أكد وزير الخارجية بحكومة الوفاق محمد سياله أنه لايمكن البناء على من لا أساس له، وعلى من ارتكن إلى سفاسف الأمور، وانتهج ثقافة الارتزاق الفاسدة، واعتبرها أساس عمله.

وأردف سياله في كلمته خلال حفل تخريج الدفعة 16 للملحقين الدبلوماسيين "إن شخصية الوزارة من شخصيتكم (الخريجين) ومهاراتها من مهاراتكم، وقوتها من قوتكم، وكسب الاحترام لها من احترامكم لذواتكم، وأنتم لستم ممن يجهل خطورة هذه المرحلة التي نعيشها حالياً، كما تعون حاجة بلادكم إليكم للخروج بها إلى بر الأمان" وأضاف "أي نعم؛ ستواجهون الإشكاليات، والعراقيل الجمة، كشأن أسلافكم؛ غير أن الصابر والمثابر فيكم، والخلوق هو من سينجح، وهو من سيعين الوطن، فتحلوا بالمسؤولية أمام الله ثم أمام أبناء بلدكم، واعلموا بأن تقلد أعلى الرتب والمراتب يأتي من كسب الاحترام والود والمآثر الطيبة، فلايمكن البناء على من لأ أساس له، وعلى من ارتكن إلى سفاسف الأمور، وانتهج ثقافة الارتزاق الفاسدة، واعتبرها أساس عمله لأن مثله عندي كمثل طائر مهيض الجناح فليس له أن يعتلي صهوة الفضاء ليعبر المحاريب من أجل أن يبلغ مقصده السامي".

وأشار إلى الروابط التي تجمع الأجيال، ويجتمع عليها أبناء الوطن، وتمتزج فيها الخبرة مع فورة الشباب هي المقوم الأساس، والرافد القوي الذي يصنع النجاح، ويعزز قدراته، ويقوي مقوماته.

وأضاف سياله أن الخريجين يدخلون أعتاب المسؤولية الكبرى تجاه وطنهم بعد أن ولجوا معترك العمل الدبلوماسي، الذي تقوم عليه الدول في علاقاتها الخارجية، وهم في موضعهم هذا كالدماء الجديدة التي تسري في جسد هذه الوزارة العتيقة؛ لينعشها ويقويها من أجل أن تؤدي دورها الريادي والسيادي المعهود إليها.

وأردف موجها حديثه للخريجين "إنكم ستعيشون في بيئة عمل جديدة ومغايرة؛ لها مميزاتها، وحساسيتها، وخاصيتها، والتي تختلف عن غيرها من وظائف الدولة الأخرى، وبذلك وجب عليكم التحلي بالأخلاق السامية، والنظرة الثاقبة، والثقافة الغزيرة، والشخصية الدمثة، حيث يرتب عليكم لاكتساب تلك الفضائل أن تتعلموا، وتكتسبوا الخبرة، وأن تتدربوا من خلال الاطلاع الواسع، وتحليل الأحداث، وفهم الأمور بتأني ومتابعة دقيقة، الأمر الذي سينعكس على جوهركم، ومظهركم، ومخبركم في آن واحد".

ونصح سياله الخريجين "بالاستفادة والاسترشاد من ذوي الخبرة، مع الاصطبار والمثابرة، وتطوير ذواتكم بزواخر المعرفة، والعلوم، والبحث العميق" الذي سيخرجهم من شرنقة الوظيفة التقليدية، ولهذا فإن في حسن التدريب، والاحتكاك، وانتهاز الفرص التي يطورون بها قدراتكم على العمل، والإبداع؛ سيكون مدخلهم لكي يصبحوا أحد أهم ركائز البلاد.