حتى فترة قصيرة ماضية كان يُعتقد أن أول رواية عربية كُتبت ونُشرت هي رواية : ( زينب ) للأديب الكبير : ( محمد حسين هيكل ) في عام 1914م ، وأن المرأة العربية لم تتمكن من كتابة الرواية إلا في الخمسينات  من القرن الماضي ،، وأن أول رواية كتبتها المرأة العربية هي رواية :

( أروى بنت الخطوب ) للأديبة : ( وداد سكاكيني ) في عام 1950م .

هذه المعلومة موجودة وتُدرّس في مناهجنا العربية ،، ولكن هذه ليست الحقيقة ،، فالحقيقة تقول أن أول رواية عربية هي : 

( حــســن الــعــواقــب ) للأديبة اللبنانية : ( زيــنــب فــواز ) في العام 1899م أي قبل رواية زينب للأديب : محمد حسين هيكل بحوالي خمسة عشر سنة !!!

والجدير بالذكر أن الأديبة ( زينب فواز ) أتبعت روايتها السابقة برواية أخرى هي : ( الملك قروش ) في العام 1905م ،،،،

و ظهرت أديبة آخرى وهي ( لــبــيــبــة هــاشــم ) ،، التي طرحت في عام 1904 م رواية ( قــلــب رجــل )  ثم تبعتها كاتبة وأديبة آخرى هي ( عــفــيــفــة كــرم ) برواية :( بــديــعــة وفــؤاد ) في العام 1906م ،،، 

وهذه الرواية هي الرواية الأولى التي يتمحور موضوعها حول العلاقات بين الشرق والغرب ( وجورج طرابيشي ) 

للآسف ربما يكون على غير علم ذكر أن أول رواية تتحدث عن العلاقات بين الشرق والغرب هي رواية ( عصفور من الشرق )  للأديب العظيم ( توفيق الحكيم ) ،، ولم يآت عام 1914 م وهو عام رواية زينب لمحمد حسين هيكل ،، إلاّ وعفيفة كرم قد طرحت عدة روايات يُذكر أنها ثلاثة روايات ،، لماذا التجاهل لإبداعات المرأة في الرواية وغير الرواية ؟؟ بل لماذا لم تذكر المصادر العربية أقدمية وأولية المرأة في كتابة الرواية بشكلها الصحيح ؟؟ أم أن التعصب الذكوري لعب لعبته ؟؟؟؟ والذي ما أنفك يمارس سلطته ( التعصب الذكوري )  على كل نتاج للمرأة فيحاول محوه عن طريق ،،

بعض الرجال المصابين بعقدة النقص التي تسيطر عليهم وتتعبهم جداً  لدرجة تجعل البعض منهم يضع أو يحاول أن يضع غشاوة ،، على الحقيقة والحقائق ونسوا بل تناسوا أن الشمس لا تُحجب بغربال ؟؟ وهذا المرض للآسف متفشي حتى في كبار المثقفين والشعراء والأدباء طبعاً ليس الكل وإنما البعض ،،

ونلاحظ هذا الأمر جليّاً عندما يُذكر أسم شاعرة ،،،  يبدأ التشكيك من قبل البعض بأنها لا تكتب شعراً وإنما يكتبهُ لها فلان ( أحد الشعراء ) !!!

وهذه فيها تهمة شنيعة ورهيبة ،، لأنهُ ينال بشكل أو بآخر من شرفها وعفتها !! وهذه عند الله كبيرة ،،، محاولين حصر الإبداع في كيان الرجل وأحقية الرجل في الشعر والكتابة  والمرأة على حد قول أحد الشعراء الكبار !!! :

( حدها المطبخ )) رُغم أن هذا الشاعر أعتذر ولكن يبقى هذا المرض النفسي وعدم الثقة بالنفس حاضراً في نفوس الكثير للآسف ،،

(( أنا لا أنكر وجود من يشتري الشعر ولكنها ليست محصورة في المرأة  دون الرجل بل هي ظاهرة تفشّت عند البعض ( ذكوراً وإناث )  ولا يحق لي ولا لغيري أن يتهم دون دليل واضح وجليّ ))

أمر غريب !!

