تسعي روسيا باستضافتها قمة "روسيا – أفريقيا" التي تعقد بعد غد الأربعاء، ولمدة يومين في مدينة سوتشي الروسية إلى التأكيد على استعادة أصدقائها القدامى من الدول الأفريقية التي حظيت بدعم الاتحاد السوفيتي السابق للحصول على الاستقلال وفتح أسواق جديدة لمنتجاتها في القارة الأفريقية.
وتري موسكو أن القارة الأفريقية توفر فرصا جديدة حيث بلغ متوسط نمو دول منطقة جنوب الصحراء 2ر5 في المائة خلال الفترة من عام 2000 إلى عام 2013، وهناك نمو متزايد في الاستهلاك خاصة السلع والخدمات الروسية.
وتفيد إحصاءات جهاز الجمارك الفيدرالي الروسي أن إجمالي تجارة روسيا مع الدول الأفريقية بلغ 4ر20 مليار دولار عام 2018 بالمقارنة بـ 4ر17 مليار دولار عام 2017 ويشهد التبادل التجاري لروسيا تطورا أكثر مع دول شمال أفريقيا بينما شهدت التجارة الروسية مع دول الصحراء نموا في السنوات الأخيرة.
وتوضح البيانات الروسية أن أهم الشركاء التجاريين لموسكو هم مصر والجزائر والمغرب وجنوب إفريقيا بينما التجارة بين روسيا والجزائر تنمو بوتيرة سريعة، وتشير إلى أن التبادل التجاري بين روسيا وكل من إثيوبيا والكاميرون وأنجولا والسودان وزيمبابوي وناميبيا ونيجيريا وموزمبيق ورواندا وغينيا أظهر دينامكيات إيجابية في السنوات الأخيرة.
وتؤكد البيانات أن موسكو توفر مجموعة واسعة من السلع إلى البلدان الأفريقية، بما في ذلك المنتجات النفطية والمواد الكيميائية والأسمدة والمنتجات الهندسية والآلات، مضيفة أن المنتجات الزراعية تحتل مكانة هامة في التجارة حيث توفر موسكو كميات كبيرة من القمح إلي كل من جنوب أفريقيا وليبيا وكينيا والسودان ونيجيريا ومصر.
كما زادت صادرات الخضروات والفاكهة من كل مصر وكوت ديفوار وبنين ونيجيريا وغينيا بيساو وجمهورية أفريقيا الوسطي وغينيا وبوركينا فاسو ومالي إلى روسيا في السنوات الأخيرة كنتيجة للعقوبات المفروضة من الاتحاد الأوروبي.
وتفيد البيانات الروسية بأن أفريقيا أصبحت "سوق المستقبل" للحبوب والمعدات الروسية، وهذا يعد مجالا واعدا في ضوء سعي الدول الأفريقية للقضاء على الجوع والاستفادة بشكل أكثر من إنتاجية مساحات كبيرة من الأراضي بالقارة.
وتهتم الدول الأفريقية بشكل متزايد بشراء المعدات الزراعية في ضوء ظهور تقنيات ومنتجات جديدة وفريدة من نوعها في روسيا فضلا عن جودة هذه المعدات التي وصلت إلي أعلي المستويات، ويري المصنعون الروس أن شمال أفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية سوق واعدة للمعدات الزراعية الروسية.
وعلاوة على ذلك، تستثمر الشركات الروسية بنشاط في قطاعات ذات أولوية للطاقة والتعدين مثل مساهمتها في تطوير ثاني أكبر احتياطي للبلاتينيوم (البلاتين) في العالم في زيمبابوي الذي يمكن أن يحولها إلي دولة رائدة في سوق البلاتينيوم العالمي بالإضافة إلى مساهمتها في مشروعات في مجالات البنية التحتية والنقل والتصنيع والزراعة.
ويعتقد الخبراء أنه من المهم أن تسعى روسيا ليس فقط إلى تطوير الموارد المعدنية في الدول الأفريقية، ولكن المساهمة في تطوير الصناعة المحلية والبنية التحتية في إفريقيا التي من شأنها تؤدي إلى خلق فرص العمل.
ويعتبر مشروع المنطقة الصناعية الروسية في مصر، وهو الأول من نوعه للبنية التحتية الذي ينفذه مركز التصدير الروسي، مثالا ممتازا على هذا النهج ومن المخطط أن تصبح هذه المنطقة نقطة انطلاق للترويج للسلع والخدمات الروسية في أفريقيا وسوف تسهم أنشطته في نمو الاقتصادين المصري والروسي.
وعلاوة علي ذلك، يعد مجال الطاقة النووية من المجالات الواعدة للتعاون بين روسيا والدول الأفريقية حيث وقعت مؤسسة روس أتوم الروسية علي اتفاقيات لتطوير الطاقة النووية مع كل من مصر والسودان و وزامبيا والمغرب وجنوب إفريقيا والكونغو .. وقد عبرت كل من السودان والسنغال عن اهتمامها بتطوير مشروعات مشتركة مع روسيا في مجالي النفط والغاز.
كما أن الحكومة الروسية مستعدة المشاركة بالمعلومات مع شركائها الأفارقة في مجالات مثل تكنولوجيات الذرة السلمية والتكنولوجيات الطبية وخدمات أخرى مثل تقديم الاستشارات للخبراء أثناء بناء محطات الطاقة النووية ومنشآت البنية التحتية مثل محطات الطاقة الكهرمائية والصناعات الخفيفة وتصنيع المنتجات الزراعية وتكرير النفط وبناء خطوط الأنابيب وتطوير صناعة الفضاء خاصة إطلاق الأقمار الصناعة في الدول الأفريقية.