إثر نجاح الجيش الليبي في تخليص عديد المناطق في ليبيا من براثن ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية كانت خطوة الجيش القادمة غامضة خاصة في ظل تكتم القيادات العسكرية عن التصريح باستراتيجية الجيش حيث شارك اللواء خليفة حفتر بملتقى أبوظبي الأخير والتزم خلاله بمسار الملتقى الوطني الجامع إلا أن الساعات القليلة الماضية أتت بأحداث مفاجئة.
وسيطر الجيش الليبي على بلدات جنوب طرابلس، الخميس، ويقترب أكثر وبوتيرة سريعة من طرابلس، إثر أوامر من القيادة بالتقدم للعاصمة. وفي وقت سابق من اليوم الخميس، قال اللواء عبدالسلام الحاسي، آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية في الجيش، إن قواته سيطرت بالكامل على مدينة غريان الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب العاصمة طرابلس.
وبعد السيطرة على غريان، سيطر الجيش الوطني على بلدتي صبراتة وصرمان الواقعتين غرب طرابلس على بعد 60 كيلومتراً من العاصمة. وتقدم الجيش بشكل سريع إلى محيط طرابلس وقد وصل إلى منطقة العزيزية.
وتمكن الجيش الليبي من السيطرة على جنوب ليبيا في حملة عسكرية شنها يناير/ كانون الثاني الماضي، وأعلن أن تلك الحملة بهدف القضاء على الإرهابيين والتنظيمات المسلحة الإجرامية.
وقال المكتب الصحفي للجيش الوطني في بيان على صفحته على فيسبوك، إن "عدة وحدات توجهت إلى المنطقة الغربية لتطهيرها من الجماعات الإرهابية المتبقية.
وردا على هذه التحركات وصف رئيس الحكومة السراج هذه الخطوة بأنها "تصعيد"، وحث قوات حفتر على "التوقف عن استخدام لغة التهديدات". وقال السراج إنه أمر القوات الموالية للحكومة بالاستعداد "لمواجهة جميع التهديدات...سواء من الجماعات الإرهابية أو المجرمين أو الخارجين عن القانون وكل من يهدد أمن كل مدينة ليبية".
في نفس الإطار، قال العميد عادل البرعصي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الليبية التابعة للمشير خليفة حفتر، إن أهداف تحرك الجيش الوطني الليبي باتجاه الغرب، حيث تقع العاصمة الليبية طرابلس الخاضغة لحكومة الوفاق، هي تنقية المنطقة الغربية من أي جسم عدا الجيش أو الشرطة وتوحيد الكلمة العسكرية في كافة ربوع ليبيا.
وأضاف في مداخلة مع راديو سبوتنيك أن المجموعات المسلحة التى سيواجهها الجيش ضعيفة، مشيرا إلى أن الكثير منها قد سلم نفسه، معتبرا أن هذه المعركة سهلة بالنسبة للقوات المسلحة الليبية. كما استبعد البرعصي أن يحدث اشتباك بين الجيش الليبي والقوات التابعة لحكومة الوفاق، وإنما اشتباك مع ميليشيات تفرض سيطرتها على حكومة الوفاق، على حد قوله.
ونظرا لمكانة العاصمة طرابلس و رمزيتها، سيواجه الجيش الليبي تحديات هامة في الغرب أكبر مما كانت في الجنوب، حيث تعارضه جماعات مسلحة قوية مثل مليشيات مدينة مصراتة.
وأصدر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، أمرا إلى رئاسة الأركان العامة باتخاذ الإجراءات الفورية والعاجلة، بتكليف رئاسة الأركان الجوية بتنفيذ طلعات جوية واستعمال القوة، للتصدي لكل ما يهدد حياة المدنيين والمرافق الحيوية، وتحركات التنظيمات الإرهابية، والمجموعات الخارجة عن الشرعية، والقانون ومهربي الوقود.
كما أصدر السراج قرارا منفصلا إلى كل من وزارة الدفاع، ورئاسة الأركان العامة، ومنطقة سبها العسكرية والغربية والوسطى وطرابلس، والحرس الرئاسي، برفع درجة الاستعداد للوحدات العسكرية، من الدرجة العادية إلى الدرجة القصوى.
إلا أنه درجة الاستجابة للقوات الموجودة في طرابلس يبدو أنها ضعيفة،كشف مصدر عسكري بالعاصمة طرابلس لبوابة إفريقيا الإخبارية، أن عدد الطيارين وأفراد سلاح الجو الليبي في قاعدة معيتيقة بطرابلس رفضوا الأوامر الصادرة من وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا بشأن الخروج في طلعات لاستهداف القوات المسلحة العربية الليبية المتجهة إلى العاصمة طرابلس.
وأكد المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن باشاغا أصدر أوامره بخروج طائرتين لقصف القوات المتجهة نحو العاصمة، إلا أن عناصر سلاح الجو رفضوا الأمر بشكل نهائي.
في نفس الإطار، قال الخبير العسكري الليبي، ميلاد بحري، إن تقدم الجيش لمدينة غريان يساهم في حسم الأمور في فترة قريبة. وأضاف في تصريحات خاصة إلى سبوتنيك ، أن المناطق المتبقية لا تمثل معضلة كبيرة، خاصة بعد دخول الجيش بالطريقة السلمية لغريان، ذات الأهمية الجغرافية كونها عاصمة الجبل وتضم العدد الأكبر من السكان.
وأوضح مراقبون أن دخول الجيش إلى مدينة ورشفانة سيصبح سهلا، كما أن النسبة الأكبر في منطقة العزيزية ترحب بدخول الجيش، فيما تبقى منطقة الزاوية الواقعة، غرب العاصمة، تمثل أحد التحديات لكونها تعارض دخول الجيش ،فمن الناحية العسكرية باتت كل الأوضاع في صالح الجيش الليبي القادم من الشرق.