أدان زعيم مسلمي نيجيريا، سلطان سوكوتو، اليوم الأحد، الإرهاب باعتباره انتهاكا لتعاليم الإسلام، وحث النيجيريين المؤمنين على التضافر معا لهزيمة جماعة "بوكو حرام". جاء ذلك في كلمة وجهها سلطان محمد سعد أبو بكر الثالث، إلى آلاف المسلمين الذين احتشدوا في المسجد الوطني بالعاصمة أبوجا للصلاة من أجل بلادهم، بحضور نائب الرئيس النيجيري نامادي سامبو، وعدد من وزراء الحكومة، وكبار الشخصيات الإسلامية العامة، وزعماء مسلمين بارزين من شمال وجنوب نيجيريا.

وقال سلطان سوكوتو: "ذكرنا مرارا أن الإرهاب ليس له محل في الإسلام"، وأضاف: "الإسلام يدعو إلى التعايش السلمي وعدم التمييز على أساس الدين".

ويعتبر سلطان سوكوتو الحاكم العرفي لسهول ولاية "سوكوتو" شمالي نيجيريا، وإلى جانب ذلك يشغل منصب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في نيجيريا، كما يرأس جماعة نصر الإسلام، وهي من المؤسسات الإسلامية الأكثر تأثيرا في البلاد. وحث "أبو بكر الثالث" المسلمين على التوحد ضد الإرهابيين، قائلا: "يتحتم علينا أن نتصدى، كما هو الحال دائما، بصوت واحد لإدانة جميع أعمال الإرهاب".

وأضاف: "يجب أن ندين الإرهابيين هؤلاء أينما كانوا ونبذل قصارى جهدنا كمسلمين لضمان أن يسود مجتمعنا السلام". وأردف الزعيم الإسلامي محذرا: "الموقف خطير للغاية، وعلينا أن نوحد صفوفنا كمسلمين". وتابع: "علينا أن نوحد صفوفنا كنيجيريين، بغض النظر عن اختلافاتنا العرقية أو الدينية أو السياسية ولا نسمح للسياسة بأن تهمين على الأمور في ظل انعدام الأمن".

فيما حث الزعيم المسلم الحكومة على النظر في معاملتهم (المسلمين) "بمساواة وعدل ونزاهة" معتبرا أن هذا سيساهم في "تغيير الأمور". وفي مطلع هذا العام نظمت الطائفة الإسلامية في نيجيريا صلاة مماثلة في ولاية لاغوس (جنوب غرب) تناوب خلالها كبار رجال الدين المسلمين إدانة أنشطة "بوكو حرام" باعتبارها معادية للإسلام تماما.

وكانت جماعة بوكو حرام المتشددة، أعلنت، مطلع مايو/ أيار الجاري، مسؤوليتها عن خطف أكثر من 200 فتاة من مدرسة في ولاية بورنو، واعتبرتهن "أسيرات حرب"، في خطوة أثارت ردود فعل دولية غاضبة، ومطالبات بإطلاق سراح الفتيات.

والخميس الماضي، قتل ما لا يقل عن 28 مدنيا، في هجمات منفصلة شنها مسلحون يشتبه في انتمائهم إلى "بوكو حرام"  في ولاية بورنو، شمال شرقي نيجيريا، حسب ما أفادت به مصادر أمنية وشهود عيان لوكالة الأناضول.

وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا تعني "بوكو حرام" "التعليم الغربى حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.

وحافظت جماعة "بوكو حرام" على سلمية حملاتها - بالرغم من طابعها المتشدد - ضد ما تصفه بـ"الحكم السيئ والفساد"، قبل أن تلجأ عام 2009 إلى العنف، إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.