أكدت شركة سيمنس الألمانية المتخصصة في الكهرباء وأنظمة الاتصالات وأنظمة التحكم الإلكترونية أنها تسعى لتوسيع أعمالها في دولة الإمارات في المرحلة المقبلة من خلال الحلول والتقنيات الجديدة التي تطرحها في إنتاج الطاقة بما يتواكب مع التطور السريع في الطلب على الطاقة بكفاءة عالية، ومنها تقنيات تساعد على تحقيق وفر يصل إلى 25 في المئة في الوقود المستخدم في المحطات الجديدة التي تنفذها الشركة وفق أحدث التقنيات في العالم.

وأشار مسؤولون في «سيمنس» لـ«البيان الاقتصادي» إلى أن العام المقبل سيشهد استكمال إنجاز مشروع توسعة محطة «إم» لتوليد الكهرباء وتحلية المياه الذي تقوم «سيمنس» بتنفيذه في دبي.

موضحين أن المحطة تعتبر أحدث وأكبر محطة توليد كهرباء وتحلية مياه في الدولة وتصل قدرتها الإنتاجية إلى 2060 ميجاوات من الكهرباء و140 مليون جالون من المياه المحلاة يومياً وتجاوزت تكلفتها عشرة مليارات درهم وتعتمد أعلى مستويات التوافرية والاعتمادية والكفاءة وأكثر التقنيات تطوراً على المستوى العالمي.

ويشمل مشروع التوسعة وحدات توليد كهرباء جديدة بقدرة إنتاجية تبلغ 700 ميجاوات تضاف الى القدرة الإنتاجية الحالية للمحطة لتصبح القدرة الإنتاجية الكلية لنحو 2700 ميجاوات عند استكمال مشروع التوسعة عام 2018.

وأكد مسؤولو «سيمنس» الذين تحدثوا لـ«البيان الاقتصادي» حرص الشركة على تعزيز تواجدها بدولة الإمارات والتوسع المستمر وتنمية الشراكات الناجحة للشركة المستمرة منذ سنين .

موضحين أن «سيمنس» تتطلع لزيادة مساهمتها في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية التي تقوم بها الجهات المختصة بالدولة في الطاقة المتجددة والنظيفة ضمن رؤية الإمارات 2021 الهادفة لجعل دولة الإمارات بين أفضل وأكثر الدول استدامة في العالم بحلول 2021 وضمن استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي تهدف إلى تحويل دبي إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر لتكون الإمارة ضمن المرتبة الأولى عالمياً بين المدن الأقل في البصمة الكربونية.

جاء ذلك في تصريحات في العاصمة المصرية القاهرة عقب قيام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بإعطاء إشارة البدء لانطلاق المرحلة الأولى من مشروعات سيمنس العملاقة في مصر التي تعزز عند استكمال تنفيذها العام المقبل قدرات مصر لإنتاج الطاقة الكهربائية بنحو 45 في المئة إضافية مقارنة بالقدرات الحالية لتكون مصر قد تغلبت على مشكلات إنتاج الطاقة مع إمكانية تصدير الكهرباء للدول القريبة السنوات القادمة.

ومن خلال العمل المشترك بين «سيمنس» وشركائها بمصر أوراسكوم للإنشاءات والسويدي إليكتريك تمكنت «سيمنس» من تسجيل رقم قياسي عالمي جديد في تنفيذ مشروعات عملاقة بهذا الحجم وربط 4.8 جيجاوات بالشبكة القومية للكهرباء في 18 شهراً من تاريخ توقيع العقود لأكبر مشروع في تاريخ الشركة.

وكانت «سيمنس» قد فازت في يونيو 2015 بأكبر عقد مُنفّرد تحصل عليه الشركة في تاريخها للتعاون لتعزيز قدرات مصر حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى من هذه المشروعات وتم تجاوز المستهدف المُتمثِّل في إضافة 4.4 جيجاوات من القدرات الكهربائية للشبكة المصرية بل وتجاوزت الشركة هذا الرقم بنحو 400 ميغاوات كقدرات إضافية من الطاقة حيث تم ربط 4.8 غيغاوات بالشبكة المصرية.

