حذر باحثون في كندا من أنهم اكتشفوا أن عددا من المكالمات التي تتم عبر برنامج المحادثات بالفيديو "زووم" في أميركا الشمالية يتم توجيهها من الصين، ما استدعى ردا من الشركة التي أقرت بحدوث "خطأ قامت بإصلاحه".
وزاد الإقبال على "زوم" في الفترة الأخيرة مع بقاء الملايين في المنازل وزيادة حاجتهم لإنجاز أعمالهم بالفيديو، وقالت الشركة إن أكثر من 200 مليون شخص باتوا يستخدمون الخدمة يوميا، مقارنة بعشرة ملايين قبل الأزمة الأخيرة.
وذكر الباحثون في شركة "سيتزن لاب" ومقرها تورنتو أن المكالمات لا تتم عبر نظام "التشفير بين الطرفيات" "End-to-end encryption" وهو نظام يحصر الوصول إلى المحتوى ليشمل أصحاب المكالمات فقط، بمعنى أن الاتصالات تظل مشفرة من نقطة النهاية الأولى وحتى نقطة النهاية الثانية.
وقال تقرير "سيتزن لاب" إن "زوم" هي التي تتحكم في مفاتيح تشفير هذه المكالمات، وأشار إلى مخاوف بشأن طريقة تخزين البيانات.
والخوف هنا يتعلق بأن الشركة قد تضطر إلى تبادل معلومات مع السلطات الصينية تخص المستخدمين، بحسب القوانين المعمول بها هناك.
وكانت الشركة قد زعمت من قبل أنها تستخدم طريقة "End-to-end encryption"، وهي الطريقة التي تعتبر الأكثر أمانا، ثم اعتذرت لاحقا عن "سوء فهم" مشيرة إلى أنها تتحكم في طريقة التشفير.
وقال تقرير الشركة الكندية إن ما يثير المخاوف أيضا أن الشركة تقوم بتوزيع مفاتيح التشفير على خوادم في الصين، حتى لو كانت المكالمات تتم خارج أراضيها.
ومن جانبها قالت الشركة في بيان الجمعة إنها قامت "عن طريق الخطأ" بتوجيه بعض المكالمات من الصين منذ شهر فبراير، مشيرة إلى مركزي معلومات في الصين قاما بالتعامل مع مكالمات واردة خارج البلاد بسبب الضغط الهائل على شبكتها في الخارج مع بقاء الناس في منازلهم.
وقالت الشركة إنها "أصلحت الخلل" منذ ذلك الحين، مضيفة أن الخطأ حدث فقط "في ظروف محدودة للغاية" وأن عملاءها الحكوميين لم يتأثروا.
وأبلغت الشركة صحيفة فايننشال تايمز أن "البيانات التي تصدر في الولايات المتحدة تبقى في الولايات المتحدة، وبيانات الاجتماعات التي تتم عبر الحدود تذهب إلى حيث يقع المقر الرئيسي لحساب صاحب المكالمة المضيف".
وفي ظل هذه المخاوف، نصح بيل ماركزاك، من "سيتزن لاب"، مستخدمي البرنامج بأن "يفكروا مرتين" قبل استخدامه عند تبادل معلومات حساسة.