تظاهر آلاف السودانيين المؤيدين للمؤسسة العسكرية الأربعاء ضد مبادرة الأمم المتحدة الأخيرة لحل الأزمة السياسية في السودان منذ أن نفذ قائد الجيش عبد الفتاح البرهان انقلابا عسكريا قبل ثلاثة أشهر، حسب ما أفاد صحافيو وكالة فرانس برس.
وتجمع المحتجون أمام مكتب مقر بعثة الأمم المتحدة للمساعدة الانتقالية في السودان (يونيتامس) في الخرطوم، والتي بدأت في وقت سابق من هذا الشهر محادثات مع الفصائل السودانية.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "تسقط الأمم المتحدة" وآخرون طالبوا ممثل الأمم المتحدة في الخرطوم فولكر بيرثس بـ"العودة إلى ديارهم".
وقال حامد البشير أحد المتظاهرين لفرانس برس "لا نريد تدخلا خارجيا في بلادنا".
ونشر حساب بعثة يونيتامس على موقع تويتر، الاربعاء، أن "مجموعة من المتظاهرين أمام اليونيتامس تطالب بطرد البعثة".
وأضافت البعثة على حسابها "إنّنا ندافع عن حرية التجمع والتعبير وعرضنا عليهم استقبال وفد في مقرنا لكنهم رفضوا ذلك. اليونيتامس موجودة هنا بناءً على طلب السودان وبتفويض واضح من مجلس الأمن".
وفي العاشر من كانون الثاني/يناير، أعلن بيرثس رسميا إطلاق مبادرة يقوم بمقتضاها بلقاءات ثنائية مع الأطراف المختلفة في محاولة لحل الأزمة السياسية في البلاد.
لكنه أشار إلى أن "الأمم المتحدة لن تاتي بأي مشروع أو مسودة أو رؤية لحل، وحتي لن نأتي باقتراح لمضمون الأمور الرئيسية المختلف عليها، و لن نتبنى مشروع لأي جانب".
ونشرت البعثة، الاربعاء، على تويتر عن ستيفاني خوري، مديرة مكتب الشؤون السياسية "يتمحور دورنا في المرحلة الحالية من المشاورات حول عملية سياسية لـ السودان في الاستماع لأصحاب المصلحة السودانيين والإنصات الفاعل لوجهات نظرهم وتوثيق رؤاهم ومقترحاتهم".
وكان مجلس السيادة الحاكم في السودان برئاسة البرهان أعلن في وقت سابق ترحيبه بمبادرة الأمم المتحدة، وكذلك الولايات المتحدة وبريطانيا ومصر والإمارات والسعودية.
أما ائتلاف قوى الحرية والتغيير، كتلة المعارضة الرئيسية في السودان، فقد أعلن أنه سيقبل بالمبادرة إذا كان الهدف هو "استعادة الانتقال الديموقراطي".
ويشهد السودان احتجاجات متواصلة تتخللها اضطرابات وأعمال عنف منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر حين أطاح بالمدنيين الذين تقاسموا مع الجيش السلطة بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير.
وتقول لجنة الأطباء المركزية التي تشكّل مجموعة أساسية في معارضة الانقلاب العسكري، إن 77 متظاهرا قتلوا في احتجاجات، العديد منهم بالرصاص، منذ وقوع الانقلاب، كان آخرهم متظاهر يبلغ من العمر 18 عاما تُوفي الاربعاء متأثرا باصابته بـ"رصاص حي في الرأس" خلال أحد الاحتجاجات الشهر الماضي.
وتنفي الشرطة استخدام الرصاص الحي وتقول إن ضابطا طعن على أيدي متظاهرين خلال الاحتجاجات الأخيرة، ما أدى الى وفاته، بالاضافة إلى اصابة العشرات من أفراد الأمن.
ومن جهة أخرى، شهدت مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة والتي تبعد 186 كلم جنوب الخرطوم، حالة من العصيان المدني الاربعاء، حسب ما أفاد شهود عيان.
وقال الشهود بأن المدينة شهدت اغلاق شبه تام للمتاجر، وخلت الشوارع من المارة.
كما أعلن الاتحاد المحلي لكرة القدم بالمدينة في بيان "تعليق جميع المنافسات والأنشطة الى أجل غير محدد حدادا على أرواح الشهداء".