ومن المقرر استكمال تنفيذ المحطات الثلاث في بني سويف والعاصمة الإدارية الجديدة والبرلس بالكامل في مايو 2018 حيث ستصبح أكبر محطة في العالم تعمل بالغاز الطبيعي وتعتمد على تكنولوجيا الدورة المركبة بإجمالي قدرة كهربائية تبلغ 14.4 غيغاوات، في حين تبلغ القدرة الإنتاجية لكافة محطات الكهربائية في مصر قبل تدشين المحطات الثلاث حوالي 32 غيغاوات.

حيث ستصبح كل محطة من محطات الكهرباء الثلاث في مصر أكبر محطة تم بناؤها في العالم تعتمد على الغاز الطبيعي وتعمل وفقاً لتكنولوجيا الدورة المركبة فستوفر المحطات الثلاث الطاقة اللازمة لنحو 45 مليون مواطن عند تنفيذها بالكامل.

وستمكن المشاريع الجديدة القاهرة من من توفير حوالي 1.3 مليار دولار سنوياً نتيجة التوفير في استهلاك الوقود، بالإضافة إلى أنها ستُسهم بشكل حيوي في توفير إمدادات طاقة تتسم بالاستدامة والاستقرار بما ينعكس إيجابياً على اقتصاد مصر التي تتمتع بأهمية بالغة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

وتبلغ القدرة الكهربائية للمحطة الواحدة 4.8 جيجاوات وستعتمد المحطات الثلاث التي تقع في بني سويف والبرلس والعاصمة الجديدة على 24 من توربينات سيمنس الغازية طراز «إتش كلاس» التي تم اختيارها لمستويات الإنتاجية والكفاءة العالية التي تتسم بها، كما يتضمن نطاق عمل سيمنس توفير 12 من التوربينات البخارية ونحو 36 من المولّدات و24 مُبادلاً حرارياً إلى جانب 3 من محطات المحولات بنظام العزل بالغاز بقدرة 500 كيلو فولت.

بالإضافة إلى الجانب التقّني فإن أبعاد ومقومات هذا المشروع العملاق تُعتبر هائلة في حد ذاتها، حيث يعمل في مواقع الإنشاءات حوالي 20,000 عامل خلال فترة تنفيذ المشروع كما تم استخدام التعامل مع أكثر من 1.6 مليون طن من الخامات.

وقال چو كايسر الرئيس التنفيذي رئيس مجلس إدارة شركة سيمنس الألمانية إنه من أجل دعم جهود إعداد أجيال جديدة من العمالة المصرية المُدربة على أعلى مستوى أقامت شركة سيمنس تحالفاً استراتيجياً بين الشركة وبين الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا من أجل دعم التعليم الفني والتدريب المهني في مصر.

وفي إطار هذه الاتفاقية، ستتعاون سيمنس مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي نيابة عن وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية من أجل تأسيس وتشغيل مركز تدريب مشترك فضلاً عن تطوير أحد المعاهد العامة للتعليم الفني والتدريب المهني.

وأضاف أنه تم تصميم هذه المبادرة في سياق رؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المُستدامة عبر تحفيز خطط النمو الاقتصادي طويل الأمد وخلق فرص عمل ودعم تنافسية الصناعات المصرية.

وأكد التزام سيمنس ببناء منظومة طاقة في مصر تتسم بالكفاءة ووفقاً لأحدث التقنيَّات فإن الشركة ستدعم عملية تدريب العمّالة المصرية عبر توفير التدريب لنحو 5,500 من الشباب المصري الماهر على مدار الأعوام الأربعة المُقبلة.

وقال إن التدريب المهني ورفع قدرات العمالة الفنية يعتبر أمراً حيوياً من أجل تحفيز النمو وزيادة فرص التوظيف في قطاع الطاقة وغيره من القطاعات الأخرى.

