كان من المخطط أن تتأثر شركة هواوي الصينية بالعقوبات الأميركية فتخسر، لكن هواوي قلبت المعادلة وحققت أرباحاً غير متوقعة خلال النصف الأول من عام 2019، بجانب تجنيدها 10 آلاف مطور في مشروع "الخطة البديلة".
خطة الرئيس الأميركي ترامب لمعاقبة شركة هواوي الصينية باءت بالفشل على ما يبدو. فبحسب تقارير اقتصادية وأرقام جاءت من الصين، لمس خبراء أن التنين الصيني لم يتأثر بعقوبات واشنطن على شركة الاتصالات الصينية العملاقة. ليس ذلك فقط، وإنما تمكن هواوي من زيادة أرباحها، بعكس ما توقع رجل الأعمال والرئيس ترامب.
إذ نقل موقع صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية المتخصصة بشؤون الاقتصاد والتجارة أن أرباح هواوي للنصف الأول من العام الجاري 2019 قد بلغت أكثر من 401 مليار يوان، أي ما يقارب 52 مليار يورو، والذي يعني نموا وصل إلى نحو 23,2 بالمائة.
ونقل موقع "غيغا" الألماني المتخصص بالتكنولوجيا إن ما يعادل 28.7 مليار يورو جاءت من أعمال تتعلق بمنتجات بيعت إلى المستخدمين النهائيين، والتي تشمل أساسا الهواتف الذكية. ونقل الموقع عن أحد مدراء هواوي قوله إن "المبيعات تراجعت بُعيد العقوبات الأميركية، ولكنها عادت للتعافي بعد فترة وجيزة".
ووفقا لهواوي، باعت الشركة 118 مليون هاتف ذكي في النصف الأول من عام 2019، أي بزيادة قدرها 24 في المئة عن العام السابق. وبيّن التقرير الذي نشره موقع "هاندلسبلات" أن أبرز الهواتف التي بيعت من هواوي هو جهاز Nova 5 ، الذي بيع منه خلال شهر واحد نحو مليوني قطعة في الصين وحدها. أما بالنسبة لهواتف هواوي المتوسطة الحجم، مثل P20 Lite، فقد كان هذا الجهاز الأكثر مبيعا في ألمانيا العام الماضي. وذكر الموقع نفسه أنه رغم التعافي وعدم التأثر بالعقوبات الأميركية، فإن 10 آلاف مطور يعملون ليلا ونهارا في الخطة B والتي تعني كما يبدو التخلص من الاعتماد على التكنولوجية الأميركية في تشغيل الهواتف، خصوصاً بعد الخطوة التي أخذتها شركة غوغل مشغلة نظام أندرويد ضد الشركة ثم تراجعت عنها.
ويبدو أن محاولة ترامب لمعاقبة هواوي، دفعت الشركة إلى البحث عن بدائل بعيداً عن تكنولوجيا الشركات الأميركية، الأمر الذي سيفتح لهواوي أبوابا أخرى للنفع اقتصاديا وتقنيا قد يجعلها بذلك قادرة على كسر سيطرة شركات أبل وميكروسوفت وغوغل على قطاع أنظمة التشغيل.