كلما زاد الوقت، كلما زادت الشكوك حول احتمالات أن يكون الاتفاق بين رئيس الوزراء الليبي فايز السراج والجنرال خليفة حفتر قابلا للتنفيذ.

الاتفاق تم التوصل إليه بالقرب من باريس برعاية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. تعليقات المحللين كما البيانات تؤشر إلى مشاكل عديدة تقف في الطريق المأمول نحو الانتخابات والدور الذي ستلعبه الميليشيات الخارجة عن سيطرة كلا الطرفين.

في إيطاليا، هناك أيضا التخوف من وضع جديد من شأنه أن يؤثر على التعاون مع السراج في مكافحة تهريب المهاجرين. وحذرت صحيفة "لوموند" الفرنسية بعيد الاتفاق مباشرة من أن "الاتفاق المشترك" الذي تم التوصل إليه لكن لم يتم التوقيع عليه، هو "بدون أي نتائج مضمونة".

ويقول المحللون إن المصافحة مع الرئيس الفرنسي كانت بمثابة "صورة فوتوغرافية" ممتازة ، ولكن لم تحظ بتأييد القوى الإقليمية والدولية (حفتر مدعوم من روسيا ومصر) أو الميليشيات التي لها تأثير على الأرض في ليبيا.

وكان السراج قد وصل أيضا إلى "لا سيل سانت كلو" دون تفويض للقيام بذلك وحتى الإخوان المسلمين الذين مدحوا من خلال حزبهم "العدالة والبناء" خارطة الطريق التي قدمها رئيس الوزراء مؤخرا ، رفضوا اتفاق باريس.

إن التعهد بإجراء انتخابات رئاسية "في أقرب وقت ممكن" لا يشير إلى موعد نهائي، وبالتالي لا يتجاوز هدف مارس الذي حددته التسريبات خلال قمة أبو ظبي في مايو.

عقدت القمة وتم التقاط صورة للرجلين معا ولكن لم تصدر أي بيانات مشتركة. وهناك حاجة إلى أغلبية الثلثين في برلمان طبرق للدعوة لانتخابات بينما لا يحضره عادة سوى نصف عدد النواب.

وهناك أيضا مسألة طموحات حفتر السياسية الواضحة التي رأيناها في المقابلات التي أجريت هذا الأسبوع والتي أشاد فيها بمزايا "النظام الرئاسي" ودعا إلى دور محتمل حتى بالنسبة لسيف الإسلام القذافي.

أما الجانب الأكثر خطورة فهو جانب الميليشيات التي حُلّت شكليا فقط من خلال اتفاق لوقف إطلاق النار ونوع من العفو عن أولئك الذين ينضمون إلى صفوف حفتر أو الشرطة أو الذين يعودون إلى الحياة المدنية. وقال المشير، المنتشي بالنجاحات الأخيرة في المنطقة الوسطى الجنوبية للبلاد وفي بنغازي، في الاتفاق إنه سيحارب "الإرهابيين": إلا أن المصطلح يستخدم غالبا للميليشيات في طرابلس ومصراتة، والتابعة لرئيس الوزراء السابق خليفة غويل.

هذه هي ليبيا التي تمكنت إيطاليا والاتحاد الأوروبي مع ذلك من التعاون معها في محاولة للحد من عدد المهاجرين اليائسين الذين يصلون إلى الضفة الشمالية من المتوسط: عبر تقديم زوارق لخفر السواحل الليبي لوقف آلاف المهاجرين من الساحل الليبي و من خلال إعادة هيكلة وشيكة لعمليتها البحرية في المياه الإقليمية الليبية.

وسيتوجه رئيس عملية "صوفيا" الأوروبية، الأدميرال انريكو كريدندينو إلى طرابلس في الأول من اغسطس في إطار خطة العمل الجديدة.

*القسم الانجليزي

**بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة