تتزايد التقارير التي تؤكد دعم تركيا لفصائل إرهابية في الشمال السوري، وليس فقط الفصائل المصنفة باعتبارها معتدلة. وسائل إعلام روسية، قالت أمس إن تركيا سلّمت "جبهة النصرة"، المصنفة إرهابياً في معظم دول العالم أسلحة ومعدات عسكرية، من بينها صواريخ دفاع جوي، في سياق تدعيم هذا التنظيم الإرهابي الذي يسيطر تقريباً على نصف محافظة إدلب وبعض مناطق ريف حلب، شمال غربي سوريا، ويخوض مواجهة مسلّحة ضد الجيش السوري.
وسائل الإعلام تلك نقلت عن مصادر عسكرية روسية أن المسلّحين في إدلب حصلوا من أنقرة على مضادات طيران محمولة أمريكية الصنع.
وكالة «سبوتنيك» الروسية أكدت أن أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية التي تستخدمها السفن التركية باتت في أيدي الإرهابيين، ما يفسّر إسقاط مروحيتين تابعتين للجيش السوري خلال الأيام الماضية في معارك إدلب.
وتهيمن «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم القاعدة، والتي تطلق على نفسها الآن اسم «هيئة تحرير الشام» على نصف مساحة محافظة إدلب، التي تنشط فيها أيضاً فصائل مسلّحة ومتطرفة موالية لأنقرة.
التقارير الإعلامية الروسية، تأتي في وقت يتصاعد التوتر وتراشق الاتهامات بين أنقرة وموسكو بشأن خرق وقف إطلاق النار الهش في إدلب.
وتدعم أنقرة فصائل مسلّحة في محافظة إدلب، التي تشكل آخر معقل للمقاتلين ضد الدولة السورية، فيما تساند روسيا الجيش السوري في عملية استعادة ما تبقى من أراضي المحافظة.
ويواصل الجيش التركي منذ أيام إرسال تعزيزات إلى إدلب من دون توقف. ويشن الجيش السوري مدعوماً بالطيران الروسي منذ ديسمبر هجوماً على إدلب.
وأدى قصف من الجيش السوري إلى مقتل وجرح عدد من الجنود الأتراك.
وأخذ التوتّر بين روسيا وتركيا منحى متصاعداً، إذ أعلنت موسكو أن وزارة الدفاع التركية تزوّد قيادتها بمعلومات غير دقيقة عن الوضع في منطقة إدلب لوقف التصعيد. وكذّب مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية، أنقرة كاشفاً نشرها معلومات كاذبة تزعم تكبد الجيش السوري خسائر بضربات تشنها القوات التركية.
وأعلنت تركيا وروسيا مراراً التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المحافظة، في إطار جهودهما لوضع حد للمعارك في إدلب، لكن من دون جدوى إذ سرعان ما يتم خرقه، وتتهم موسكو أنقرة بذلك، سيما لجهة عدم فصل الجانب التركي بين الجماعات الإرهابية وما تصنف كمعارضة معتدلة.