أجرت صحيفة "بيبولز ورلد" الأمريكية حوارا مع مهاجر صومالي موجود حاليا في أحد مخيمات المهاجرين المنتشرة في ليبيا، وخلال الحوار تحدث المهاجر الصومالي عن الأوضاع المأسوية التي تعرض لها.

وقال بين كولز الصحفي، الذي أجرى الحوار مع المهاجر الصومالي إنه تحدثت مع شخص مستعبد الأسبوع الماضي. رجل أفريقي من الصومال محاصر في مركز احتجاز في ليبيا. وأضاف كولز لقد قال لي اسمه لكنني وعدت بعدم ذكر ذلك إذ يخشى أن يقتله الحراس إذا علموا أنه تحدث. لذا دعونا ندعوه هوفان.

وقبل عدة أشهر اتصل هوفان بـ برنامج "ألارم فون" وهي شبكة ناشطة تدعم الأشخاص الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط محاولين الوصول إلى أوروبا. وكان أحد أقاربه على زورق تقطعت به السبل في منتصف البحر مع عدة أشخاص آخرين. واتصل هوفان بالشبكة الإنسانية يطلب منهم مساعدته.

ومنذ مارس من العام الماضي عندما سحب الاتحاد الأوروبي جميع سفنه من منطقة البحث والإنقاذ الليبية فإن الجهات الفاعلة الوحيدة التي تقوم بإنقاذ اللاجئين في المنطقة هي تلك التي تديرها الجمعيات الخيرية. ويعمل خفر السواحل الليبي أيضًا في المنطقة على الرغم من صعوبة الإشارة إلى ما يفعله على أنه "إنقاذ" اللاجئين. فلقد أعاد خفر السواحل الليبي آلاف الأشخاص إلى منطقة حرب وحشية.

ويواصل الاتحاد الأوروبي تمويل وتدريب وتجهيز خفر السواحل الليبي على الرغم من مخاوفه الخاصة، التي كشفت عنها صحيفة "مورجن ستار"، بأن ليبيا "واصلت احتجاز المهاجرين بشكل تعسفي" في مراكز الاحتجاز التي "لها روابط بالاتجار بالبشر" وحيث "تم الإبلاغ عن انتهاكات هائلة لحقوق الإنسان وعلى نطاق واسع".

ولحسن الحظ وصل قريب هوفان إلى أوروبا. لكن هوفان نفسه محاصر الآن داخل مركز احتجاز. والكشف عن هوية الحقيقة سيعرضه للخطر.

وتحدثت مع هوفان عبر الإنترنت بعد أن اتصل بنا أحد ناشطي "ألارم فون". ومحادثتنا تم إعادة تحريرها لأسباب نحوية والحفاظ على هويته.

بن كاولز: مرحبًا هوفان. أنا بن. أعمل صحفي في لندن. كيف حالك؟

هوفان: مرحبًا. نعم. كيف حالك؟

بن كاولز: أنا بخير. هل أنت آمن لمراسلتي؟

هوفان: أنا الآن في السجن. لكن يمكنني أن أقدم لك بعض المعلومات.

بن كاولز: من أين أنت؟ هل تستطيع ان تحدثني عن نفسك؟

هوفان: أنا من الصومال. جئت إلى ليبيا للعبور إلى إيطاليا.

بن كاولز: لماذا غادرت الصومال؟

هوفان: كان على أن أهرب من الشباب. هل تعرف حركة الشباب الصومالية؟

بن كاولز: نعم، قليلا.

هوفان: أجبرونا على الانضمام إليهم. لكنني هربت منهم مع –قريبتي-. والآن أنا في وضع سيء للغاية. هربت وقريبتي من البلد وهي الآن في أوروبا.

بن كاولز: أنت في السجن؟

هوفان: أنا هنا منذ ثمانية أشهر. أريد حقًا العودة إلى الصومال.

بن كاولز: كيف انتهى بك المطاف في السجن؟

هوفان: كنا في مخيم بالقرب من الخمس ننتظر أن يأخذنا بعض الناس إلى البحر. وذات ليلة هاجمنا الجيش واعتقلنا الجميع.

بن كاولز: هل تعرف أي جيش؟ هل هو الجيش الليبي أم حكومة الوفاق أم جهة أخرى؟

هوفان: من اعتقلونا ليسوا جيشاً رسمياً. تزور مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين السجن أحياناً وتعطينا الشامبو والملابس وتسجل أسماءنا. يقولون دائمًا: "سنأخذك إلى مكان آمن". لكنني هنا منذ ثمانية أشهر.

بن كاولز: هذه فترة طويلة. آمل أن يفرجوا عنك قريبا. هل يمكنك أن تخبرني عن الظروف داخل السجن؟

هوفان: يا إلهي. إذا أتيت إلى هنا يومًا ما فستبكي صدقني. في غرفة واحدة نحن أكثر من 412 شخصا. الطعام ليس جيدًا. كثير من الناس مرضى. البعض مصاب بالسل. يعاملوننا مثل العبيد.

