يوم مخضب بالدماء استفاق عليه أهالي مدينة سرت الواقعة في خاصرة ليبيا عندما استهدف طيران حلف الناتو المدينة.
في مثل هذا اليوم قبل ثمانية أعوام وقتما أسقط المجتمع الدولي بقيادة فرنسا، الدولة الليبية، طمعا في مقدرات بلاد انتهكت سيادتها زفرات أهالي أكثر من خمسين قتيلا وعشرات الجرحى صعدت إلى السماء مطالبة بقصاص عادل بعد أن قام حلف الناتو في مسعى لدعم المعارضة المسلحة عام 2011 بقصف عدد من السيارات في الحي رقم 2 بمدينة سرت ما أوقع عددا محدودا من القتلى والجرحى.
فهرع عشرات المواطنين لنجدة وإسعاف الجرحى لكنهم سقطوا ضحايا أيضا عندما باغتهم الناتو بضربة ثانية أتت على الأخضر واليابس وأوقعت أكثر من 100 قتيل وجريح.
منفذو الضربة رتبوا بعناية تفاصيل جمع أكبر عدد من الضحايا حيث نفذوا ضربة أولى كانت سببا في تجمع المواطنين، أما الضربة الثانية فاستهدفت مكان تجمعهم.
طريقة تنفيذ العملية تشبه إلى حد كبير أسلوب تنظيم داعش في تنفيذ عملياته الإرهابية حيث يعمد إلى إيقاع أكبر عدد من الضحايا عبر ضربتين الأولى لجمع الضحايا، والثانية لقتلهم.
صرخات ذوي القتلى والجرحى تشق الصدر لتلتحم بفضاء رحب لكنه لن يعيد حبيبا فقد ولن يجيب صبيا يسأل أين أبا وعدني بالنصر فتوعدني قاتلوه بالقهر.. الطفل الذي ذرف بالأمس الدموع على والده سيكون موقعه في ليبيا الجديدة فاعل مرفوع بقوة البأس بعد رفضه أن يكون مفعولا به منصوبا بظلال التبعية واليأس.