"حذرت و أحذر من الاستقطاب الثنائي بين النهضة والنداء وإن حكمت النهضة سيحكم معها النداء والعكس صحيح... ردنا على الحملات التي تستهدفنا سيكون بالعمل و خدمة البلاد...لم أخلف وعودي الاستثمارية للتونسيين وكل ما وعدت به من مشاريع اقتصادية في طور الإنجاز...نظمت لقاء باريس بين الشيخين لتجنيب البلاد حربا أهلية ...النهضة في وضع صعب جدا وحزبنا سيحتل مراتب متقدمة في التشريعية وسيكون رقما صعبا في المشهد السياسي المقبل ...لن نتحالف مع أي طرف إلا إذا  كنا في الصفوف الآمامية أي في رئاسة الحكومة...الإرهاب توظفه بعض الجهات لتحقيق مآرب سياسية وسنقضي على الظاهرة في ظرف 6 أشهر من وصولنا  سدة الحكم ...ثروتي و أعمالي لا تشوبهما آية شائبة و الحكومة الائتلافية التفاف على الديمقراطية و اقتسام للوزارات ونحن لا ننتمي إلى زمرة المنافقين حتى نقبل بذلك..."

هذا فيض من غيظ مما جاء على لسان رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر و مرشحه للرئاسة سليم الرياحي قبل سويعات من انطلاق يوم الصمت الانتخابي في تونس في لقاء ذي شجون سياسية وانتخابية مع "بوابة إفريقيا الإخبارية" تطرق فيه محدثنا إلى كل ما يهم حزبه في الانتخابات التشريعية والرئاسية و تعرجات المشهد السياسي الراهن و المقبل بالبلاد إضافة إلى التحديات الإرهابية التي تمر بها تونس في هذه المرحلة الدقيقة نحو إنهاء المرحلة الانتقالية وإجراء الانتخابات.

 

* كيف تقيمون حظوظكم في التشريعية و الرئاسية؟و كم عدد المقاعد التي تتوقعون الفوز بها في البرلمان المقبل؟

نحن حزب براقماتي وواقعي. الوطني الحر له الحاضر والمستقبل.شخصيا وحسب ما لمسناه ميدانيا من خلال حملة الانتخابات التشريعية ومن خلال سبر الآراء والذي نعرف جميعا أنه من الممنوع التصريح بنتائجها في هذه الفترة. الوطني الحر يحتل المراتب الأولى في سبر الآراء ونتوقع أن الشعب سيضع ثقته فينا هذه المرة  بإذن الله خاصة و أنه خبر و جرب العهدين البائدين، الكبير ، و أعني التجمع و مشتقاته اليوم، و الصغير، وأعني الترويكا.

أما عن عدد المقاعد فنتوقع أننا سنتحصل على ما يكفي لنكون رقما صعبا في الحكومة القادمة بإذن الله.

 

*هل يمكن أن تصدر المحكمة الإدارية قرارا بإسقاط ترشحكم للرئاسية حسب ما أفاد به متابعون؟ وماذا سيكون موقفكم في هذه الحالة؟

أقول ما قاله تعالى: " إن ينصركم الله فلا غالب لكم". هذه الأقاويل و الإشاعات تندرج ضمن حملات التشويه و الإرباك  للوطني الحر ولي شخصيا ولن أرد عليها إلا بالعمل وخدمة بلدي.

حملات تشويه استهدفت سليم الرياحي مؤخرا من جهات مختلفة حسب ما صرحتم به، فماهي أسباب ذلك في نظركم؟؛ وهل هي رغبة في إقصاءكم بعد أن بدأ عود حزبكم يشتد؟

بالضبط هي  رغبة مسعورة لإقصاء حزبنا الذي أصبح معادلة صعبة في المشهد السياسي الوطني وكسر رسميا الاستقطاب الثنائي بين النهضة والنداء.

كل تلك الحملات شنتها بالأساس قناة نسمة بالوكالة عن حزب الباجي قايد السبسي بعد أن تأكد من أن سياسة التخويف لم تجد نفعا في الناخبين وأن مقولته الشهيرة " انتخبوا النداء باش نرتحوكم من النهضة" لم تلق صدى لدى الناس الذين لن يهربوا من الترويكا ليرتموا بين أحضان حزب الانتهازيين و النظام القديم.

 

*ما جديد ملف خلافكم مع نبيل القروي وقناة نسمة وهل أنتم مصرون على تتبعها عدليا مثلما سبق و أن أعلنتم؟

الجديد تجدونه عند القضاء. عمليات الابتزاز كانت مفضوحة و واضحة وغاياتها أوضح.

ما هي أسباب خلافكم  مع نداء تونس والاتهامات المتبادلة بينكما وهل يخشى السبسي من منافسة الرياحي أم العكس صحيح؟

بالنسبة لسي السبسي، أنا أحترمه و أحترم سنه و لكن من  المؤكد أنه قد يخشى سليم الرياحي لأن سليم الرياحي في تواصل دائم مع الشباب وكل المواطنين وهو يتكلم لغتهم ويحس أحاسيسهم و له نفس تطلعاتهم و طموحاتهم لذلك قد يخشاني سي السبسي في الرئاسية لأني جزء من المستقبل وليس من الماضي و لا أتحدث هنا عن عامل السن بل عن الأفكار والطموحات.

حسب متابعين سليم الرياحي سبق و أن قدم وعودا بالتنمية والتشغيل لم تتحق، فماهي ضماناتكم اليوم للتونسيين في حال فوزكم؟

كنت قد شرحت هذا عدة مرات. كل مشاريعي التي وعدت بها في طور الإنجاز و متقدمة بصفة كبيرة ماعدا "مكتاريس" الذي تعرض إلى عراقيل قانونية وحتى سياسية لأن الحكومات التي تعاقبت بعد الثورة في تونس لا تقبل بعد فكرة أن رجل الأعمال له الحق في أن يكون سياسيا دون أن ينتمي الى الدائرة الضيقة لتلك الأحزاب المتواجدة الآن في السلطة و لا أن يدعمهم  حتى يسهلوا عليه تحقيق مشاريعه الاقتصادية. أنا أريد الاستثمار دون أن أكون تابعا لأحد.

يرى البعض أن السياسي التونسي  ومنهم سليم الرياحي لا يزور المناطق المحرومة إلا في الانتخابات بمعنى أنه يوظف الحالات الاجتماعية لتحقيق مكاسب انتخابية، فهل يقلب الرياحي هذه المعادلة ويصبح الاستثناء؟

من قال ذلك؟ طوال الثلاث سنوات الماضية زرت مختلف المناطق الداخلية سواء بصفتي الشخصية أو بصفتي رئيسا للوطني الحر أو بصفتي الشخصية أو بصفتي رئيسا لنادي الشعب ( الإفريقي).

 

*بعض الجهات تقول إن  مصادر ثروتكم غير مشروعة حسب تعبيرها، بماذا تردون؟

هذه الاتهامات التي لا حقتني في 2011  كان الغرض منها ضربي في الانتخابات الفارطة. لن أسقط في فخها هذه المرة و أضيع وقتي في الرد عليها عوض التركيز على الحملة الانتخابية. و خصومي السياسيين الذين أطلقوا هذه الشائعات بحثوا في كل شبر لي فيه مشاريع لي  في كل أنحاء العالم و لم يجدوا غير أعمالي و اسمي الذي لا تشوبه أية شائبة.

 

*سليم الرياحي قام بمحاولات للتضييق على حرية الاعلام على اثر تهديده بمقاضاة موزاييك حسب البعض، فهل من توضيح؟

الكل يعرف وأولهم أنتم أنني لم أضايق يوما الإعلاميين. أنا مؤمن بحرية الإعلام والتعبير و أعمل و سأعمل على أن يكون الإعلام في تونس حرا بما في الكلمة من معنى. ولكن ماذا يكون ردي إن انهالت علي وعلى حزبي التهم الباطلة أو أصر البعض على استهدافنا بسبب أو بدون سبب. نحن لم نهدد بمقاضاة موزاييك ولكننا نبهنا إلى جملة من التجاوزات في حق الحزب و رئيسه خلال الحملة الانتخابية.

