منذ أشهر تقوم إيطاليا بحملة دبلوماسية مكثفة في خضم وضع ليبي متدهور بشكل منذر لروما. باولو جينتيلوني الذي خلف فيديركا موغيريني كوزير للخارجية في أكتوبر 2014، عمل دون انقطاع على تحقيق إقلاع مسلسل تثبيت ليبيا.

* لوفيغارو: حكومة الوفاق الوطني الليبية التي نص المؤتمر حول ليبيا الذي ترأستموه بمعية جون كيري في الثالث عشر ديسمبر واتفاق الصخيرات في المغرب في 16 ديسمبر ، على إقامتها في طرابلس اعتبارا من 16 يناير ، هل ستكون ممكنة؟
- باولو جنتيلوني: غالبية الليبيين تدعم هذه الاتفاقات. لكن بعض القطاعات في ليبيا مازالت تعارض. وتعمل عدة دول على ضمان احترام هذه الاتفاقات. ومن المؤكد أن هناك اتفاقا دوليا وليس هناك من بديل. التحدي هو ضمان حصول الحكومة التي يجري تشكيلها على رضا ثلثي البرلمان الليبي. المجلس الرئاسي الليبي يعمل حاليا بجد وكذلك المبعوث الأممي. فقط إذا ما حصلت الحكومة على دعم البرلمان الضروري يمكن أن يبدأ برنامج تثبيت استقرار البلاد. وهذا ممر أساسي.

* لوفيغارو: ماذا تتوقعون إذا لم يحصل الاتفاق؟
- باولو جنتيلوني: بصراحة ، لا أرى بديلا. كل أفق غير ذلك سيكون خطيرا بالنسبة لليبيا وللمجموعة الدولية. يمكننا أن نحتوي بطرق مختلفة التهديد الإرهابي ولكن ليس هناك من طريقة أخرى لتثبيت البلاد بهدف إعادة إعمارها.

* لوفيغارو: هل يمكن أن نتصور تدخلا عسكريا غربيا ضد الإرهاب في غياب حكومة في طرابلس
- باولو جنتيلوني: في المرحلة الحالية، ذلك غير ممكن. وسيكون ذلك خطأ جسيما. الأوروبيون والأميركيون يراهنون حاليا على توطيد استقرار البلاد. وإذا ما توجب في غضون أشهر اتخاذ قرار مرير في حال تخلي الليبيين عن خيار الحكومة، سيرى تحالف دولي ضد داعش ليبيا النور ، بكل تأكيد  كما حصل في العراق وسوريا. ولكن مرة أخرى ، هذا ليس على جدول أعمالنا لا اليوم والا الغد.
القيام بالعمل العسكري سيكون من قبيل القبول بفشل جهود الليبيين في تشكيل حكومة. وإذا ما كان علينا التدخل ضد الإرهاب ، يجب أن نقوم به بناء على طلب حكومة ليبية من أجل دعمها.

* لوفيغارو: من على منبر الأمم المتحدة ، طالب الرئيس الإيطالي ماتيو رينزي باضطلاع روما بدور رئيسي في تثبيت استقرار ليبيا. إلى أين وصلت الأمور؟
- باولو جنتيلوني: على المستوى الدبلوماسي ، حاولنا أن نجعل الحياة أسهل بالنسبة للأطراف الليبيين الراغبين في التوصل إلى اتفاق. كما أن دولا عربية ورغم اختلاف مواقفها لعبت دورا هاما بهذا الشأن. وتقوم إيطاليا منذ بضعة أشهر بمعية أعضاء مجلس الأمن الدولي ودول أوروبية كإسبانيا وألمانيا بمحاولات إرساء قواعد الاستقرار في ليبيا. من جهته منح الاتحاد الأوروبي 100 مليون يورو لليبيا.

* لوفيغارو: داعش يصبح أسبوعا بعد أسبوع أكثر عدوانية . كيف السبيل إلى مواجهته؟
- باولو جنتيلوني: ينبغي علينا في آن واحد ، أن لا نقلل من خطورة داعش وأن لا نعتبر ليبيا ولاية للتنظيم الإرهابي. السنة الماضية تمركز الإرهاب في درنة وطُرد منها . والآن وجد ملاذا في سرت من حيث يقوم بعمليات خطيرة ضد منشآت نفطية.
وقام باعتداءات على قدر كبير من الخطورة في زليتن ضد هدف رمزي ، وهو أكاديمية لتدريب مجندي خفر السواحل.

* لوفيغارو: غداة هجوم اسطنبول الثلاثاء الماضي ، قالت ممثلة السياسة الخارجية فيديريكا موغيريني إن تنظيم "الخلافة" يضرب بانتحارييه في الجهات الأربع للعالم لأنه أُنهك على الأرض ؟ هل تتفقون مع ذلك؟
- باولو جنتيلوني: داعش فقد بدون شك مناطق على الأرض في العراق كما في سوريا. في العراق طُرد قبل شهرين من الرمادي، مسرح إنجازه الوحيد في 2015. وكل مدينة تتم استعادتها يجب أن تتم إدارتها بدون طائفية. إيطاليا تحرص بشكل خاص على أن يحترم رجال الشرطة العراقيون، الذين تدربهم إيطاليا، الطائفة السنية.
في سوريا، تحقق تقدم بفضل جهود المجموعة الدولية للدعم والتي تضم 18 دولة. وبكل تأكيد، التوترات الحالية بين السعودية وإيران تثير مخاوف من فشل الجهود. اتصالاتنا الأخيرة مع الرياض وطهران تبعثنا على الأمل بأن تنطلق المرحلة الأولى من المفاوضات بين الأسد والثوار رغم التوترات.
المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا عبر أيضا عن ذلك ، دون أن يخفي مخاطر هذه التوترات وتداعياتها المحتملة على مسلسل المفاوضات.
وفي نهاية هذا الشهر سيقوم الرئيس الإيراني حسن روحاني بزيارة لإيطاليا والفاتيكان، ثم إيطاليا ، وهي الأولى له منذ الاتفاق النووي. نأمل أن تساهم هذه الزيارة في نزع فتيل التوترات