تباينت آراء الخبراء الروس حول حقيقة الأنباء التي تحدثت عن قيام روسيا باختبار لمنظومة إس- 500 على الأراضي السورية.
وكانت صحيفة «إزفيستيا» الروسية كشفت في تقرير نشرته في الثاني من أكتوبر الحالي عن قيام الجيش الروسي باختبار وصفته بالناجح لمنظومة الدفاع الجوي أس – 500 على الأراضي السورية، مشيرة إلى أن هذه المعلومات جاءت استناداً إلى مصادر في وزارة الدفاع الروسية وأخرى متخصصة في مجال الصناعات الدفاعية.
كما تحدث التقرير المذكور عن وجود ثغرات برزت خلال اختبار المنظومة الصاروخية، سارعت موسكو إلى العمل على معالجتها.
ورغم صدور نفي رسمي من وزارة الدفاع الروسية بخصوص حصول هذا النوع من التجارب على الأراضي السورية، وتصريحات سابقة لوزير الدفاع سيرغي شويغو بأن تزويد الجيش الروسي بالمنظومة المذكورة سيبدأ عام 2020، إلا أن ذلك لم يمنع من تواصل التحليلات والقراءات، التي ذهب بعضها إلى القول بتحول الأراضي السورية لمسرح تجارب للأسلحة والمعدات الروسية الحديثة.
وأوضح المحلل السياسي الروسي سيرغي بيرسانوف عدم استبعاده لحصول التجربة رغم نفي وزارة الدفاع، مضيفاً أن ثبوت صحة هذه المعلومات سيشكل ضربة لهيبة الولايات المتحدة و«نكسة» لاستخباراتها العسكرية.
وأعرب عن رأيه بأن التسريب الذي تبعه نفي، هو رسالة إلى «صقور» الإدارة الأمريكية، إذ في حين كانت وسائل الإعلان الأمريكية والإسرائيلية أول من نشر صور التقطتها الأقمار الصناعية حول نشر أنواع مختلفة من الأسلحة الروسية في سوريا، كما حصل في قاعدتي حميميم وطرطوس، فإن المشهد انقلب الآن، حيث كشف عن فشل استخباري، ليس فقط في معرفة وصول المنظومة الصاروخية إلى سوريا، بل وفي عدم رصد مراحل نشرها وتجربتها.
ورجح الخبير الروسي أن يكون الأمر متعلقاً بتجارب على الرادارات التابعة للمنظومة، أجريت من قبل خبراء عسكريين وفق أعلى مستويات الحرفية والسرية – حسب رأيه.
وأضاف ساخراً أن الإدارة الأمريكية المشغولة الآن بفك شيفرة مكالمات الرئيس ترامب، لا شغل لها في التجارب الروسية الناجحة، والتي عادة ما تسارع للكشف عنها عبد فشلها، كما حصل مؤخراً مع الانفجار الذي وقع في قاعدة نيونوكسا، المتخصصة في اختبار الصواريخ للأسطول الروسي.