ولو عُدنا للوراء في العصر الجاهلي وما قبله ثم عصر الإسلام مثلاً ،، لوجدنا أن هناك شاعرات كثيرات كتبن الشعر وأيضاً هناك من كتبن النثر ،، ولكنهُ للآسف لم يُذكر ،، ربما ضاع وربما لم يتم تسجيله ( خاصةً الشعر الغزلي للشاعرات !! )

وقد ذكر الدكتور محمد معبدي الذي كتب كتاباً حول الأدب النسائي  في مرحلة ما قبل الإسلام ،،  بأن الكاتبات اللواتي يظهرن في هذا الكتاب ( الذي كتبه وألفه ) يمثلن نسبة ضئيلة من النساء اللواتي نظمن الشعر وكتبن النثر ،،

ويعتقد من وجهة نظره بأن لهذا سببين :

الأول : حين بدأ العرب بتسجيل أدبهم ركزوا جهودهم على شعر الرجال ط

الثاني : أن حتى القليل الذي تم تسجيله ضاع أغلبه خلال الغزوات التتاريّة ،،

وأيضاً كان هناك كتاب هو ( أشـــعــار الــنــســاء ) الذي جمعهُ  الــمــرزبــانــي يذكر كافة أشعار النساء في الجاهلية والإسلام ،، ولكن ضاع هذا الكتاب ولم يتم الحصول إلاّ على حوالي 59 صفحة  من الجزء الثالث ،، بينما كافة الأجزاء ضاعت وهي حوالي 600 صفحة ،، وهذه حقيقة آخرى على وجود كاتبات وشاعرات كتبنا وآلفنا ،،

ولكن للآسف ضاعت أو لم يتم تسجيلها ( ربما عمداً ) ،، والغريب أن ما جُمع من شعر النساء في الجاهلية ،، والإسلام أغلبه يتحدث عن الحماسة ومديح الأخوة والآباء وربما هناك بعض الغزل ولكنهُ قليل ،،

فهل نساء الجاهلية والإسلام لم يعرفن الحب ؟؟

مستحيل ،،،

وهذا الذي أعتقد أنهُ حُذف أو لنقل لم يتم تسجيله عمداً من شعرهن ،، وهناك كتاب آخر هو (( الــشــاعـــرات الــنــســاء )) الذي كتبه وحرره :

الــحــســن بــن مــحــمــد بــن جــعــفــر بــن طــره  في القرن الرابع عشر للميلاد وهذا الكتاب يُعتبر الآن مفقوداً !!!

وقد ذكر وأستشهد بهذا الكتاب : عبد القادر بن عمر البغدادي  في كتابه (( خــنــســاء )) ،، وقد كتبه في القرن السابع عشر للميلاد ،، بمعنى أن كتاب الشاعرات النساء كان موجوداً حتى القرن السابع عشر  فأين هو الآن ؟؟؟ 

لا أحد يعلم والكتاب يحوي كافة ما كتب من أشعار النساء وهو مكوّن من (( سبعة مجلدات )) ،،، وهذه الحقائق ( أعلاه ) تؤكد أن جُلّ ما نعرفه من أدب النساء العربيات  ليس إلاّ جزءاً يسيراً من الأدب الذي كان موجوداً في يوم ما من التاريخ  وبالنسبة للنقد الأدبي والشعري فقد كانت هناك ناقدات ،، منذ بدايات الشعر والنقد وكانت على رآس الناقدات في الشعر هي : 