بن كاولز: ماذا تقصد. كيف يعاملونك مثل العبيد؟

هوفان: كل صباح يوقظوننا جميعاً. وبدون طعام يجعلوننا نعمل. وبعد منتصف النهار يعطوننا القليل من الطعام. إذا قلت للحراس "أنا متعب"، فسوف يضربونك بسلاحهم الرشاش. الناس كل يوم تتعرض لضرب يؤدي إلى كسور. الحراس يفعلون ما يريدون. حتى أنهم يجبرون الأولاد الصغار على ممارسة الجنس. لقد ذهبت بعيدًا عن الحراس لأخبرك بكل شيء. نحن نعاني هنا.

بن كاولز: ما هو العمل الذي يجعلونك تقوم به؟

هوفان: كل صباح ... إذا كان للحارس حديقة أو مزرعة أو مكان ما، فإنه سيخرج خمسة أو ستة منا ويجعلنا نعمل في مزرعته. يقفلون أرجلنا مع سلسلة. بعد العمل تجرى أعادتنا إلى السجن.

بعد أن أعادونا إلى السجن سيأتي رجل آخر. سيقول "أحتاج خمسة أشخاص للعمل. اخرج. "نخرج، ويختار القليل منا. "أنت، واحد، اثنان، ثلاثة، تعال معي." ثم قد نضطر إلى رفع أشياء ثقيلة من أجله بدون دفع أي مبالغ. إنهم لا يعطوننا الطعام. ربما شريحة واحدة من الخبز.

هل يمكنك مساعدتنا للعودة إلى الصومال؟ هل يمكنك التحدث إلى المنظمة الدولية للهجرة؟

بن كاولز: لا أعرف. سأحكي قصتك في الصحيفة. سأتحدث أيضا مع المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. هل أخبرتهم عن الإساءة؟

هوفان: نعم، لقد جاؤوا ذات يوم وقلنا لهم كل شيء سراً. قالوا سنقوم بالتحقيق. هذا كل شيء.

رجال الميليشيا بعد أن يسكروا في الليل يأتون إلى السجن ويقولون: "نحن بحاجة إلى صبيين".

يقولون "تعالوا لتنظيف منزلي". عندما يعودون الأولاد، يبكون. يقولون لنا إنهم أجبروهم على ممارسة الجنس. 

بن كاولز: هذا فظيع جدا. أشعر بالأسف لحدوث ذلك. هل تعتقد أن المنظمة الدولية للهجرة سوف تساعدك؟

هوفان: لا، المشكلة هي أن المجموعة التي تدير هذا السجن تحصل على المال والطعام من المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية. إذا أطلقوا سراحنا أو نقلونا إلى بلادنا، فلن يحصلوا على أي شيء. تقول الميليشيا للمنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن لديهم لاجئين لرعايتهم. ولكن إذا أطلقوا سراحنا فلن يحصلوا على أموالهم. لذا تريد الميليشيا أن تبقينا.

بن كاولز: هل يعلم الحراس أن لديك هاتفًا؟

هوفان: نعم، إنهم يعرفون أن لدي هاتف. أنا أترجم لهم. وأنا أعلم العربية. أنا أعرف لغتي، وأنا أعرف الإنجليزية والفرنسية. لذلك يأخذونني دائمًا للتحدث مع هؤلاء الناس. لهذا السبب أعطوني الهاتف أيضًا. ولكن ليس لا توجد به شريحة الاتصالات لا بد لي من استخدام الشبكات الهوائية "wi-fi".

هؤلاء الليبيون لا يهتمون بنا حقًا. كسروا يدي ذات مرة.

بن كاولز: لا تقلق الميلشيا من أنك سوف تطلب المساعدة؟

هوفان: بمن يمكنني الاتصال للمساعدة؟! لا تقلق الميليشيا بشأن ذلك. إذا أخبرتك الحقيقة لماذا أعطوني هذا الهاتف، فلن تصدقوا ذلك. لقد أعطوني هذا الهاتف لأن هناك الكثير من النيجيريين والكاميرونيين. إنهم لا يتحدثون العربية. يتحدثون الإنجليزية والفرنسية. لذا أترجم.

يقول لهم الحراس: "إذا كنت تريد الخروج، فعليك أن تدفع لنا 4000 دينار"، أي ألف دولار. حتى أنهم يقولون ذلك لنا نحن الصوماليين. لكن نحن الصوماليين ليس لدينا هذا المال.

لذلك في بعض الأحيان يجب أن أعطي الهاتف للنيجيريين ويتحدثون مع أسرهم. ترسل عائلاتهم بعض المال بالسيارة ويخرجون من السجن.

لهذا السبب أعطوني هذا الهاتف. هذه هي الحقيقة.

بن كاولز: كيف تعرف أن الأمم المتحدة / المنظمة الدولية للهجرة تعطي المال للسجن؟

هوفان: نحن لاجئون هنا. لذا يأتون كل شهر ويقولون إننا نقدم لك الطعام، نقدم لك الدواء. يجمعوننا جميعًا ويجتمعون معنا في الخارج. وسيخبرنا أحدهم بهذا بواسطة مكبر صوت. لكننا لا نرى أي شيء.

من فضلك مهما طبعت لا تذكر اسمي. أرجوك. سيقتلونني.

بن كاولز: لن أذكر اسمك، أعدك.

هوفان: أمس أخذوا أكثر من 25 شخصاً للانضمام إلى الحرب بين الليبيين. إنني أتطلع إلى لحظة أستطيع فيها الهرب لأتخطى. إذا سنحت لي الفرصة سأهرب بهذا الهاتف.