بعد مرور سبع سنوات على الإطاحة بوالده في حرب دعمها حلف شمال الأطلسي (ناتو)، صعد اسم سيف الاسلام القذافي ( 46 سنة) مجدّدا، ليتصدّر الساحة السياسية الليبية في ظل الجهود المبذولة لإحلال السلام في هذا البلد الممزق، حيث يرى متابعون أن سيكون رقما صعبا في المعادلة السياسية الليبية، بالنظر إلى الثقل الرمزي الموروث من سنوات ما قبل "فبراير".

ورغم أن سيف الاسلام القذافي المتوارٍ عن الأنظار منذ سنوات لم يتحدّث بعدُ، عن مشروعه السياسي الجديد، ولم يظهر بشكل مباشر للإعلان عن خططه الانتخابية المقبلة، منذ اطلاق سراحه في يونيو/حزيران من عام 2017، بعد سنوات احتجازه في مدينة الزنتان جنوب العاصمة طرابلس، لكنّ محاميه وأنصاره أعلنوا رسميا ترشحه للانتخابات الرئاسية وذلك ببرنامج انتخابي قالوا إنه "يهدف إلى استعادة الدولة الليبية وجعلها للجميع".

ترشيح سيف الإسلام للرئاسة

في مارس 2018 أعلن أيمن بوراس المكلف بالبرنامج السياسي لنجل القذافي، خلال مؤتمر صحفي عقده، في العاصمة التونسية، عن ترشح "سيف الاسلام" للانتخابات الرئاسية، وذلك ببرنامج انتخابي قال إنه "يهدف إلى استعادة الدولة الليبية وجعلها للجميع".

وأكد بوراس أن سيف الإسلام القذافي من خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية يطمح إلى إنقاذ بلاده، مضيفاً أن أياديه ممدودة لكل من يريد الخير لليبيا محلياً وإقليمياً ودولياً، متوقعاً أن يكتسح الانتخابات ويفوز على منافسيه لأنه يحظى بدعم كبير من القبائل الليبية ومن أبناء وطنه.

وبخصوص البرنامج الإصلاحي الذي سيدخل به سيف الإسلام للتنافس على كرسي الرئاسة، قال المكلف بالبرنامج السياسي لنجل القذافي، إنه يتضمن رؤية سياسية وأمنية واجتماعية متكاملة لليبيا، تهدف إلى "استعادة الدولة الوطنية كاملة السيادة والقرار، والحفاظ على الهوية العربية والإفريقية والإسلامية وحماية الحريات العامة والخاصة، والقضاء على الإرهاب بكافة أشكاله، وتجفيف منابعه مع إعادة مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية".

وأضاف أن رؤية سيف الإسلام القذافي "عصرية منفتحة على كل الدول الشقيقة والصديقة لليبيا، تسعى إلى المصالحة الليبية الشاملة ولم شمل الليبيين من جديد وتعزيز المساواة بينهم، كما سيكون للشباب مكانه فيها من خلال دعوته للقيام بدوره في بناء الوطن وتشجيع مبادراته، مع إعادة إعمار ليبيا بمساعدة دول الجوار.

وكشف بوراس، أن سيف الإسلام القذافي، سيخاطب الليبيين بشكل مباشر للإعلان عن خططه الانتخابية المقبلة الرامية لإعادة بناء الدولة.

وبين بوراس نقلًا عن سيف الإسلام، على حد قوله: “سنصنع ليبيا المستقبل عبر رؤية مؤسسة على إدراك واقع للغايات المرجوة، والخبرات السابقة والتجارب الواعدة والإمكانات القابلة للتحقيق، والعوائق التي قد تحول دون تحقيقها؛ لأن الرؤى التي تنهض على استقراء موضوعي للوضع الراهن عالميًا ومحليًا، وللقوى التي تحكم الظرف التاريخي والاستحقاقات المنافسة فيه، ففي غيابه قد بتم الخلاص إلى تصورات لا تقيم الواقع المعاش لاعتبار اللازم”.

وأشار بوراس إلى أن ليبيا تسير من الخارج ومن خلال أجندات تتعامل مع مجموعات مسلحة، ولكن مع وجود رئيس واحد وحكومة واحدة سيتم القضاء على الميليشيات وجمع السلاح المنتشر في ليبيا.

بدروه، أكد خالد الغويل محامي سيف الإسلام القذافي، إن موكله سيسجل ترشحه رسميا عند فتح قوائم التسجيل. وقال: "للشعب الليبي حق الاختيار". وأضاف الغويل، خلال الندوة الصحفية، أن محكمة الجنايات الدولية،  تعمل خارج الشرعية الدولية، معبّراً عن استغرابه من عدم ملاحقتها مرتكبي المجازر التي تمارس في حق الشعب الليبي وتدمير مقدراته، مقابل إصرارها على ملاحقة سيف الإسلام القذافي الذي حوكم أمام القضاء الليبي وشمله العفو العام.

حراك "رشحناك..من أجل ليبيا اخترناك"

أواخر العام 2016، أعلن المستشار الإعلامي محمد الرميح، عن تأسيس حراك "رشحناك" الداعم لترشح الدكتور سيف الإسلام القذافي في الإنتخابات الرئاسية المقبلة تحت شعار "من أجل ليبيا اخترناك"

وأوضح الرميح، أن توقيت تأسيس الحراك يتزامن مع الاستعدادات التي تجري الآن مع أطراف الأزمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والتي هي بمثابة الأمل الوحيد لإنقاذ الوطن والمواطن واسترجاع هيبة وسيادة الدولة وكرامة الدولة الليبية

ويرى الرميح أن "سيف الإسلام رجل سياسي مارس الحياة السياسية وساهم في حل الكثير من القضايا سواء داخلياً أو خارجياً، بالإضافة إلى أنه صاحب مشروع ‘ليبيا الغد’ الذي بدأ تنفيذه عام 2005 ولولا أحداث فبراير، التي أوقفت تنفيذه لنَقَل ليبيا نقلة نوعية في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية".

ويعتبر أن ابن الزعيم الليبي الراحل هو "المرشح السياسي الأقوى حالياً لما يتمتع به من شعبية واسعة، وأنصاره ومؤيدوه وأعضاء حراك ‘رشحناك’ يتلهفون لخوض الانتخابات التي نأمل أن تكون نزيهة حتى نضمن فوز مرشحنا الذي سيعيد إعمار ليبيا".

وعن احتمال تأجيل الانتخابات الرئاسية، يقول الرميح: "أتوقع أن المبعوث الأممي غسان سلامة سيكون هذه المرة أكثر حرصاً على عقد الانتخابات في موعدها المحدد".

وتنوي حملة "رشحناك" إطلاق موقع رسمي لها وإدارة عدد من البرامج الإعلامية داخل ليبيا بالإضافة إلى القيام بزيارات دولية للترويج لفكرة أن سيف الإسلام قادر على إجراء مصالحة وطنية وهو رجل السياسية الأول في ليبيا وسينقذ ليبيا من الفوضى.

وكشف الرميح، عن إنطلاق راديو ليبيا الغد الذي سيبث علي الإنترنت ويهدف لتواصل مع أنصار الوطن من خلال مساحات مباشرة تتنطلق في الأيام المقبلة هذا بالإضافة الي تجهيز عمل غنائي بعنوان «يا سيفنا نبوك» من المحتمل البدء في الإعداد له خلال هذا الأسبوع وتصويره في الأيام القادمة ويأتي إنتاج هذا العمل إنطلاقا من مقولة «الشعوب لا تنسجم الا مع فنونها وتراثها .»

ودعا الرميح، كافة أبناء الشعب الليبي في الداخل والخارج الانضمام للحملة المليونية لترشيح الدكتور سيف الإسلام القذافي قائدا للمصالحة الوطنية ومهندسا لليبيا الغد تحت شعار "رشحناك من أجل ليبيا اخترناك.

ويرى فريق من الليبيين أن سيف الإسلام يتوفر على حظوظ وافرة للظفر برئاسة الجمهورية، مُرجِعين ذلك لعدة اعتبارات.، منها الظرفية التي عاشتها ليبيا منذ سقوط نظام القذافي، وحالة "الفوضى" التي عاشتها طيلة هذه الفترة، من شأنها "تعزيز" شعبيته، خاصة بعد عدم توفُّق الفرقاء الحاليين في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها برعاية أممية، والتي كان آخرها اتفاق الصخيرات، الموقَّع في المملكة المغربية، بعد جولات طويلة من الحوار بين طرفي النزاع.