قالت المبعوثة الخاصة السابقة للأمم المتحدة إلى ليبيا ستيفاني ويليامز، أن المؤتمر الدولي الثاني حول ليبيا الذي عقد أمس في برلين "لا ينهي حلقة، لكنه عملية مستمرة تجري الآن على أرض الواقع".
قالت ويليامز في تصريح لوكالة "نوفا" الايطالية للأنباء، تعليقا على نتائج المؤتمر: "أعتقد أنه كان أمرًا إيجابيًا للغاية أن نرى جميع البلدان والمنظمات الإقليمية تتجمع معًا في مؤتمر برلين 2، لإعادة تأكيد التزامات المجتمع الدولي بما تم التوصل إليه في مؤتمر برلين 1 ".
واعتبرت ويليامز المؤتمر بمثابة "مظلة دولية تسهم في تحقيق وحدة لليبيين وتنفيذ كامل آلية المتابعة " التي تم إطلاقها في يناير 2020.
وأكدت أنه "كان من المهم جدًا أن يستمع الليبيون رسميًا مرة أخرى إلى رسائل فردية من جميع المشاركين في المؤتمر حول الدعم المتواصل وضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، وأيضا ضرورة مغادرة المرتزقة والقوات الأجنبية للبلاد ووقف التدخلات الخارجية".
كما شددت على أهمية "دعم الليبيين الراغبين في طي صفحة الماضي والذهاب إلى الانتخابات" معتبرة أن " مؤتمر برلين ليس حلقة ختامية، لكنه مسار مستمر يجري الآن على الميدان ".
وقد دعا المؤتمر في بيانه الختامي أمس إلى انسحاب "فوري" للقوات الأجنبية من ليبيا، وهي نقطة أثارت "تحفظات" الجانب التركي، بالإضافة إلى توحيد مصرف ليبيا المركزي وتوزيع عادل لعائدات النفط، وبحسب الوكالة.
من جانبها، ترى يليامز أنه "من السهل الحديث عن المرتزقة، لكن ما يجعل الأزمة الليبية فريدة من نوعها هو أن العامل الأساسي الذي أدى للصراع يتعلق بالسيطرة على الموارد، ولهذا السبب وضعنا المسار الاقتصادي والمالي على نفس مستوى المسارين السياسي والعسكري " مع الحث على إيلاء اهتمام خاص للمؤسسات الاقتصادية الليبية الرئيسية الثلاث: المؤسسة الوطنية للنفط، والبنك المركزي والمؤسسة الليبية للاستثمار (صندوق الثروة السيادية الذي قامت الأمم المتحدة بتجميد أصوله).
ستُجرى خطوة مهمة في "المسار السياسي" نحو التوافق على إجراء الانتخابات هذا العام يوم الاثنين 28 يونيو،عندما تستضيف مدينة جنيف السويسرية اجتماعاً مباشرا جديدًا لملتقى الحوار السياسي الليبي الذي أسهم في ميلاد الحكومة الحالية في فبراير الماضي، وفق ما ذكرت الوكالة.
وفي هذا الصدد، تقول وليامز : "أعرف أعضاء الملتقى ولدي ثقة كبيرة فيهم خاصة وأنهم حققوا الكثير في الاجتماع الأول في تونس وأظهروا إجماعا واسعا للغاية على اختيار تاريخ 24 ديسمبر ليكون اليوم الذي سيتمكن فيه الليبيون أخيرًا من استعادة السيادة وانتخاب حكومة ديمقراطيًا ".
وحول دور الولايات المتحدة في الأزمة الليبية، ترى الدبلوماسية الأمريكية أن هناك ثباتا أكبر من الإدارة الحالية بقيادة الرئيس جو بايدن: "ما أراه هو تناسق أكبر في استراتيجية الولايات المتحدة في ليبيا، وهو أمر جيد، تأتي رسالة قوية وموحدة من واشنطن، وهذا مهم جدًا لليبيين، وبصراحة أيضًا لمختلف الأطراف الخارجية".
وبحسب مبعوثة الأمم المتحدة السابقة، وضعت إدارة بايدن دعم الديمقراطية ضمن أولويات سياستها الخارجية: "إنه لأمر رائع أن نرى من الرئيس، وبالتالي من وزير الخارجية بلينكين، تأكيدا على دعم الديمقراطية وهذا ما تتطلبه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث يحق ل 600 مليون عربي اختيار من يحكمهم دون اجبارهم على الاختيار بين الإسلام السياسي أو الاستبداد العسكري"، وفق قولها.
وأفادت بالقول إن "الحكومة التي تعكس إرادة شعبها قادرة على اتخاذ القرارات السيادية التي تخدم مصلحة ليبيا ".