" أن تحلم وحدك ذلك هو الحلم " وأن نحلم جميعا فذلك بداية تحقيق الحلم " هذا هو الشعار لفكرة " صفاقس تحلم التي جاء بها وأسسها رجل الأعمال والرئيس السابق لمنطقة الأعراف بصفاقس (وهي المحافظة الثانية في تونس بعد العاصمة)
وهذا الحلم تبناه وآمن به مجموعة من الشباب ورجال الأعمال بهدف الاعتماد على النفس وإخراج المحافظة من حالة الركود عبر شركة تنموية جهوية خاصة بتمويل من أبناء المحافظة كل حسب مقدرته للوصول إلى رأسمال يقدر بألف مليار لإنجاز المشاريع الكبرى وللتذكير فإن البنية التحتية وشبكة النقل العمومي وقنوات التصريف والتطهير بالمدينة العتيقة والعصرية ومحطة القطار والسكك الحديدة لم تواكب العصر خاصة وأنه تم إنشاؤها في عهد الاستعمار الفرنسي سنة 1905 عندما كان عدد السكان لا يتجاوز الـ10 ألف ساكن بينما الآن يفوق المليون ساكن .
ولا يمكن الحديث عن مبادرات أو ظاهرة صفاقس تحلم دون الحديث مع مؤسسها رجل الأعمال المنصف خماخم فكان الحوار التالي :
س : في البدء كيف كان الحلم وهل يقتصر على محافظة صفاقس ؟
ج : الحلم كان دائما يسكنني وكان يرتب دائما بالانجاز فالمبادراة الكبرى تتحدى العوائق وقلة الموارد الطبيعية وتتجاوز في ظاهرها المعقول لكنها تحقق في النهاية ما يبقى خالدا في ذاكرة أبناء الوطن والإنسانية " وأمام ما أراه وألاحظه بعد الثورة التونسية من هدر وأحيان استخفاف بالإمكانيات البشرية رغم أن الثورة في جوهرها ثقافية وفي العقول قبل إسقاط الأنظمة وأمام بطاقة الشباب وخاصة من خريجي الجامعات وغياب الأفق السياسي المنفتح مقابل الانغلاق والمعارك المصطنعة حوّل آمال التي جاءت بها الثورة إلى شغور باليأس والإحباط إضافة إلى تدهور الوضع الاقتصادي وتقلص الاستثمار وضعف إمكانيات الدولة لعديد الأسباب التي يطول شرحها ولأن الانجازات العظيمة كانت في البدء أحلاما والحالم هو المبدع دائما ودون أحلام لا يمكن للإنسان تحقيق أهدافه في الحياة والأحلام إن تبلورت في العقل الباطن كما أثبتته العلم وترسخت فيه تحولت إلى وقود يدفع بالوعي إلى تحويلها إلى حقيقة ولإنجاح دون حلم ... ونرء أن أغلب الناجحين في كل مجالات الحياة هم هيؤوا أنفسهم للتألق والتفوق والتميز عبر الأحلام ومن هنا وبعد الوصول إلى تعميم الحلم ليصبح جماعي نسعى لتكوين شركة تنموية جهوية خاصة ساهم في رأسمالها أبناء الجهة هدفها إنجاز المشاريع الكبرى التي لا يقدر عليها المستثمر الواحد...
والوصول إلى رأسمال يصل إلى الألف مليار قدر علي صنع ربيع صفاقس وهذا ممكن بالتضامن في بين ابن الجهة والسعي الدؤوب للمرور من مرحلة الحلم إلى مرحلة الانجاز..
ماهي المشاريع التي تطمحون إلى تحقيقها أو الأحلام الممكنة؟
ج : عديدة هي المشاريع التي ستغير المدينة إلى الأحسن والأفضل بمجهودات أبنائها وليصبح منوال التنمية منطلق من القاعدة نحو القمة وليس مسقطا من فوق بحسب الأهواء والأمزجة".
ومن بين المشاريع أذكر إقامة بناية عملاقة تفوق في ارتفاعها نزل أفريكا بالعاصمة مرتين تكون مستعملة على فنادق ومطاعم ومحلات فاخرة للتسوق والترفيه ويستغل فضاء شط القراقنة البحري والفرجة مثلما هو الأمر في عدة بلدان في العالم.
وتحويل جزيرة الرمايدية وهم إحدى مكونات أرخبيل قرقنة إلى نقطة لاستقطاب السياح الأوروبيين الباحثين عن الطبيعة البكر وعن الهدوء في أبهى معانيه مثلما هو الأمر في جزر المالديف والحال أن قرقنة هي الأقرب إلى أوروبا من المالديف . وإنشاء جامعة أمريكية يؤمها نخبة من شباب نال وشباب إفرقيا والعالم العربي وتكون مفخرة لتونس من حيث المستوى الراقي لمناهج التعليم وإشعاعها عبر المنطقة
وبعث أقطاب صناعية في مناطق الريفية تمنح فرص الشغل والاستقرار لأبنائها وتحميلهم من شبح النزوح إلى العواصم والمدن. مثل هذا الأمر لا ممكن في قرية العوابد الساحلية إلى جانب إنشاء عدة تجمعات سكنية بها الإقامة والإصطياف وتهيئة الحديقة العمومية لتصبح منتزها متكاملا يستقطب العائلات للفسحة والمرح ويمنحها فرصة الاستمتاع بجمال ورونقها الطبيعة خاصة ذاتها مكان فريق من نوعه في صفاقس.
وهذا جزء من كثير يمكن تحقيقه عبر شركة التنمية الجهوية الخاصة التي تحقق إلى جانب المشاريع أرباح يتقاسمها المساهمون من أبناء الجهة "
س:صفاقس تحلم " من العنوان هل تشتم رائحة الجهويات والقبلية التي عانت منها تونس لعقود طويلة ؟
ج : البداية كانت بصفاقس لكن الحم يتجاوز هذه المدينة وفعلا بدأت تحركتن من شباب عدد ومن جهات تونس فأصبح لدينا القيروان تحلم و"باجة تحلم " وسيدي بوزيد تحلم وقفصة وغيرها فالمبادرة تمثل تعبيرا عن تطلعات الشباب التونسي بكل فئاته ومن مختلف الأجيال وهو ما يعني أنها الفكرة اتجهت إلى مدن ومناطق أخرى داخل تونس بما يحميها من التوظيف ويحول دونها والوقوع في براثن الجهوية أو غيرها من السلبيات .
س : ماهي النماذج التي تستحضرها التي اعتمدت في البدء على الطاقات الخفية والعبقرية للعقل والتي انبنت على فكرة الحلم ؟
عربيا تعجبني تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة وهي تجربة رائدة وخصوصا في دبي تلك المدينة التي إنبنت على الحلم والطموح ، ونحن نطمح الى أن تكون صفاقس ونموذج دبي ييمثل لنا حافزا مهما للحلم بمستقبل أفضل ، كدبي وهناك اليابان وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ وسنغافورة ،و لا ننسى الانجاز الأمريكي فقد كان البدء أنبنى على فكرة الحلم المرتبط بالانجازات و التجسيد وصفاقس أطلقت الحلم التونسي من عقاله وزرع خطاب إيجابي وحالم وتقدمي ومؤمن بأن الانجاز ممكن والنجاح ممكن ... وهذا ما ننتظره.