شنت الشرطة البيلاروسية حملة قمع عنيفة في مواجهة الاحتجاجات التي اندلعت في المدن الكبرى ليل الأحد، في الوقت الذي ذكرت فيه وسائل إعلام رسمية، أن الرئيس ألكسندر لوكاشينكو يستعد لإعلان فوزه بالرئاسة للولاية السادسة على التوالي.
وقالت منظمة فياسنا لحقوق الإنسان إن أكثر من 50 شخصاً اعتقلوا في مينسك وحدها وأكثر من 120 اعتقلوا في جميع أنحاء البلاد.
وأقام بعض أنصار مرشحة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا، احتفالات بنصر غير رسمي في الانتخابات في مينسك، في وقت مبكر اليوم الاثنين.
ورفضت تيخانوفسكايا الاعتراف بالهزيمة، وقالت وسائل الإعلام الحكومية إن لوكاشينكو حصل على ما يبدو على أكثر من ثلاثة أرباع الأصوات مع استمرار فرز الأصوات، في حين أشارت استطلاعات مستقلة إلى أن تيخانوفسكايا كانت متقدمة في النتائج.
وبعد ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع، لم تنشر لجنة الانتخابات أي نتائج رسمية.
وفي الوقت الذي اندلعت فيه الاحتجاجات العنيفة في العاصمة وفي مدن أخرى، شارك فيها عشرات الآلاف، دعت تيخانوفسكايا إلى السلام، وطلبت من قوات الأمن الامتناع عن استخدام العنف.
وقالت، وفقاً لأفراد حملتها: "أود أن أذكر الشرطة والجيش بأنهم جزء من شعبنا".
وأضافت تيخانوفسكايا "أعلم أن شعب بيلاروس سيستيقظ غداً في بلد جديد".
وذكرت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان في وقت مبكر اليوم الإثنين، أن موظفيها شهدوا "استخدام 6 قنابل صاعقة وعدة طلقات ضد الحشود" في مينسك. "وهرعت 6 سيارات إسعاف على الأقل من خلف صفوف الشرطة مدوية صفارات الإنذار".
وذكرت وسائل الإعلام الحكومية في وقت لاحق أن الوضع تحت السيطرة، وأن لجنة الأزمات في وزارة الداخلية عقدت اجتماعاً.
وقاد لوكاشينكو بيلاروسيا لمدة ربع قرن، ولم يظهر أي تسامح مع المعارضة.
وأظهرت استطلاعات الرأي التي نشرتها وسائل الإعلام الحكومية البيلاروسية فوز لوكاشينكو بحوالي 80 % من الأصوات، وهي نتيجة قالت آنا كراسولينا المتحدثة باسم تيخانوفسكايا لوكالة الأنباء الألمانية، إنها "بعيدة كل البعد عن الواقع".
وفي العاصمة الروسية موسكو، تجمع مئات من معارضي لوكاشينكو أمام سفارة بيلاروسيا في احتجاج عفوي هتف فيه الحشود: "اخرج!"
وقالت الخبيرة السياسية مارينا راخلي لوكالة الأنباء الألمانية، إن "بيلاروس لم تشهد مثل هذه الحشود على صناديق الاقتراع. وهذا تعبير عن الرغبة القوية في التغيير".
وقالت راخلي إن العديد من الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 50 عاماً، كانوا بين الذين شاركوا في الانتخابات للمرة الأولى، واصفةً الأمر بعلامة على الجهود ضد لوكاشينكو.