 

*من من المترشحين  تتوقعون وصوله إلى  الدور  الثاني في الرئاسية؟

من يختاره الشعب...

 

*ماهي مواصفات رئيس الجمهورية الكفء حسب رأيكم؟ وكيف تقيمون أداء المرزوقي على رأس مؤسسة رئاسة الجمهورية؟

أولا، يجب أن يكون رئيس الجمهورية كفء كما قلت و يجب عليه  أن يخدم شعبه ووطنه دون ضغوط وحسابات ضيقة. ثانيا يجب أن يلتزم بدستور البلاد و يرتفع بالمؤسسة العسكرية ويحملها فوق كل التجاذبات. كما يجب عليه أن يرتقي بعلاقاتنا مع مختلف دول العالم الشقيقة و الصديقة و أن يتعامل معها كدول وليس كأشخاص وأن يضع مصالح الشعب التونسي فوق كل اعتبار. كما يجب أن يكون لرئيس الجمهورية دورا  هاما في جلب الاستثمارات واستقطاب الدول المانحة و الحفاظ على توازن مختلف القوى في تونس.

أما بالنسبة للحكم على أداء الرئيس منصف المرزوقي، فأنا أحترم مؤسسة الرئاسة ولكن هذا لا يمنع أنه لدي مآخذ على أدائه و توجد إخلالات كبيرة  فيما ذكرت سابقا.

 

*الغنوشي أعلن أن حزبه مستعد للحكم مع رموز بن علي، ما تعليقكم؟ و ماموقفكم من عودة وزراء بن علي الى المشهد؟  وهل صحيح أنهم سيحوزون على مقاعد هامة بالبرلمان المقبل مثلما تؤكد بعض الجهات؟

مع احترامي للشيخ راشد الغنوشي إلا أنني أرى أن الوضع الذي عليه النهضة صعب جدا، فهي تريد أن تبقى في المشهد السياسي بكل الطرق و هو مادفعها إلى أن تنتقل في مواقفها من أقصى التشدد إلى أقصى الانفتاح. و أنا أرى أن مثل هذه المواقف سيضرها أكثر مما ينفعها و لو ثبتت على مواقفها السابقة لكان أفضل لها.

أما عن رموز النظام البائد و إن رجعوا إلى المشهد السياسي فإنهم لن يجنوا سوى عقاب الشعب لهم على كل ما ارتكبوه من تهميش وتفقير و نعرات جهوية و جور اجتماعي. هم استغلوا فشل حكومات ما بعد الثورة ليخرجوا لنا اليوم بشعار " شد مشومك لا يجيك ما أشوم"  لكن هذا لن ينطلي على الشعب لأن الثورة مازالت متواصلة و إن كان الشعب غاضبا إلا أنه لن يخون ثورته أبدا و سيواصلها حتى تحقيق آخر هدف.

 

*هل اقتسمت النهضة و النداء كعكة السلطة  منذ لقاء باريس كما ترى بعض الأطراف؟ وهل صحيح  أن الانتخابات لمجرد ذر الرماد على العيون حسب تعبير البعض؟ و كيف تقرؤون هذا التحالف في حالة حدوثه خصوصا انكم من نظم اللقاء؟

لقد نظمت لقاء باريس ليس لاقتسام كعكة السلطة بل لتجنيب البلاد حربا أهلية  و احتقان كبير. فقد سادت تونس بعد اغتيال الشهيد محمد البراهمي أجواء من التوتر و الانقسام الحاد في البلاد. وقد كان هذا اللقاء فرصة لتنفيس الوضع السياسي ولكن ما أراه اليوم من انتهازية سياسية جعلت البعض يفعل كل شيء للوصول الى السلطة. لن أحكم على إمكانية حدوث هذا الأمر لأنه واقع نراه يوميا ولكن الصندوق لم يقل كلمته بعد كما أنني قلتها سابقا " احذروا من هذا الاستقطاب الثنائي فإن اخترتم النهضة ستجدون النداء يحكم معها و إن اخترتم النداء ستجدون النهضة تحكم معه.

