حذر الباحث في الشؤون الإستراتيجية فرج زيدان، من خطورة ما أسما بـ "المشروع الانفصالي" لاقتطاع الجنوب الليبي وفصله عن الدولة الليبية. 

وقال زيدان، في ورقة تحليلة بعنوان (جنوب ليبيا .. والمهندس الإسرائيلي الحاضر الغائب والممول القطري) خص بوابة أفريقيا الإخبارية بنسخة منها، "الوقائع والشواهد والوثائق والتسجيلات لدى القوات المسلحة تؤكد بأن ثمة مشروع انفصالي لاقتطاع الجنوب وفصله عن الدولة الليبية وإنشاء دويلة ينفذه تحالف من بعض المأجورين الذين يتخذون من  الشعارات القومية الإفريقية غطاءا لعمالتهم وسياساتهم الانفصالية وعناصر من فصائل المعارضة التشادية السياسية المسلحة، وكلكم تدركون المحاولات الإسرائيلية التوسعية في إفريقيا ، وكيف لعبت إسرائيل دورا حيويا في انفصال جنوب السودان، وعلاقاتها مع إثيوبيا والتلاعب بقضية الأمن المائي ضد مصر عن طريق دعم وتمويل مشروع سد النهضة ، ومحاولة بسط النفوذ في تشاد؟، ولازلتم تتذكرون زيارة نتنياهو الأخيرة لتشاد وقبلها زيارة الرئيس التشادي إدريس ديبي للقدس المحتلة، وهذا الأخير يدرك الصلات الكبيرة بين إسرائيل وفصائل المعارضة التشادية المدعومة من الدوحة ، كما تتذكرون كلام بنيامين نتنياهو للساسة الإسرائيليين من إننا نجحنا في تحقيق اختراق دبلوماسي استراتيجي في إفريقيا. فالجنوب الليبي بحكم موقعه المهم الذي يعد عمقا استراتيجيا لشمال إفريقيا حيث مصر والمغرب العربي ، ومنطقة الساحل الإفريقي والصحراء الكبرى فضلا عن الثروات الطبيعية المختلفة الهائلة فيه ؛ تجعله مطمعا لكثير من الدول وعلى رأسها الكيان الصهيوني الإسرائيلي وأطماعه التوسعية ومشروع داوود ورغبته في تفتيت الدولة المصرية المستمرة إلى الآن عن طريق الحروب الاقتصادية والمائية المفتعلة لمصر فضلا عن علاقاته غير المباشرة مع الخلايا التخريبية النشطة في العمق المصري والصحراء الغربية وشبه جزيرة سيناء واستخدامه للبيدق القطري في عمليات التمويل، وحلمه بالنفوذ في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي".

وتابع زيدان، "المخطط التآمري كبير وكبير جدا، ولا حل أمامنا إلا بتوحدنا نحن الليبيين (تبو، وطوارق، وعرب) والتفافنا حول القوات المسلحة؛ لأن الخونة والبيادق والمأجورين الذي يخبئون مصالحهم وأطماعهم تحت عباءة الشعارات القومية لا يمثلون إلا أنفسهم، ويريدون تفتيت الوطن وتسليمه للمشغلين والممولين، والضحايا في النهاية سنكون نحن جميعا (عرب وتبو وطوارق). لكن هذه المؤامرة ستكسر على صخرة القوات المسلحة ووعي الشعب والتفافه حول القوات المسلحة. هذا ليس توسعا في نظرية المؤامرة، بل سيرا خلف الوقائع والشواهد التصريحات".