كشف تقارير استخباراتية وصفت بالسرية جدا، أن الخلاف بين زعيم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي ( عبد المالك دروكدال ) وغريمه المنشق عنه مختار بمختار، كان في الأساس بسبب الجهاد ضد القوات الفرنسية شمال مالي. وقالت مصادر أمنية فرنسية لوسيلة إعلامية محلية، أن القياديين في التنظيم اختلفا نتيجة عدم دعم ايمن الظواهري زعيم التنظيم العالمي للجهاد ( القاعدة ) لهذا الجهاد. بينما كان دروكدال يراه شرعيا، لينشق عنه بلمختار بعدها ويعلن ولاءه للظواهري، في حين دب الخلاف بين هذا الأخير وزعيم قاعدة المغرب الإسلامي، ويكون دروكدال قد انزعج من الوفاق الذي تم بين الرجلين، ودعم الظواهري لجبهة النصرة في سوريا وكيله بمكيالين في التعامل مع بقية فروع " القاعدة ".

 وأورد  ونقل موقع " 1001 أنفو " الفرنسي، نقلا عن مصادر استخباراتية، أن خالد أبو العباس أو بلعو وهي ألقاب يكنى بها مختار بلمختار، أن هذا الأخير يكون قد ازعج ابو مصعب عبد الودود ( دروكدال ) لما أعلن ولاءه لأيمن الظواهري ( المكنى: الحكيم )، وهو خليفة اسامة بن لادن على التنظيم  العالمي للسلفية الجهادية(القاعدة ) وقال المصدر أن الخلاف في أعلى هرم قاعدة المغرب الاسلامي كان يصب في هذا الإطار.

وحسب المصدر ذاته، وفقا للمعلومات التي أفادت بها مصادر استخباراتية قولها أن إعلان بلمختار ولاء للظواهري، أكد أن الخلاف لم يكن فقط بين بلعور ودروكدال، بل في الحقيقة أن عدم توافق في الرؤى بين ابو مصعب عبد الودود والحكيم ( الظواهري )، وهو ما جعل بمختار يستغل الفرصة ويعلن انشقاقهن ثم بعدها يؤسس كتيبة المرابطون ويعلن انشقاقه رسميا، وبعد اشهر، يعلن في بيان له، أن جماعته تدين بالولاء للقاعدة وتتبنى نهجها. واعتبرت الاستخبارات الغربية، أن ذلك يعد ضربة قاسية لدروكدال وموقفه بخصوص الولاء للتنظيم الجهادي العالمي.

ويكون انشقاق بلمختار من هرمية القيادة بالتنظيم الجهادي" قاعدة المغرب الإسلامي " قد نشأ عنه تحالفات مضادة، حيث هناك حلف الظواهري- بمختار-  بأبو محمد الجولاني ( جبهة النصرة في سوريا)،  مقابل حلف دروكدال في منطقة الساحل – بأمير دولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش ).

وقال موقع " 1001 أنفو " عن مصادر أمنية تتابع الملف، أن سبب الخلاف بين بلعور وابو مصعب عبد الودود كان سبب هذه موقف الظواهري من القتال في شمال مالي، كونه اعتبره غير شرعي ولم يدعم زعيم تنظيم قاعدة المغرب الاسلامي في قتاله للقوات الفرنسية بعد دخولها شمال مالي ضمن عملية " سيرفال " لتطهير المنطقة من المسلحين.

وسبق لمؤسسة " الأندلس " وهي الجهاز الإعلامي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي يتزعمه دروكدال، كان قد نشر من قبل بيانا يدعو فيه  ( الجهاديين من الجزائريين والتونسيين والمغاربة إلى الالتحاق بشمال مالي لدعم صفوف القاعدة هناك ضد القوات الفرنسية، وهو ما جعل أمين الظواهري الذي ذكرت مواقع جهادية بانه رفض أن يتم التركيز على شمال مالي، بينما كانت دعوته لكل جهاديي العالم من المسلمين أن يدعموا جبهة القتال في سوريا ضد نظام بشار الأسد، وكان يقصد دعم جبهة النصرة. في حين لم يصدر عن الرجل الأول في تنظيم الجهاد العالمي أي اشارة لدروكدال تؤكد مباركته للجهاد ضد القوات الفرنسية في شمال مالي. وهو ما اعتبره عبد الودود بتخلي الظواهري عن دعم قاعدة المغرب الاسلامي والساحل. ويرى خبراء دوليون في مجال الارهاب، أن دروكدال كان يرى أن الظواهري هو من تسبب بشكل غير مباشر في نزع نصر كان بيد القاعدة في الساحل ضد فرنسا. ويعتقد الخبراء أنه دروكدال شعر بنوع من الخيانة من جانب الظواهري وهو ما جعل الخلاف يشتد، ولكن مجلس الأعيان في التنظيم وابرزهم مختار بمختار كان من بين الرافضين لهذا الخلاف مما جعله يشنق رفقة مجموعة من معاونيه.