في لقاء مع سعادة سفير تونس بواشنطن وتحديدا في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، أجرت بوابة إفريقيا الإخبارية الحوار التالي مع السيد محمد الزين شلايفة  الديبلوماسي السابق، والسفير الحالي لتونس بواشنطن الذي عين منذ خمسة أشهر.

 

سعادة السفير حسب اعتقادك ما الذي من الممكن أن يتغير بعد الزيارة التي أداها السيد مهدي جمعة رئيس الحكومة إلى الولايات المتحدة الأمريكية؟

أعطت زيارة السيد مهدي جمعة دفعا جديدا للعلاقات التونسية الأمريكية، وهذا الدفع صار بعد الثورة، على عكس ما كانت عليه العلاقات قبل الثورة من فتور.

 

وما هو سبب الفتور؟

السبب هو ملفات حقوق الإنسان والحريات..

 

والآن؟

هناك آفاق دفع جديد على جميع المستويات، وهذه الزيارة خولت لنا فتح حوار استراتيجي  على مستوى وزاري كبير.

 

ماذا سَيُغير هذا الحوار الاستراتيجي؟

يقدر الحوار الاستراتيجي أن يُغير العلاقات ككل، يقدر أن يغيرها إلى علاقات إستراتيجية، بما أن تونس في ديمقراطية ناشئة وموقعها الجغرافي صعب خاصة مع الوضع في ليبيا، وتونس أخذت دور آخر شيئا فشيئا كصديق استراتيجي لأمريكا.

إلى جانب فتح الحوار الاستراتيجي هناك إعانات أمريكية لتونس.

 

من بينها؟

قرض طويل الأمد قيمته 500 مليون دولار والذي سيوقع بواشنطن يوم الثلاثاء 03 جوان 2014.

 

هل هذا الدعم مخصص للاستثمار؟

لا، هذا القرض لإنعاش الاقتصاد التونسي الآن.

 

لكن كان الشرط الأمريكي أن لا تصرف هذه الأموال إلا لمشاريع استثمارية؟

القرض ليس مخصصا لدفع الأجور. هذا واضح. وهناك تعاون أمني واضح في الميدان.

 

هل قدمت لنا الولايات المتحدة الأمريكية معدات واليات؟

قدمت بعض المعدات.

 

من بينها؟

لا نقدر على ذكرها، لكنها قدمت لنا بعض المعدات الأمنية، وإن شاء الله  تصلنا في المستقبل القريب...

 

هل يوجد تنسيق أمني أمريكي؟

يوجد تنسيق واهتمام كبير من طرف الولايات المتحدة.

 

كيف تنظر اليوم الولايات المتحدة الأمريكية إلى تونس خاصة من منحى الإرهاب الذي يهدد المنطقة ككل وتونس خاصة؟

الولايات المتحدة هي الآن قلقة جدا بالنسبة للوضع في ليبيا، إذ أن هذا الوضع يؤثر على المسار الديمقراطي في تونس، ولهذا الولايات المتحدة تتعاون مع تونس للحد من المخاطر المتأتية من ليبيا.

 

ما هو الموقف الأمريكي اليوم من الحركات الإسلامية المتشددة؟ 

الموقف الأمريكي من الحركات الإسلامية تغير نوعا ما، في أول الربيع العربي كان مساندا، لكن تغير بالرجوع للوضع في مصر وحتى في تونس. هناك الآن قراءة جديدة للولايات المتحدة وأصبحت تفرق بين الحركات المتشددة والحركات المعتدلة.

 

على أي أساس تفرق؟

 مصالح أمريكا ضُربت في بنغازي ولهذا هناك تفريق بينهم. وفي مصر رغم أن الولايات المتحدة نددت بما حدث في مصر إلا أنها لا زالت تدعمها بالقروض والمعدات، ولهذا أظن أن الولايات المتحدة ليس لها إستراتيجية بل لديها سياسة براغماتية في الجهة.

