إلى أن الفقيد تعرض لوعكة صحية في الفترة الأخيرة لم تمهله كثيرًا.
إلى ذلك، كلّف في شهر سبتمبر رئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني، نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الهيئات عبدالرحمن الطاهر الأحيرش بتسيير اعمال الهيئة العامة للشباب والرياضة.
كما افتتح في شهر نوفمبر رئيس الهيئة العامة للثقافة والإعلام بحكومة الوفاق حسن ونيس المركز الوطني للمأثوراث الشعبية في مدينة سبها الذي كان مغلقًا لأعمال الصيانة والترميم خلال السنوات الماضية.