فيما أدخل الربيع العربي مشاهد جديدة لبلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، كان على شركات الطيران في هذه الدول التأكد من أنه سيكون بإمكان مواطنيها المحليين تلقي خدماتها على الرغم من ضبابية المشهد السياسي. والحقيقة أنه لم تتأثر أي دولة بالحرب أكثر من ليبيا.

بالنسبة إلى شركتي الطيران المدعومتين حكومياً : الخطوط الجوية الليبية والخطوط الجوية الإفريقية ، فقد جاءت فترة ما بعد الحرب بقدر واسع من عمليات التخفيض والإصلاحات. وشهدت الخطوط الجوية الليبية شطب أربع طائرات بسبب القتال بين الفصائل الليبية خلال الحرب. وفقدت الشركة طائرة إيرباص A320-200 ، وإيرباص A300-622 ، واثنتين من طراز Bombardier CRJ-900 بعد تعرضها لنيران متبادلة. وفي الوقت نفسه ، فقدت الخطوط الجوية الإفريقية طائرتين من طراز إيرباص A330-200 وطائرة من طراز إيرباص A300-604 في قتال في المطار.

ومع ذلك ، فمنذ الحرب ، واصلت شركتا الطيران تقليص أساطيلهما. إذ قامت شركة الطيران الليبية بإيقاف 12 طائرة من أصل 18 طائرة في انتظار عودة الطلب أو إصلاح المعطوب منها. الطائرات ، هي ثلاث من طراز A320-200s ، واثنتان من طراز A330-200 ، وخمسة CRJ-900s واثنتان من نوع ATR 42s ، جاثمة حاليا في العديد من المطارات في أوروبا وأفريقيا ، بما في ذلك طرابلس وتولوز ومالطا.

من ناحية أخرى ، قامت الخطوط الجوية الإفريقية بتخزين ثمانية من طائراتها الـ13. وقد أوقفت الشركة أربع طائرات من طراز A320-200 و 3 من طراز A319-100 في مالطا واثنتان من طراز A330-200 في هامبورغ بألمانيا بعد أن تلقت إصابات خطيرة خلال الحرب. كلاهما بلا ذيل مع عدة علامات لاصقة  بعد إصلاح "الجروح". 

على الرغم من تقليص حجم الأساطيل ، فإن الافريقية والليبية لديها توقعات مستقبلية إيجابية ، حيث تستمران في التمسك بطلباتهما لشراء طائرات إيرباص A350-900XWBs التي من المتوقع أن تستخدم لرحلات إلى أمريكا الشمالية وآسيا.

ونتيجة لتباطؤ حركة السفر في ليبيا إلى جانب القيود التي فرضت في فترة ما بعد الحرب ، شهدت كلتا الشركتين تخفيضات كبيرة في خرائط مساراتهما.

في الوقت الحالي ، يُحظر على شركات الطيران المسجلة في ليبيا استخدام المجال الجوي الأوروبي وبالتالي عليها البحث عن طرق بديلة لتجاوز هذا التقييد.

بالنسبة للأفريقية ، تتخطّى الشركة الحظر ببيع طائرة إيرباص A320-200 إلى شركة طيران Small Planet التي تتخذ من ليتوانيا مقراً لها.

وفي المقابل ، قامت شركة Small Planet بتسجيل الطائرة في ليتوانيا وأعادت تأجيرها إلى الأفريقية التي تستخدمها في طرقها الأوروبية إلى دوسلدورف ولندن وغاتويك وروما.

من ناحية أخرى ، تقوم ليبيا بتأجير طائرة من الإمارات للتغلب على هذه المشكلة ومواصلة تشغيل الطرق المؤدية إلى أثينا وموسكو ولندن هيثرو ومالطا ومانشستر.

وعلى الرغم من إيجاد طرق لتجاوز المجال الجوي المحظور ، لا تزال الشركتان الليبية والأفريقية تشهدان تأثيراً هائلاً بسبب الربيع العربي.

وعلقت الشركتان مجتمعتين 41 طريقا في السنوات التي أعقبت الحرب مع وجهات تتراوح بين باريس شارل ديغول و بكين ونجامينا.