 

هل أغلق ملف السفارة الأمريكية في تونس(الاعتداء على مقر السفارة)؟

لم يغلق، هناك بعض المواضيع لا تزال تحت الدرس.

 

وهل طرح هذا الملف عند زيارة السيد مهدي جمعة إلى الولايات المتحدة؟

نعم طرح.

 

وهل لازالت الولايات المتحدة تنتظر الإجابة على بعض الأسئلة التي طرحتها على السيد مهدي جمعة؟

لا زال هناك درس وتفاوض في بعض المواضيع في هذا الصدد ومنها التعويضات المالية.

 

وهذا الطرح ألم يحرج السيد رئيس الحكومة عند قدومه إلى الولايات المتحدة الأمريكية؟

 لا، السيد رئيس الحكومة كان حاضرا لها. هناك حوار في تونس مع السفارة الأمريكية وحتى مع الإدارة التونسية حول مبلغ التعويضات الهام جدا.

 

بكل صدق وصراحة، ما هي الإضافة التي قدمتها منذ توليكم مهامكم في السفارة التونسية في واشنطن؟

عندي الآن 5 أشهر، الإضافة أنني حاولت التنسيق والتحضير لزيارة السيد مهدي جمعة رئيس الحكومة، وحاولنا أيضا إعادة العلاقات على المستوى الاستراتيجي، صار حوارا استراتيجيا بيننا، لكن مازال الكثير من العمل لكي تكون هناك إضافة حقيقية.

 

على المستوى الاقتصادي؟ كيف ترى الآفاق الاقتصادية  بين تونس والولايات المتحدة؟

الأمريكان في العمل جديين جدا، أنا أرى مستقبل العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة في اتفاق تبادل حر،  لأنه هذا الاتفاق والتبادل الحر يفتح لنا الأبواب للاستثمارات الأمريكية ولهذا إن شاء الله في الأشهر القادمة المحادثات حول  التبادل الحر المشترك.

 

ما هي أكثر مشاكل الجالية التونسية بأمريكا التي طرحت عليك؟

أكثر مشاكل الجالية التونسية هي مشاكل بعد المسافة عن واشنطن، ولهذا نحاول تنصيب قناصل شرفيين في بعض المناطق.

هل بدأتم؟

بدأنا في تكساس، وهناك اقتراحات في نيويورك وفي شيكاغو، وفي كاليفورنيا نبحث الآن عن واجهة  جديدة لأنه يلزمنا شبكة من القناصل الشرفيين لكي نلبي كل الدعوات.

 

هل أنت قَلِقٌ على الوضع في تونس؟ 

أنا لست قلق من الوضع في تونس لأنه يتقدم، الوضع الأمني والوضع الاقتصادي مازال هش ولهذا أنا قلق قليلا.

 

هل أنتم في اتصال دائم مع وزير الخارجية؟

هناك اتصال يومي بين السفارة ووزارة الخارجية التونسية للتشاور..أنا في اتصال دائم بالوزير.

 

هل أنتم باتصال برئاسة الجمهورية؟

رئيس الجمهورية أقام 5 أيام في أمريكا، وشرّفنا بالسكنى في إقامة السفير، وهناك اتصالات بالمستشار الديبلوماسي للرئيس، هناك اهتمام  بالطبع كبير بالولايات المتحدة.

 

إذن أنت تنسق مع الاثنين، مع وزارة الخارجية ومستشار الرئيس للعلاقات الخارجية؟

مع رئاسة الجمهورية لا يوجد تواصل كبير، لكن بالطبع هناك تواصل كتابي.

  

 

ماذا تقول للتونسي الذي في تونس من هنا من سان فرانسيسكو اليوم؟

أقول له تحيا تونس، وإننا نعمل من أجل تونس، وإن شاء الله في الأشهر القادمة ستجرى انتخابات في تونس وتأتي حكومة جديدة، وتعود الثقة في اقتصادنا.