جدّدت القوات المسلحة المصرية ضربات تكتيكية لأهداف عسكرية لميليشيات داعش في نطاق ما حول بنغازي وسرت ومصراتة، وواصلت نشر فيديوهات الضربات الجوية، التي وجهتها وصور لآثار التدمير، الذي لحق بمعسكرات التدريب للتنظيم الإرهابي فى درنة، وسط توقعات بمواصلة العمليات العسكرية، وتنفيذ عمليات نوعية لإجهاض القوة الضاربة للتنظيم الإرهابي.

وبينما تحركت مؤسسة الرئاسة لحشد تحرك دولي في مجلس الأمن ضد الدول الداعمة والممولة لـ داعش، لفتت مصادر إلى اتصالات مباشرة وغير مباشرة مع دول الجوار الليبي لتشكيل قوة للتدخل لضبط الحدود، تضم إلى جانب مصر كلا من قوات من الجزائر وتونس وتشاد ومدعومة بوحدات من إيطاليا وفرنسا لإحكام السيطرة على ممرات السلاح والذخائر والتعامل مع تهديدات من التنظيم وجهها إلى مصر وإيطاليا.

كما شملت التحركات العمل على إقناع دول الجوار بإغلاق الحدود البرية جزئيا في تونس والجزائر وتشاد عند المناطق المتاخمة، التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة والتكفيرية في ليبيا بهدف إحكام الخناق ومنع استخدام أراضي الدول المجاورة، في القيام بعمليات هجومية أو اتخاذها مركزا لتخزين السلاح وللتدريب.

ووفقا لمصادرها قالت يومية التحرير إن خيارات الرد المصري بدأت بالضربات الجوية، لكنها لن تقف عند هذا الحد، خصوصا مع ورود معلومات استخباراتية عن تحرك التشكيلات الإرهابية في مجموعات خارج درنة بعد الضربات الجوية، وهو ما أكده العميد صقر الجروشى، قائد القوات الجوية الليبية، التي تنسق مع نظيرتها في مصر لورود معلومات تفيد بأن أعضاء التنظيم الإرهابي خرجوا من مدينة درنة، واتجه جزء منهم إلى الميناء، وجزء آخر اتجه إلى منطقة وادي الحمر، التي تقع بين مدينتي البيضاء ودرنة.

وأشارت المصادر إلى ضرورة تبني مصر عملا مشتركا في سرت لفك حلقة التنظيم الإرهابي، التي أصبحت تستدعي تدخلا نوعيا يشمل إلى جانب التدخل العسكري فرض حصار بحري على درنة وسرت، ومنع السفن التركية من نقل البترول الليبي إلى إسرائيل لوقف إمدادات التمويل المباشر، التي تضخ في حسابات التنظيم.

بدوره، أكد اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري، أن التوجه لمزيد من العمليات في ليبيا يقابله حاجة شديدة للدولة المصرية لإجهاض مخطط بعيد المدى بإجبار مصر على العودة إلى سيناريو المصالحة مع الإخوان الإرهابية، وذلك بإفشال الاستحقاق السياسي بالانتخابات البرلمانية، وتفشيل المؤتمر الاقتصادي القادم.

وأشار سويلم إلى أن توجيه ضربة لمطار طرابلس خيار مستبعد نظرا لبعده عن الحدود المصرية والقواعد التي تخرج منها الطائرات، خصوصا مع غموض الموقف الجزائري والتونسي، لكنه أكد أنه طلب ملح لشل إمدادات السلاح للإرهابيين، مشيرا إلى توافر فرص كبيرة مع توافق مصري إيطالي وفرنسي لتبني ضربات بنطاق أوسع، خصوصا مع جهود تحظى بتأييد أوروبي لمنح مظلة دولية بمجلس الأمن للعمليات.

وعلى الحدود مع ليبيا رصدت القوات الجوية بالتعاون مع وحدات من قوات حرس الحدود على الحدود 14 سيارة دفع رباعي خلال محاولات للتسلل، وتعاملت معها وقامت بتدميرها وفقا لمصادر عسكرية. وكما قامت وحدات من القوات البحرية بالاشتباه في أحد مراكب الصيد بميناء الإسكندرية، خلال تنفيذ المهام المكلفة بها لتأمين مسرح عمليات البحر المتوسط والمسطح المائي لميناء الإسكندرية، وباعتراض المركب عثر بداخله على 3570 طلقة و5 أنبوبات غطس وجهاز تحديد موقع باستخدام القمر الصناعي (GpS)، وألقت القبض على ثلاثة أفراد كانوا على متن المركب.

على جانب آخر، وبينما واصلت عناصر من تشكيلات القوات المسلحة الانتشار في محافظات مصر، تنفيذا لقرارات مجلس الدفاع الوطني بشأن حماية وتأمين المنشآت والأهداف والمرافق الحيوية بالدولة، دفع الجيش بوحدات جديدة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية لضبط الحالة الأمنية داخل الأحياء والمراكز بهدف توفير حالة من الأمن والأمان للمواطنين، وتأمين الطرق والمحاور الرئيسية، والمشاركة في ضبط العناصر الإجرامية والخارجين عن القانون وضوعفت الدوريات المتحركة المشتركة من قوات الجيش والشرطة، التي تجوب الميادين والشوارع الرئيسية، حيث انتشرت الكمائن على الطرق والمحاور الرئيسية.

بالتوازي نفذت تشكيلات القيادة الموحدة لشرق القناة عمليات قوية وواسعة ضد معسكرات تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء أسفرت عن قتل ٦ من عناصره في قصف جوى نفذته مروحيات الأباتشي على معاقل التنظيم الإرهابي في جنوب الشيخ زويد، وتمكنت عناصر حرس الحدود بالجيش الثاني الميداني بالتعاون مع المهندسين العسكريين من اكتشاف وتدمير 7 أنفاق جديد في المنطقة الحدودية برفح، منها نفقان استراتيجيان خاصان بالجماعات الإرهابية يستخدمان في تهريب البضائع والذخائر والجماعات التكفيرية والإرهابية، كما نجحت القوات في ضبط ٤ مقذوفات آر بي جي بجوار فتحة نفق وضبط ثلاث غرف تحكم وخطوط اتصال أرضية للاتصال بالجانب الآخر داخل النفق.