قلل "أبو بكر شيكاو"، زعيم جماعة "بوكو حرام" في نيجيريا، اليوم الإثنين، من شأن "القوة الإقليمية المشتركة متعدّدة الجنسيات" التابعة للاتحاد الأفريقي، التي شكلت لمحاربتها، وتوعد بشن مزيد من الهجمات.

وفي تسجيل مصور بث على موقع مشاركة التسجيلات المصورة على الإنترنت "يوتيوب"، قال "شيكاو" الذي كان يحيط به مساعدون ملثمون: "أقسم بالله، 7500 جندي إقليمي عدد صغير للغاية، وغير هام".

وأضاف: "دعهم يجعلونهم 70 مليونا، وسنواصل سحقهم واحدا تلو الآخر".

والسبت الماضي، انتهي خبراء ممثلون للدول الأعضاء في هيئة دول حوض نهر تشاد، إلى جانب بنين، من وضع وثيقة حجر الأساس لـ"قوة متعددة الجنسيات والمشتركة"، تضم 8700 عنصر لمواجهة جماعة "بوكو حرام" في ختام اجتماع دام ثلاثة أيام بالعاصمة الكاميرونية ياوندي، بحسب مصدر رسمي، غير أنه لم يعلن رسميا عن حصص كل دولة ستشارك في هذه القوة.

وقال خبير، شارك في أعمال الاجتماع، إن نيجيريا اقترحت إرسال 3250 عنصر، وتشاد 3000، والكاميرون 950، والنيجر وبنين 750، رغم أن هذه الأخيرة لا تنتمي إلى هيئة دول حوض نهر تشاد، المكونة من الدول المذكورة.

وتوعد "شيكاو"، في الوقت نفسه، بشن مزيد من الهجمات، وتعهد بهجوم ساحق على النيجر لدعمها نيجيريا.

ونفى صحة أن الجيش النيجيري قد طارد المسلحين من مدينة داماتورو، العاصمة الاقليمية لولاية "يوبي" (شمال شرق)، قائلا: "لقد رحلنا بمحض إرادتنا بعد ما أخذنا ما جئنا من أجله".

وأظهر تسجيل مصور آخر، قافلة من المركبات وغيرها من غنائم الحرب التي زعم "شيكاو"، أنه تم الاستيلاء عليها من "داماتورو" في ما وصفه قوات الجيش المحلية بأنه كان محاولة فاشلة للاستيلاء على المدينة.

وعرض تسجيل مصور ثالث المسلحين، وهم ينزلون عقوبات مختلفة بأشخاص، زعم متحدث مجهول أنهم انتهكوا بعض قواعد "الخلافة الإسلامية".

وأمس الأحد، أعلن رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في نيجيريا، أتاهيرو جيغا، في مؤتمر صحفي تأجيل الانتخابات العامة المقررة من 14 فبراير/ شباط الجاري إلى 28 مارس/ آذار المقبل، بناء على توصيات من الأجهزة الأمنية، التي قالت إنها "تحتاج 6 أسابيع على الأقل لاستئناف العمليات في المنطقة الشمالية الشرقية".

لكن الإعلان الأخير جعل العديد من الخبراء يشككون فيما يمكن أن يفعله الجيش بالضبط خلال ستة أسابيع لهزيمة جماعة "بوكو حرام" التي ازدادت هجماتها جرأة.

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من المتحدث باسم الجيش النيجيري بشأن ما ورد في التسجيلات المصورة أو التحقق من صحتها من مصادر مستقلة.

وسبق أن أعطى الجيش النيجيري عدة مواعيد نهائية، وتفاخر بأن المسلحين قد تم سحقهم وأن الحياة ستعود لطبيعتها.

ومنذ بداية عام 2015، كثفت الحركة المسلحة من هجماتها داخل الدول المجاورة، حيث قتل 4 أشخاص يوم الجمعة الماضي في هجوم شنه المسلحون على بلدة "بوسو" الحدودية مع النيجر في أول هجوم من نوعه.

وجاء الهجوم بعد أيام قليلة من سيطرة المسلحين لفترة وجيزة على "فوتوكول"، وهي بلدة شمالي الكاميرون قرب الحدود مع نيجيريا، وقتلوا عشرات المدنيين، قبل أن ينجح في طردهم في نهاية المطاف ائتلاف القوات الكاميرونية والتشادية، وقتلوا المئات منهم بحسب تقارير.

وقتل وجرح آلاف النيجيريين منذ بدأت "بوكو حرام" حملتها العنيفة في عام 2009 بعد وفاة زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة. ويلقى باللائمة على الجماعة في تدمير البنية التحتية ومرافق عامة وخاصة، إلى جانب تشريد 6 ملايين نيجيري على الأقل منذ ذلك التاريخ.

وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.