عندما تذرف دموع الفراق يكون المصاب جللا.. جلل ذلك الألم الذي شق الصدر لكنه لن يعيد حبيبا فقد ولن يجيب طفلة تسأل أين أبا وعدني باللقاء فتوعدني قاتلوه بالفناء.
سارة طفلة قتل والدها (عبد الحميد الفرجاني الترهوني) الذي يعمل مسعفا خلال الاشتباكات المندلعة جنوب العاصمة طرابلس.
عبد الحميد عسكري نظامي تخرج من كتيبة امحمد المقريف سنة 2001 ثم نقل إلى كتيبة فارس بسبها سنة 2003 وبعد عدة أشهر انتقل للعمل بكتيبة الأمن ترهونة التي كانت تتبع الفوج التاسع سابقا إلا أنه بعد أحداث فبراير ترك المؤسسة العسكرية حتى عام 2012 عندما قرر أهالي ترهونة دعم الجيش والشرطة فعاد إلى عمله وبعدما تشكل اللواء السابع عمل سائق سيارة اسعاف.
الفرجاني الذي تزوج عام 2005 لم يرزق بأطفال إلا بعد تسع سنوات وهبه الله ابنته سارة التي أختار أن يعمل سائق كي لا يضطر لفراقها كثيرا إلا أنه ومنذ سنة سرقت سيارته في العاصمة طرابلس وعندما وجد السارق في السيارة تعريف عسكري يتبع اللواء السابع تم الاستدلال على مكانه (حيث كان في زيارة لأحد أقاربه في طرابلس) وألقي القبض عليه من قبل قوات الردع وجرى احتجازه وتعذيبه وبعد سنة من السجن دفعه الشوق لطفلته، لأن ينقش اسمها في وريده.
وبعد الحرب التي اندلعت في العاصمة طرابلس والتي شارك فيها اللواء السابع جرى الإفراج عنه وعاد لترهونة وبقي لمدة شهر ونصف في إجازة من العمل وبعد أن عاد كلف بإسعاف الجرحى الذين سقطوا في اشتباكات طرابلس يومي الاربعاء والخميس إلا أنه تعرض لرماية عشوائية أردته قتيلا ليكتب لسارة أن تعيش يتيمة ضحية لاشتباكات حولت العاصمة طرابلس إلى جرح نازف لا يندمل.