يعتبر "استاد ماراكانا " واحدا من المعالم الرئيسية اللافتة للنظر في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية ولا يمكن لاي زائر لهذه المدينة الضخمة أن يفوت فرصة زيارة واحد من أشهر ملاعب الكرة في العالم .ماراكانا يحتل في قلوب البرازيليين مكانة بارزة رغم آنه ارتبط في أذهانهم بكارثة وطنية عندما خسرت البرازيل نهائي كأس العالم في عام1950 أمام الغريم التقليدي الأوروجواي وبكى يومها الشعب البراريلي المتيم بكرة القدم وأصبح ذلك اليوم في تاريخ الشعب البرازيلي يوما اسودا .كنت من بين المحظوظين الذين زاورا هذا الملعب قبل أقل من شهر من انطلاق المونديال  واطلعت على كل صغيرة وكبيرة لهذا الملعب الذي شهد تحسينات جذرية بعد أن أغلق فترة طويلة  ولمدة ثلاث سنوات  منذ إعلان البرازيل كدولة ستنظم المونديال ملعب ماراكانا تحول إلي متحف يدر الآموال على حكومة مقاطعة ريو دي جانيرو خلال آيام الأسبوع ما عدا يوم الآحد حيث يستقبل مباريات أندية ريو الكبيرة وهي فلامنجو وبوتافوجو وفلومينينسي وفاسكو دي جاما ويمكن لاي سائح  ان يدفع مبلغا بسيطا وهو سبعة دولارات لكي يدخل الملعب ويقضي فيه آمسية جميلة مع مرشد سياحي يتكلم أكثر من لغة لكي يستمع إلي شرح شامل للمراحل التي مر بها الاستاد منذ تأسيسه

الطابق الأرضي تحول إلى متحف ومن بين الذكريات تنثال نصفي للاسطورة التاريخية اللاعب غارينشا الذي ساهم في فوز البرازيل بكاسي العالم في 58 و 62وتماثيل اخرى لاشخاص كتبوا تاريخ هذا الملعب منهم الصحفي ماريو فيلهو الذي اصبح اليوم المسمى الرسمي لماراكاناوفي قلب المتحف توجد الشباك التي شهدت تسجيل بيلية للهدف الالف الذي احرزه الاسطورة بالإضافة إلى كرة تلك المباراة الشهيرةوتوجد صور تاريخية للمراحل التي مر بها الملعب منذ افتتاحه في عام 1950

كما توجد في أرجاء القاعة شاشات تلفزيون مسطحة يتم من خلالها عرض تاريخ الكرة البرازيلية والمباريات التاريخية وخاصة التي توج فيها منتخب السامبا بطلا لكاس العالم ويتوافد السواح يوميا على الإستاد لزيارته ومعرفة المراحل التي مر بها.
 دليل الاستاد روى لنا بأن الإسم الذي اصبح يحمله الملعب رسميا هو ماريو دي فيلهو وهو صحفي مشهور رحل ولم يكتب له أن يعيش فرحة مونديال ٢٠١٤ الا ان الكل يعرف الملعب باسم ماراكانا بني الملعب خصيصا لإحتضان نهائي مونديال ١٩٥٠ وكان يتسع الى ٢٠٠ ألف متفرج لكنه افتقد إلي عناصر السلامة مما جعل قسما منه ينهار في التسعينيات فآغلق الملعب وانطلقت فيه الإصلاحات وعندما فازت البرازيل بتنظيم كأس العالم اشترط الفيفا بان يعاد الملعب من جديد وفق كراس شروط صارمة ووضعت ميزانية ب خمس مائة مليون دولار وشملت التحسينات تغيير واجهة الملعب الرئيسية والتي تعتبر معلما أثريا لكن التحسينات الأهم تمثلت في وضع سقف يغطي كامل الملعب في المقابل تقلصت طاقة إستيعاب الملعب من ٢٠٠ آلف متفرج إلي ٨٢ ألفا .

ولأن الاستاد يقع في حي شعبي جدا تحيط به المباني القديمة فقد قررت بلدية ريو هدم هذه المباني القديمة لإعطاء صبغة عصرية للمنطقة التي يقع فيها الملعب وسط احتجاجات اجتماعية أدت ألي صدامات بين المتساكنين والسلطة ووفق الدليل السياحي فإن المصرف الحكومي تكفل بتغطية ثمانين بالمائة من التكلفة والبقية من القطاع الخاص .وانتفع سكان الأحياء المحيطة بالملعب بوصول كافة المواصلات من باصات وقطارات ومترو أنفاق الى المنطقة بحكم وجود الملعب .الملعب شهد تحسينات جوهرية على مستوى غرف الملابس والتي تم تجديدها وفق المواصفات العصرية كذلك تم تطوير المداخل الي الملعب وهي واسعة تجنبا للزحام وتدافع المتفرجين كما تم تجهيز المداخل بمصاعد كهربائية تؤدي إلي جميع المداخل وجميع الدرجات الملعب أصبح مجهزا باربع شاشات ضخمة واحدة في كل زاوية من الملعب ويمكن لاي متفرج في الملعب ان يشاهد صور الإعادة أما العشب الطبيعي فقد اعيدت زراعته من جديد وفق مواصفات عصرية الملعب اصبح اليوم جاهزا بعد استكمال تجديد جميع مرافقه واقيمت عليه مباريات الدوري البرازيلي وهي التي تم اعتبارها كبروفة تجريبية لمباريات المونديالملعب ماراكانا يقع في قلب ريو ولا يبعد الا مسافة خمس كيلومترات عن وسط المدينةويمكن للسائح ان يصل الى ملعب من وسط المدينة عبر مترو الانفاق من محطة "بوتافوجو" وهي المنطقة التي يقع فيها النادي الشهير ذو الالوان الحمراء والسوداء

ويعتبر استاد ماراكانا ثاني أشهر معلم تاريخي وسياحي في مدينة ريو دي جانيرو بعد تمثال السيد المسيح على جبا كوركوفادوفي العام 1998 تم تصنيف الملعب "معلماً وطنياً" ما يعني أنه لا يمكن هدمهومثلت عام 92 ذكرى سيئة للملعب عندما انهار المدرج العلوي للملعب ما أدى إلى وفاة ثلاثة وإصابة 50 متفرجاً، ما اسفر عن اتخاذ إجراءات أكثر صرامة للسلامة العامة، نتج عنها تقليص قدرة الملعب الاستيعابية

 وعند مدخل ملعب ماراكانا أقيم نصب تذكاري يخلد إنجازات البرازيل بتحقيقها الفوز   و 62 بكأس العالم في سنوات ثمانية وخمسين في السويد واثنين وستين في تشيلي وسبعين في المكسيك والفين واثنين في كوريا واليابان ماراكانا استضاف مباراة انجلترا والبرازيل لدى افتتاحه رسميا كما استضاف ثلاث مباريات في بطولة العالم للقارات من بينها المباراة النهائية وسوف يكون مسرحا لست مباريات في المونديال من بينها المباراة النهائية الثالث عشر من شهر يوليو المقبل  سيكون ماراكانا مسرحا لاهم حدث في هذا العام  حيث تقام المباراة النهائية لكأس العالم للمرة الثانية في تاريخ البرازيل وماراكانا اعتبر ايقونة مونديال 2014 ويآمل الشعب البرازيلي ان يمسح في هذا الملعب بالذات أحزان نهائي 1950 لكن منتخب السامبا يجب عليه أن يبلغ النهائي في هذا اليوم الموعود ماراكانا سيكون ايضا مسرحا لافتتاح وختام دورة الالعاب الاولمبية في عام 2016