تسعى روسيا بقوة لتسويق مبادرتها بشأن عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، وفي هذا السياق تجرى مباحثات مكوكية لمسؤولين روس مع الدول ذات الصلة، وآخرها لقاء في موسكو جمع وزيري الدفاع الروسي والتركي.
وسبق ذلك اللقاء محادثات روسية في بيروت مع مسؤولين لبنانيين واتصالات مع الجانب الأردني، هذه الدول الثلاث التي تحملت العبء الأكبر للجوء السوري، وأعلن الجانب الروسي تقديم مجموعة من المقترحات للولايات المتحدة تشمل:
- وضع خطة مشتركة لعودة اللاجئين إلى الأماكن التي كانوا يعيشون فيها قبل النزاع
- تشكيل مجموعة عمل مشتركة روسية أمريكية أردنية برعاية مركز عمان للمراقبة، وكذلك تشكيل مجموعة عمل مماثلة في لبنان
- تشكيل مجموعة روسية أميركية مشتركة لتمويل إعادة إعمار البنية التحتية السورية.
وتسعى موسكو لربط ملف عودة اللاجئين بالوجود العسكري الأمريكي في سوريا، وتعتبر موسكو أن التعاون الأمريكي معها ومع النظام السوري بشأن عودة اللاجئين قد يفتح الباب للنقاش بشأن إمكانية بقاء القوات الأمريكية في سوريا.
لكن هناك الكثير من الشكوك تخيم على هذه المبادرة في ظل رفض الغرب المساهمة في إعادة الإعمار قبل الحل السياسي.
فملايين اللاجئين السوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم لن يتمكنوا من تحقيق ذلك، فالعودة لا تتم لبيوت مدمرة ومدن وقرى طالها الخراب الكامل أو الجزئي على مدى سنوات الحرب الطاحنة، والتقديرات الدولية تشير إلى دمار أكثر من أربعين في المئة من البنية التحتية لسوريا.