القوة المسلحة التي أنشئت لحماية أصول النفط في ليبيا -المصدر الوحيد الفعال للدخل بالنسبة للدولة الفاشلة -متهمة بإفراغ الإمدادات والتخلي عن المرافق أمام تقدم مقاتلي داعش، وهو ما أدى إلى فقد ما يقرب من 60 مليون دولار من الإيرادات. حرس المنشآت النفطية، والذي يضم حوالي 27000 عنصرا – والذي كان من المفترض أن يبقى محايدا بين الحكومتين المتنافستين في البلاد، "أصبح أكبر عقبة لجمع الأموال من الصناعة وعائقا أمام تشكيل حكومة موحدة"، وفق رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا. لقد أصبح حرس المنشآت النفطية "جيشا خاصا" لرئيسها إبراهيم الجضران، وفقا للسيد مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، التي يوجد مقرها في طرابلس. "لقد حاولوا بيع النفط بأنفسهم وحينها فشلوا في حماية الأماكن التي كان من المفترض أن يحموها" يقول صنع الله لصحيفة الإندبندنت. وتابع صنع الله قائلا: "إننا نعتبر أن أنشطة حرس المنشآت النفطية قد أثرت سلبا على 70 في المائة من إنتاج النفط" و "نحن هيئة مستقلة تخدم ليبيا بدلا من أي من الحكومتين. والمفترض أن يكون حرس المنشآت النفطية على هذا المنوال أيضا، ولكن ولاءهم الوحيد هو الحصول على المال".

ومع ترسخ داعش في قاعدتها في مسقط معمر القذافي، سرت، وتمددها نحو المنشآت النفطية، قال السيد صنع الله إنه بعث بناقلة لنقل مرافق التخزين في رأس لانوف. لكن السيد جادران رفض السماح لها بذلك. وهاجم مقاتلو داعش الميناء وأشعلوا النيران في النفط. واضاف "كان بإمكاننا أن ننقذ النفط، ولكن حرس المنشآت النفطية خرّب مسعانا، ثم فشل في المقاومة وكانت داعش قادرة على تنفيذ هجوم وتدمير الوقود." "لم يكن هناك لداعش العديد من المقاتلين في ذلك الهجوم، لذلك نحن لا نعرف لماذا انصرف حرس المنشآت النفطية بعيدا وببساطة". يقول السيد صنع الله الذي يضيف: «لقد فشلوا (حرس المنشآت النفطية) في حماية المنشآت الأخرى كذلك، ما عرضها للنهب. والبنية التحتية تتعرض للضرر بشكل سيء". القتال الذي تنخرط فيه الحكومتان المتنافستان في طرابلس وطبرق، وقتال الميليشيات أدى إلى حالة الفوضى في ليبيا. وفي الوقت نفسه، فإن تراجع 75 في المائة في قيمة أسعار النفط العالمية قد يعني أن قيمة الصادرات قد انخفضت بشكل كبير. وقد أشار صندوق النقد الدولي إلى أن العجز في السنة المالية الماضية بـ 54 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي كان واحدا من أعلى المعدلات في العالم. كما قال السيد صنع الله: "داعش لا يحتلون المنشآت النفطية. إنهم يتلفونها ويقومون بهذا بعدد قليل من الناس. إنهم يريدون منع البلاد من الاتحاد تحت حكومة واحدة ونحن بحاجة إلى وحدة وطنية لإنقاذ الاقتصاد، وهو في حالة سيئة. حرس المنشآت النفطية هو أيضا عائق أمام الوحدة. لا بد من حله أو دمجه في الجيش في المستقبل. ومن دون حكومة واحدة لن يكون هناك أمن وسوف تنحدر ليبيا أكثر نحو مزيد من الانفلات الأمني والفوضى".

يسيطر حرس المنشآت النفطية على موانئ النفط والمجمعات في رأس لانوف، والسدرة والزويتينة في شرق ليبيا. وفي مارس 2014 أعلن السيد الجضران بأنه أعطى نفسه استقلالية أكبر وأرسل الناقلة "صباح المجد"، التي تبحر تحت علم كوريا الشمالية، وهي محملة بـ 234،000 برميل من النفط الخام للبيع في الخارج. وأدى الحادث إلى انهيار حكومة رئيس الوزراء علي زيدان في طبرق، وفراره من البلاد، قبل أن تضبط السفينة من قبل البحرية الامريكية بناء على أوامر من إدارة أوباما. السيد الجضران، وهو عضو سابق في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة التي حملت السلاح ضد نظام القذافي، صرح بتحفظه على حكومة طرابلس، وأكد معارضته لداعش. وقال مؤخرا "أنا زعيم قوات أمنية مثل الشرطة، حاولت حكومة طرابلس السابقة أن تعطيني رشوة كبيرة، ورفضت تماما، وطالبت بفتح تحقيق في تصدير النفط منذ قيام الثورة، وهذا هو السبب الحقيقي للخلاف بيني وبين الحكومة السابقة". وأضاف: "نحن نرفض مزاعم بعض الناس بأننا مستمرون في تهريب النفط، ونحن لم نُصَدِّر أي نفط منذ "صباح المجد".