في طبعة أنيقة من 458 صفحة أصدر الأستاذ العربي أقسام مذكراته التي عنونها بمذكرات وتجارب حياة. الكتاب بقدر ما يؤرخ لحياة شخصية حافلة بالإنجازات ومليئة بالتحديات ومحفوفة بالإكراهات فإنه شهادة عن فترة برمتها وتعريف ببعض رجالاتها.
سردية الكتاب تبدأ بميلاده منتصف القرن العشرين، ومسقط رأسه ومرابع نشأته الأولى بالمنطقة البعمرانية، ومساره الدراسي بدء بالمسيد بتيمزكيدا الذي قضى فيه عشرة أعوام، ومن هناك يفر إلى المدرسة العتيقة (سيدي محمد الشيشاوي بايت بكو) عبر رحلة شاقة. بدأ تحصيله العلمي بالآجرومية وبعض المتون، كالجمل، والزواوي، ورسالة ابن ابي زيد القيراوني. ثم انتقل الى مدرسة اخريب بلفاع لإتمام ألفية مالك والسملالية في الحساب ليشد الرحال الى المعهد الإسلامي بتارودانت في أكتوبر سنة 1958، حتى حصل على الشهادة الثانوية سنة 1963 ليلتحق بعدها بمدرسة المعلمين بمدينة آسفي. وقد عايش في تلك الفترة عدة أحداث شخصية ووطنية، طبعت حياته واستعادها في ثنايا المذكرات، كما استعرضت المذكرات لائحة طويلة من الأساتذة الذين تتلمذ على يدهم.
بعد ذلك التحق العربي اقسام بمدرسة المعلمين عام 1963 ومن هناك إلى آسفي حيث تلقى تكوينا نظريا وتطبيقيا. وبعد التخرج تم تعيينه بأكادير في أكتوبر 1964 حيث مارس مهنته بضواحي تيزنيت ثم إلى مجموعة مدارس الساحل حنى عام 1966 ليلتحق بعدها ببويزكارن حيث سيستأنف عمله باعدادية محمد الشيخ.
وتسلط المذكرات الضوء على بويزكارن بوصفها الرحم التي أنجبت أسماء قيادية لمعت في المجال السياسي منها وزراء وولاة أمثال: الحضرامي، الشيخ بيد الله، سويلم بو شعاب، عبد الله بها... وقد قضى بمؤسسة محمد الشيخ تسعة أعوام بين التدريس والإدارة.
مع صيف 1975 م انتقل إلى طاطا ليضطلع بمهام مدير اعدادية المختار السوسي حيث قضى حوالي عقدين من الزمن اختبر خلالها عدة صعوبات وواجه عدة تحديات واستخلص منها الدروس، وكان أهم حدث نجا منه بأعجوبة ، توقيفه من طرف البوليساريو رفقة عائلته خلال هجوم على اقا يوم الأحد 29 يونيو 1980.
مع 1994 سيتم تعيينه كأول نائب للتعليم بإقليم اشتوكة آيت بها، وكان قد دخل غمار العمل السياسي منذ عام 1992 حيث تولى مسؤوليات انتدابية بجماعتة القروية لمدة اكثر من 23 عاما كما تحمل مسؤولية رئاسة المجلس الإقليمي لتزنيت لمدة تسة أعوام كما انتخب نائبا برلمانيا لولاية واحدة (2002-2007) بعدما حصل على الرتبة الأولى ب12134 صوتا. والآن يشغل الأستاذ العربي أقسام النائب الأول لرئيسة جهة كلميم واد نون .
ولم ينس الأستاذ العربي أن يسرد تجربته الجمعوية التي بدأت عام 1993 حيث اجتمع 200 فاعل تنموي واقتصادي واسسوا جمعية تنموية أسندت رئاستها إلى رجل الأعمال البعمراني الحسن والدرحم، أما الأستاذ العربي فقد أسندت إليه الكتابة العامة. قامت الجمعية بعدة مبادرات تنموية هامة ومنها تعبيد عدد مهم من الطرق وعدد من المبادرات الصحية، كما شغل الأستاذ العربي رئيس جمعية ودادية الفتح بسيدي افني منذ مارس 2001 كما ترأس جمعية ودادية تكركرا بتيوغزى منذ مارس 2009.