 

*ما تعليقكم على شبهة تزوير التزكيات في الرئاسية وهل هي مؤشر على تدليس نتائج التشريعية كما اعتبرت بعض الأطراف؟

لا أعتقد بوجود نوايا في تزوير التزكيات حتى للمترشحين المستقلين. لقد استعانت الأحزاب بقواعدها لتجميع التزكيات و هو عمل بشري يحتمل وجود بعض الأخطاء. كما أن الهيئة العليا للانتخابات لم تضبط هذه العملية بقوانين خاصة فلو طلبت منا مثلا عشرة الاف تزكية معرفة الإمضاء لامتثل الجميع إلى   ذلك. كما أنني لا أعتقد أيضا أن هذه المسألة مؤشر على تدليس نتائج الانتخابات التشريعية لأن كل العالم يراقبنا و يتطلع إلى المسار الديمقراطي التونسي.

 

*الأحداث الارهابية التي ضربت البلاد أمس الأول، هل  يمكن أن تؤشر على أن يوم الاقتراع قد يكون  صعبا  لا قدر الله؟

هذا ما يريد البعض تسويقه وهذا عيب. اليوم وللأسف بعض الأطراف تستغل الأحداث  الإرهابية سياسيا خاصة قبل الانتخابات لتحقيق نقاط على حساب الطرف الآخر وكل منهم ينسب هذه الأحداث
الى غريمه السياسي بل ذهب البعض الى تخويف الناس من مراكز الاقتراع بدعوى الإرهاب. أنا أقول للشعب التونسي:" اقبلوا بكثرة على الاقتراع كي نقتلع الإرهاب من أرضنا".

 

*من يقف وراء ظاهرة الإرهاب في  تونس في نظركم؟ وماذا يريد هؤلاء؟

تونس بلد متحرر و منفتح على العالم و يتعرض كغيره من بعض البلدان الى هذه الآفة الخطيرة. ما يجب أن أقوله أنه بإمكاننا إن تواجدت الإرادة السياسية اللازمة أن نقضي على الارهاب وهذه النقطة بالذات أكدنا عليها في برنامجنا الانتخابي والتزمنا بأننا في صورة وصول الوطني الحر الى السلطة سنقضي على الارهاب في ظرف 6 أشهر وذلك بتوفير الامكانيات اللازمة وتأمين حدودنا بالتنسيق مع جيراننا وبتوفير هيكل استخباراتي أمني على مستوى تقني عال وبتكوين الإطارات الأمنية اللازمة لذلك.

 

*كيف تقرؤون الخارطة السياسية المقبلة؟ و في  أي موقع سيتموقع حزبكم ومع من سيتحالف؟

أتوقع أن يحتل الشباب التونسي الخارطة السياسية  المقبلة وأن يحيل شيوخ السياسة ورموز الأنظمة السابقة على التقاعد.

نحن حزب براقماتي وواقعي ونتطلع  الى المستقبل وممكن أنه بعد خمس سنوات سنحكم لوحدنا ولكننا لن نقبل بأي تحالف إلا إذا كنا في الصف الأول من السلطة أي إذا تحصلنا على رئاسة الحكومة بمعنى آخر لسنا نحن من سنتحالف بل من سينضم الى مشروعنا في الدولة.  نحن لسنا حزبا منافقا ولن نقبل بوزارات ثانوية ثم نخرج لشعبنا متأسفين ، قائلين: " سامحونا ما كناش نحكموا".  كذلك نحن نعتقد أن فكرة الحكومة الائتلافية ماهي إلا عملية التفاف على الديمقراطية ففي كل الديمقراطيات لا بد من  حاكم يحكم و معارض يراقب و يعارض ولذلك لا يستهوينا هذا الاقتراح لأنه ليس إلا  عملية اقتسام للوزارات ولا خير فيه لتونس.