( أم جندب ) زوجة ( أمرؤ القيس ) ،،،

فقد عُرفت بالنقد أكثر حتى من الشعر على إعتبار أنها شاعرة فذة أيضاً ،، ويقال أن زوجها أمرؤ القيس قد دخل في مباراة تحدي ،، مع الشاعر علقمة ( أبن عم أم جندب ) ،، ولم يتمكنا من التوصل إلى نتيجة فأقترح علقمة أن تحكم بينهم أم جندب

فوافق أمرؤ القيس وذهب الشاعران وألقيا قصديتيهما أمامها ،، فقدمت تفصيلاً دقيقاً لكل قصيدة على حدة ،، 

وأختارت قصيدة علقمة وأعطتها الأفضلية ،،

فغضب زوجها وكان الثمن طلاقها !!!

وكانت إحدى تلك الناقدات هي : ( تماضر بنت عمرو ) المعروفة بلقب الخنساء ،، فقد كانت تحضر سوق عكاظ في الحجاز وتتفحص قصائد الشعراء  وتُمعن فيها وتنتقدها وكان لها مكانة كبيرة في الشعر العربي ،، ويقال أن جرير سئل ذات يوم من أفضل شعراء الجزيرة ؟؟  فقال : أنا لولا تلك المرأة الشريرة ( يقصد الخنساء ) ههههههههههههه

أحبتي ،،

كنت ولا زلت أستغرب من البعض عندما يعلم أن أبنته ،، أو أخته أو زوجته شاعرة أو كاتبة حتى يقيم الدنيا ولا يقعدها  وخاصةً عندما تطلب نشر إبداعاتها ،،

لماذا ؟؟ لماذا ؟؟

كما قلت أعلاه هو الشعور بالنقص والعنصرة الذكورية الحمقاء ،، التي تجعل البعض يحاول دفن موهبة قريبته امه زوجته أخته أبنته ،،

بل ويعيبها ويعيب محاولاتها الظهور بإبداعاتها لسماء الشعر ،، أو الأدب أو الكتابة ،،

وما محاولة التعامي عن وجود روايات عربية نسائية قبل رواية  محمد حسين هيكل ،،

والتي طبّلوا لها وصفّقوا ولا زالوا يعتبرونها في مصادرهم الأدبية ،،

وحتى مناهجنا الدراسية على أنها أول رواية عربية ،،

لماذا ؟؟ لأن كاتبها رجل ،،

ومن جهةٍ آخرى هناك من يحاول أن ينتقص من القلم النسائي ،، وحين يحدث هذا الأمر من جاهل فحريّ بنا أن نتجاهله ،،لأنهُ إنما يُعبر عن جهل عارم يتملك كيانه وعقله ،، ولكن أن تحدث هذه النظرة القاصرة من إنسان مُتعلم مثقف ،، ( أو على الأقل يترائ لنا أنهُ مثقف ) فهذه والله أنها مصيبة وكارثة ،، كنت ولا زلت أسمع من البعض محاولة التقليل بل  وإعابة مجهودات النساء في الكتابة ،،  في شتى أوجهها من شعر ورواية ونثر ودراسات وعلم ،، ومن ينتقد ظهور الكاتبات في الصحف وإصدار الكتب والروايات ،،  ومحاولة حصر مجهودات المرأة في هذه الفنون ،،

إلى ما يعنيها من أمور المطبخ على حد قول أحد الشعراء !!  أو الحب أو مشاكلها الشخصية ،، متجاهلاً كتابات المرأة في شتى الإتجاهات والأمور ،، من سياسية أدبية فلسفية شعرية نفسية علمية ،،

نعم المرأة كتبت في شتى الصنوف والإتجاهات ،، لذى فكفى تجني وإدعاءً وكذباً وتدجيلاً ، وهذا تعدي وتجني وغباء مٌحكم من قِبل البعض ،،

هذه الفئة ( وإن شاء الله أنها قليلة ) مصابة بعقدة نقص ذكورية ،،،

 

لا ترى سوى مجهودات الرجال !!! ولا يحق لغيرهم الكتابة والإبداع !!!!