بالنسبة للافريقية ، فإن التقليص بعد الحرب سيقترن أيضًا بتغيير العلامة التجارية التي ستحتاجها الشركة لنسيان الفترة السابقة.

وكان القذافي قد أجبر شركة الطيران على وضع تصنيف 9.9.99 على الذيل في دلالة على نجاح ليبيا في تشكيل الاتحاد الأفريقي الذي تشكل في 9 سبتمبر 1999.

ومع ذلك ، بمجرد سقوط نظام القذافي ، قامت شركة الطيران بإزالة الرمز 9.9.99 من أسطولها واختارت رمزا آخر للدلالة على حقبة جديدة للبلاد والشركة.

لكن المشكلات التي تعاني منها شركة الطيران المدعومة من الحكومة لا تتوقف عند انخفاض الطلب فحسب ، ولكن المحطات نفسها ستستغرق بعض الوقت لإعادة البناء.

كان مطار طرابلس الدولي مسرحا لجزء كبير من القتال في البلاد ، ويحتاج المطار حاليا إلى إعادة البناء .

وقد تسببت الحرب في تهجير الخطوط الجوية التي تستخدم حاليا مطارات بديلة بانتظار تشغيل مكانها الرئيسي مرة أخرى.

لقد نقلت الافريقية قسماً كبيراً من عملياتها إلى مطار معيتيقة في غرب طرابلس والتي كانت تستخدم كقاعدة جوية نازية في الحرب العالمية الثانية.

في هذه الأثناء ، انتقلت الليبية إلى مصراتة في شرق طرابلس إلى قاعدة فرنسية سابقا خلال الحرب العالمية الثانية .

وقد انتقل جزء كبير من القادمين والمغادرين الليبيين الدوليين من طرابلس إلى بنغازي في الوقت الحالي لأن مطار بنغازي أكثر قدرة على التعامل مع دوريات الحدود أكثر مما يستطيع مطار طرابلس الأصغر.

وتعمل طرابلس حاليا على بناء محطة جديدة في المطار المغلق وحدد تاريخ الإطلاق في عام 2020.

لكنها ليست كلها جديدة سيئة بالنسبة لليبيا حيث تمكنت شركات الطيران الخاصة من البقاء طافية خلال الصراع وتوفير التنافس على الدولة التي أعيد بناءها.

وشهدت الخطوط الجوية الليبية إلغاء طائرتين ، واحدة من طراز Avro RJ100 وواحدة من طراز BAe 146-200 ، خلال النزاع ، ولكنها لا تزال تستخدم أسطولها المتبقي من Avros و BAes داخل ليبيا.

وتستخدم الشركة حالياً طائرة من طراز  146-200 BAe وواحدة من طراز Avro RJ100  ) مع اثنتين مخزنتين ) لتشغيل الطرق من بنغازي إلى الكفرة وسبها وطبرق والفاشر في السودان والإسكندرية وأغاديس ونجامينا. وبالنسبة للناقلات المتبقية ، فقد سمحت لها التخفيضات بالبقاء طافية.

وقامت شركة البراق للطيران بإيقاف ثلاث من طائراتها الخمس من طراز بوينغ 737 ، كما أنهت رحلاتها إلى الإسكندرية وسراييفو والقاهرة والرباط وحلب ، لكنها لا تزال تعمل على طرق إلى اسطنبول وصفاقس وتونس والمنستير من مركزها في طرابلس - معيتيقة.

وقد تضررت طائرة بوينغ 737-500 تابعة للشركة خلال الحرب بينما كانت على الأرض في طرابلس ، وتم إطلاق الرصاص على طائرة بوينغ 737-800 أثناء القتال.

في غضون ذلك ، استغلت غدامس للنقل الجوي الحرب لإصلاح أسطولها. وسحبت الشركة  طائرات Douglas DC-9s واستبدلتها بطائرات إيرباص A320-200 مستأجرة.

حاليا ، تدير غدامس طائرة إيرباص A320-200 برحلات جوية من قاعدتها في طرابلس- معيتيقة إلى اسطنبول وتونس والخرطوم.

كما شهدت مرحلة ما بعد الحرب في ليبيا صعود شركات طيران جديدة في السوق الليبي.


*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة