برحيل الرئيس التشادي إدريس ديبي اثنو، برز في المشهد اسم زعيم المتمردين محمد مهدي علي الذي بات يعرف بقائد المعارضة المسلحة ورئيس المجلس العسكري المعلن من قبله في مواجهة المجلس العسكري المعلن من قبل سلطات إثجامينا

ولد محمد مهدي علي في العام 1964 ،وهو ينتمي الى قبيلة «كريدا » من إثنية القرعان ( التبو ) في شمال البلاد ، مثله مثل الرئيس الأسبق حسين حبري الذي أطاح به ديبي في ديسمبر 1990 ، وقد درس في بلاده ثم في فرنسا حيث حصل على ماجستير في الإدارة وتخصص في القانون والاقتصاد ، وهو متزوج ولا يزال أبناؤه يعيشون في مدينة رين الواقعة بالغرب الفرنسي

في فرنسا التي قضى فيها 25 عاما كلاجئ سياسي ،شارك محمد مهدي علي في الحياة السياسية من خلال انتمائه للحزب الاشتراكي ، لكنه كان في ذات الوقت ممثلا للحركة من أجل الديمقراطية والعدالة في تشاد ، التي عقدت اتفاقية سلام مع النظام في العام 2005 ، فعاد الى إنجامينا حيث شغل منصب مسؤول كبير في وزارة البنية التحتية،

في العام 2008 وصل متمردون الى العاصمة ، وكان النظام على وشك الانهيار ، ولكنه قدرة ديبي على قمع التمرد ، دفعت بعلي الى الفرار خشية وضعه في دائرة الانتقام ، واتجه للانضمام الى المتمردين في دارفور ، وانخرط في المعارضة المسلحة ضد النظام التشادي ، ثم اتخذ من الجنوب الليبي مكانا لتدريب قواته ، ضمن ما يعرف باتحاد القوى من أجل الديمقراطية والتنمية بزعامة محمد نوري ، قبل أن ينفصل عنها

كان نوري قد كلف محمد مهدي علي بالعمل على أعادة تنظيم قواعده في ليبيا في عام 2015 ، ولكن في أوائل عام 2016 ، طرده بعد خلاف وعين شخصا آخر مكانه ، فاتجه علي لتشكيل فصيل خاص به واتخذ من منطقة وادي مسعودة بجبال الحساونة في الجنوب الليبي مقرا للاستقطاب والتدريب وتخزين السلاح

وفي 10 ديسمبر 2016 تعرض الموقع الى قصف من قبل الطيران التابع للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ، فقتل أحد رجاله وأصيب اثنان آخران.  قال علي «اعتقدنا أنه كان خطأ في البداية ، حتى قال الوفد المرافق لحفتر أن الهدف هو قمع أي تمرد قد يزعزع استقرار دولة مجاورة»

كان قوات محمد مهدي علي في تلك الأثناء لا تتجاوز 700 مسلحا ، قاتل بعضهم كمرتزقة مع الميلشيات الليبية ، ثم إرتفع الرقم ليصل الى حوالي 3000 مسلحا ، سرعان ما وجدوا دعما من فصائل أخرى ومن مقاتلين محليين أنضموا إليه بوازع الحمية العرقية والقبلية

اليوم ، يتزعم علي "جبهة التغيير والوفاق" التشادية، التي تطمح الى الوصول الى العاصمة بعد الإعلان رسميا عن مقتل ديبي ، لكن المواجهة لم تنته ، فكل طرف  له حساباته في بلد متعدد الإثنيات والأعراق والمعارضات والحالمين بالسلطة والنفوذ