حيث من المنتظر أن يصبح مركز التدريب الجديد منصة مُستدامة لتوفير التدريب المهني في عدد من المجالات الصناعية المتخصصة بهدف زيادة عدد الكفاءات المهنية في مصر وعند استكمال إنشائه فإن المركز الذي تبلغ مساحته 2,000 متر مربع ويقع في منطقة العين السخنة سيقوم بتدريب نحو 5,500 مهندس وفني سيتم اختيارهم على مدار أربعة أعوام .

وسيتم تدريب هؤلاء الشباب على مهارات متطورة في مجالات التشغيل والصيانة والإصلاح في قطاع الطاقة إلى جانب عدد كبير من البرامج التدريبية لخدمة نطاق واسع من الصناعات مثل: التخصصات الميكانيكية والكهربائية والميكنة الآلية والتحكم والميكاترونيكس وغيرها من المجالات المهمة للاقتصاد المصري.

قام «البيان الاقتصادي» ضمن وفد إعلامي عالمي بجولة في محطة كهرباء سيمنس بالعاصمة الإدارية الجديدة بمصر التي تم افتتاح المرحلة الأولى منها رسمياً أول من أمس، والتي ستصبح عند اكتمالها العام المقبل بتكلفة إجمالية بحدود ملياري دولار أميركي أكبر محطة من نوعها بالعالم.

وقال المهندس شريف قطب نائب المدير التنفيذي للمشروعات بشركة «سيمنس» لـ«البيان الاقتصادي» إن هذه المحطة تأتي ضمن مشروع متكامل بتكلفة إجمالية 6 مليارات دولار يكتمل في مايو 2018 يغطي احتياجات مصر من الكهرباء لأكثر من 10 سنوات قادمة.

وسيوفر فرصة لتصدير الكهرباء ويضم 3 محطات في العاصمة الإدارية الجديدة وبني سويف والبرلس وتكفي احتياجات الكهرباء لنحو 45 مليون نسمة حيث تكفي كل محطة من المحطات الثلاثة احتياجات 15 مليون نسمة.

وأضاف أنه من أجل زيادة قدرات شبكة نقل الكهرباء نجحت سيمنس في ديسمبر الماضي في تشغيل أول ثلاث محطات محولات في إيتاي البارود وكفر الزيات ومغاغة لنقل الطاقة الموّلدة من المحطات الثلاث وربطها بالشبكة الوطنية.

حيث تم تشغيل هذه المحطات خلال 10 شهور من تاريخ توقيع العقود بما يتماشى مع الجدول الزمني لتشغيل المحطات الثلاث ففي ديسمبر 2016 وقّع تحالف شركة سيمنس والسويدي إليكتريك لنظم القوى على عقد مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء لتصميم وتركيب وتوريد ست محطات محولات في مدن مغاغة وإيتاي البارود وبنها ووادي النطرون وأسيوط وكفر الزيات، وسيتم الانتهاء من محطات المحولات المتبقية وربطها بالشبكة بنهاية ديسمبر 2017.

وذكر أن «سيمنس» وقّعت على عقد صيانة وخدمات لمدة 9 سنوات للمحطات الثلاث بهدف ضمان أعلى معدلات الاعتمادية والإتاحة الإنتاجية والكفاءة في الأداء للمحطات على المدى الطويل، وذلك استناداً إلى خدمات سيمنس الرقمية والتكنولوجيا المتطورة لتحليل بيانات المحطات، مشيرا إلى أنه كان توفير التمويل هو أحد العناصر الأساسية لتنفيذ هذه المشروعات.

وفي هذا الإطار تولت إدارة سيمنس للخدمات المالية بوضع هيكلية لتوفير التمويل لنطاق عمل سيمنس في المشروع بما في ذلك توفير ضمانة مالية مخصصة لهذا المشروع. كما تم توفير التمويل لجزء كبير من نطاق عمل سيمنس وشركائها المحليين في المحطات الثلاث من خلال تحالف من البنوك الدولية والإقليمية ضم 30 مصرفاً وقامت وكالات ائتمان الصادرات بتغطية الجزء الأكبر من التسهيلات الائتمانية للمشروع.