تسعى روسيا إلى تسريع إجراءات الموافقة على لقاح ثان ضد فيروس كورونا المستجد، رغم الشكوك التي ساورت عملية التصريح باستخدام اللقاح الأول، الذي أعلنت عنه في أغسطس الماضي.
ويطور اللقاح الثاني المسمى "إيبيفاكورونا"، مركز "فيكتور"، وهو مختبر أبحاث سوفييتي سابق للأسلحة البيولوجية.
وقال مسؤولون روس إن التجارب المبكرة أثبتت "فعاليته وسلامته"، لكن هذه التجارب لم تنته بعد، ولا يزال يتعين إشراك آلاف المتطوعين في تجارب جديدة، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.
كان وزير الصحة الروسي، ميخائيل موراشكو، قد توقع، الأسبوع الماضي، إعطاء الموافقة على اللقاح الجديد، منتصف أكتوبر الجاري.
وول ستريت جورنال، في تقريرها، قالت إنه على غرار اللقاح الأول "سبوتنيك في" الذي تمت الموافقة عليه قبل إتمام جميع مراحل التجارب، سيتم التصريح باستخدام اللقاح الجديد قبل اكتمال المرحلة الثالثة التي "يشارك فيها آلاف الأشخاص وتختبر ما إذا كان اللقاح يوفر الحماية من الفيروس".
وأعلن، مكتب براءات الاختراع الروسي، أن اللقاح الثاني يحتوي على مواد صناعية تدرب الجهاز المناعي على الدفاع عن نفسه ضد فيروس كورونا. ومن المقرر أن تبدأ تجارب ما بعد التسجيل، التي يشارك فيها حوالي 5000 متطوع، في نوفمبر أو ديسمبر، وتستمر ستة أشهر. وستختبر دراسة منفصلة اللقاح على 150 شخصا فوق سن الستين.
ويقول، تقرير الصحيفة، إن روسيا تسعى من خلال اللقاح الجديد احتواء الموجة الثانية "ورفع مكانتها في الخارج"، واعتبرت أن تسارع موسكو في تطوير لقاحات يسلط الضوء على "هدف الرئيس، فلاديمير بوتين، المتمثل في جعل بلاده لاعبا أساسيا في السباق العالمي لتأمين اللقاحات ضد الفيروس الجديد".
ويشير مراقبون إلى أن تسويق موسكو للقاحها الأول في الخارج كان "محاولة لاستخدامه أداة للقوة الناعمة بهدف جذب الدول للسير في فلكها"، وفقاً لقناة "الحرة".
أنطون جوبكا، عميد كلية الإدارة والابتكارات التكنولوجية بجامعة ITMO في سانت بطرسبرغ، يرى أن موسكو تسعى لخلق "مكانة مرموقة لها أمام الرأي العام المحلي والعالمي وإلى أن تكون قادرة على القول إن لدينا لقاحين".
وسجلت، وزارة الصحة الروسية، أول لقاح ضد الفيروس، في أغسطس الماضي، وقالت إنه يقدم "مناعة مستدامة"، وبات في المرحلة النهاية من التجارب على البشر.
وأطلق على اللقاح اسم "سبوتنيك في" تيمنا بإرسال أول قمر صناعي بنجاح إلى الفضاء، عام 1957، والذي أطلق عليه اسم "سبوتنيك".
لكن باحثين من عدة دول شككوا في هذا الإعلان، حتى أن البعض اعتبر أن اللقاح الذي تم تطويره على عجل "قد يكون خطيرا"، خاصة وأنه تم الموافقة عليه قبل إتمام جميع مراحل التجارب.