في مارس من العام 1937 قام الزعيم الإيطالي بينيتو أندريا موسوليني بزيارة إلى ليبيا التي كانت وقتها مستعمرة تحت إدارة إيطاليا الفاشيّة.
هذه الزيارة التي استغرقت عدّة أيّام رافقتها تغطية صحفيّة واسعة من قبل الصحف الإيطاليّة حينذاك، وقد تحصّلت "بوابة إفريقيا الإخبارية" على وثيقة أرشيفيّة صادرة عن وزارة الخارجية الفرنسيّة في أفريل من العام 1938 بعنوان "البطاقة الدّورية للصحافة الإيطالية من 3 مارس إلى 16 أفريل 1937"، رصدت فيها الخارجية الفرنسيّة أهم المقالات الصحافية والتغطيات والتقارير الصادرة في الصحف الإيطالية خلال الفترة المذكورة.
ونشرت الوثيقة الأرشيفية الفرنسيّة، كل المقالات المتعلقة بزيارة موسيليني إلى ليبيا والموزعة في الصحف الإيطالية في تلك الفترة في الجزء الأوّل الذي عنونته بـ"رحلة موسيليني إلى ليبيا (10-21 مارس)".
** ما قبل الزيارة:
قال تقرير النشرة الفرنسيّة أنّ الصحافة الإيطالية كرست عديد المقالات للحديث عن زيارة موسيليني إلى ليبيا والاحتفاء بالطريق الساحلي او اللوترينا Litoranea الذي تم تشييده في عامين عبر سهول جافة والذي سيعبره موسيليني في زيارته من الحدود المصرية إلى الحدود مع تونس.
ونشر التقرير الفرنسي مقالا للكاتب Virginio Gayda في صحيفة Grionale D'Italia قال فيه: "يذهب موسيليني إلى ليبيا لزيارة أرض من الإمبراطورية خاضعة للسيادة الإيطاليّة، في بحر يهيمن على حياة إيطاليا ويفرض عليها واجب المراقبة الدفاعية. فالطبيعة والتاريخ خلقا لإيطاليا ترابط ثلاثيا غير قابل للانفصام بين المتوسّط والأمّة والإمبراطوريّة".
في حين نشرت صحيفة Corriere della sera بتاريخ 11 مارس 1937 تقول: "ليبيا لديها وظيفة محددّة ومعرّفة بدقّة في النظام المتوسطي لإيطاليا الفاشية، الضفة الرابعة ليس صورة بلاغية، لكنها تعبير فعلي للوضعيات الجغرافية والتاريخية والسياسية المرتبطة بمصالح حيوية وفورية للإمبراطورية.. هي أيضًا تواصل مباشر للدوتشي مع مشاكل ليبيا".