نعم فقد قرأت للبعض دراسات عن الأقلام النسائية  ولأحددها في كتابة الرواية العربية ، كان البعض يعتقد أن النساء اللواتي كتبن الرواية العربية ،،  ركزن على نظرة المرأة ومعاناتها الإجتماعية فقط دون الخوض في غيرها من القضايا ،، مُستشهدين بروايات الرجال التي خاطبت كافة القضايا وناقشتها ،، من سياسية أو غير سياسية ،،

ولكن عند عودتي لبعض ( لاحظوا بعض ) الروايات النسائية ،،،وجدت ما يناقض بل يلغي كلام هؤلاء ،، فمثلاً كتبت غـــادة الــسّمـــان عدة روايات  عن واقع الحرب الأهلية اللبنانية بدأً من روايتها ( بـــيــروت 75 )  والتي كتبتها قبل الحرب اللبنانية بعام واحد تقريباً ،، وقد كانت الرواية عبارة عن رؤية وتوقعات لما سيحدث وبالفعل حدث ،، وبعدها كتبت رواية ( كـــوابــيــس بــيــروت )   وفيها ذكر واقع الحرب الأهلية ومآسيها ،  وبعد ذلك كانت روايتها الرهيبة ( لــيــلــة الــمــلــيــار )  وهي أيضاً عن الحرب الأهلية في لبنان ،،

ولكن هذه المرّة غوص وتعمق في أسبابها ومُسبباتها ،، بشكلٍ لم يسبقها لهُ أحد ، وضعت قراءتها العميقة لأسباب الحرب ،،وما نتجت عنهُ من إنقسام الناس لوطني صميم ،، ولوطني مُزيف يبحث عن الرزق من خلال توريط ،، الوطن وجعل الحرب دائرة ،، وأظهرت فئات وطنية تبيع السلاح وتتاجر لخراب الوطن ،، في هذه الرواية كشف خطير وكبير وهو أن تجار الأسلحة  والمُخدرات هم من يتحكمون في الحرب وإستمراريتها ،،

وسمعت وقرأت عن رواية للأديبة الأردنية ( لــيــلــى الأطـــرش ) وأنها كتبت رواية هي ( تشرق غرباً ) ،، ومن خلال هذه الرواية وأحداثها تحيط مشكلة تقسيم فلسطين  وحرب السويس وإنفصام الوحدة السورية المصرية وحرب إستقلال الجزائر بشكلٍِ مُنسق وجميل من خلال أحداث الرواية ،،

أيضا هناك رواية ( دمـــشــق يــا بــســمــة الــحــزن )  للأديبة السورية ( ألــفــة الإدلــبــي ) والتي تصور دمشق والشعب الدمشقي أثناء الإنتداب الفرنسي على سوريا ،، وفيه تُركز على النضال النسائي السوري ضد المحتل الفرنسي ،،

وهناك الأديبة اللبنانية ( إمـــلــي نــصــر الــلــه ) التي عالجت في قصصها ورواياتها الأمور الإجتماعية والسياسية 

وتحدثت عن مشاكل يعانيها الشباب من الجنسين ،، فروايتها طـــيــور أيـــلـــول كانت من أفضل ما كُتب عن ،،حب الأرض والقرية بل تعتبر القرية هي مركز الإهتمام ،، وحتى كتابها القصصي ( روت لــي الأيــــام ) ،، وهو عبارة عن قصص من واقع القرية ومعاناة القرية وإجتماعياتها ،،،

وأيضاً هناك الأديبة والكاتبة الجزائرية الرهيبة :( أحــلام مــسـتـــغــانــمــي ) في رواياتها كانت تعالج قضية الثورة الجزائرية وما بعد الثورة  والمجتمع الجزائري في ذلك الوقت بشكلٍ رائع ودقيق ومميز ،،،

