تعجب تقرير نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية عما آلت إليه الأوضاع في ليبيا عقب الإطاحة بالعقيد معمر القذافي، حيث رأت الصحيفة أن ليبيا، التي تمتلك ثروة نفطية وتتسم بعدد سكاني محدود، كان من المفترض أن تمثل قصة نجاح بالنسبة لدول الربيع العربي، لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، وها هي البلاد تمر بحالة من التخبط التام في العديد من الجوانب، خاصة الجانب الأمني.
واستهلت الصحيفة حديثها بلفتها لقائمة المشكلات العاجلة التي تعانيها البلاد في الوقت الراهن، والتي يأتي في مقدمتها محاصرة الميلشيات المسلحة للمنشآت النفطية الكبرى، ارتفاع معدل البطالة، عجز الحكومة عن مواجهة الحركات المسلحة، احتدام التنافس السياسي بين الأطراف المتنازعة وكذلك ضعف مؤسسات الدولة.
ثم لفتت الصحيفة إلى تلك الروح التي لمست من خلالها ثمة محاولات يتم بذلها في سبيل إنعاش الأوضاع في البلاد، وهو ما رأته في قيام بعض الليبيين بتدشين شركات، تكوين جماعات منوطة بالمجتمع المدني، تطوير وسائل إعلامية وتحسين التعليم.
وأوردت الصحيفة بهذا الخصوص عن محمد حمودة، مهندس وطالب تخطيط مدني يترأس مجموعة إتش 20 التي تراقب برلمان ليبيا الانتقالي، قوله " المشكلة متعلقة بالناس. فحين يبدؤوا في الاقتناع بأن عليهم أن يعملوا، وألا يكتفوا بمجرد الاعتماد على العائدات النفطية، فسيكون بوسعنا وقتها أن نحقق تغييراً على أرض الواقع".
وتابعت الصحيفة بنقلها عن لبنى المنتصر، ناشطة متخصصة في حقوق المرأة تعيش في طرابلس، قولها :" حين نرى الصراعات بين السلطات القائمة وحين نرى الأموال يساء إنفاقها بطريقة تدعو للتساؤلات، فإن كل هذه الأمور تبدو مزعجة".