وهناك غيرها الكثير مثلاً ( ســحــر خــلـــيــفــة ) الأديبة الفلسطينية التي لم تحضر معرض الكتاب في القاهرة إلا ولها كتاب  ويصبح كتابها حديث المعرض ،، فهي دائماً تصور حياة المرأة الفلسطينية المناضلة ،، والثورية التي لا ترتاح ولا تيأس بل تبقى تناضل بكل ما أوتيت من قوة ،،

ومن هذه الروايات : ( باب الساحة ) _ ( عباد الشمس و الصبار )  وفي باب السحة تقدم سحر خليفة الدور الكامل للمرأة الثورية المناضلة  وفي الثنائيتين الآخريين أيضاً تصور نضال المرأة الفلسطينية ،،

أحبتي ،،

علينا جميعاً أن نعي أن الحياة ليست للرجل لوحده ولا للمرأة لوحدها ،، بل هي بينهما ولهما ،، وكما هو يُبدع فهي تُبدع ،،  نعم الحياة لها طرفان الرجل والمرأة ،، كلاهما فاعلان فيها ،،، علينا أن نعي أن تلك الإتهامات التي نوجهها للشاعرات والتي بالفعل لا زالت تتردد عند البعض ليست إلا عدم ثقة بالنفس ،،، ومحاولة لطمس جهود جبارة ومواهب عظيمة بزغت ،، ولا زالت وستستمر في البزوغ رُغماً عن الجهود الحثيثة والمريضة عند  البعض لطمس هوية الإبداع النسائي الحضاري الثقافي الكبير ،،،

علينا أن نعي أنهُ لا تطور ولا تقدم دون مشاركة نصفنا الثاني في الوجود وهناك حقائق سأطرحها لكم قريباً ستبهركم وتستغربونه وربما البعض يعرفها ،،،

وهنا قبل الوداع سأضع حقيقة علمية جميلة وجديدة وهي :

(( أثبت بعض العلماء أن المرأة قادرة وبشكل فعال على الإبداع ،، وأكد أيضاً بعض علماء المستقبل حسب رؤيتهم ،،

أن هذا القرن هو قرن الإبداع ،، الأنهائي للمرأة ودليلهم أن المرأة أصبر من الرجل على العمل 

وأنها أفضل منه في التأقلم مع البيئة ))

أطلت عليكم ولكن أعذروني فليس هذا سوى غيض من فيض .

الــــمـــراجــــع :

1 : كتاب ( نــســاء مــن بــلادي ) للكاتبة اللبنانية ناديا نويهض

2 : كتاب ( 100 عام من الرواية النسائية العربية )للكاتبة والدكتورة السورية بثينة شعبان

3 : كتاب ( نــســاء رائـــدات ) للكاتبة والأديبة اللبنانية إملي نصر الله

وهناك كتاب آخر للدكتورة بثينة شعبان يتحدث أيضاً عن نفس الموضوع هو :(( المرأة العربية في القرن العشرين )) ،،

 

( نـــــــــفــــــــق إلـــــــى الـــــــــذاكـــــــــرة )

تقول ديــــل ســبــيــنــدر :

 

( لقد صنعت النساء تاريخاً بقدر ما صنع الرجال لكنّ تاريخهن لم يُسجل ولم يُنقل وربما كتبت النساء بقدر ما كتب الرجال ولكن لم يتم الإحتفاظ  بكتاباتهن وقد خلقت النساء دون شك ،، من المعاني بقدر ما خلق الرجال ولكن هذه المعاني لم يُكتب لها الحياة وذلك عندما ناقضت المعاني النسائية المعاني الذكورية  وفهم الذكور للواقع ؟ لم يتم الإحتفاظ بالمعاني النسائية !!وبينما ورثنا المعاني المتراكمة للتجربة الذكورية فإن معاني وتجارب جدّاتنا غالباً ما أختفت من على وجه الأرض !! )

* سعود العتيبي