قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: ‘ن الولايات المتحدة والدول الحليفة لها تضع خطة جديدة للدعم العسكري لليبيا، بمجرد تشكيل الحكومة الجديدة، حسب تصريح المسؤولين، حيث تسعى الدول الغربية لوقف نمو الفصائل الإرهابية هناك، بالإضافة إلى احتواء تفاقم عدم الاستقرار القادم إلى أعتاب أوروبا.

وتضيف الصحيفة في تقرير نشر بالعربية في جريدة الحياة المصرية، أن مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية والبريطانية والفرنسية والإيطالية ودول أخرى اجتمعوا في روما هذا الأسبوع لتقديم المقترحات التي حال تمت الموافقة عليها من شأنها مساعدة تأمين الحكومة الجديدة، والوقوف بجانب جيش وطني موثوق به، ووضع الأساس لمواجهة تفشي الاعتداءات الإرهابية على الدولة الليبية.

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن المسؤولين حذروا من أن أي قرارات سيتم اتخاذها قبل تشكيل الحكومة الجديدة الموحدة ستتم مناقشتها بشكل جيد؛ حتى لا تلحق بالمحاولات الغربية الفاشلة بشكل كبير لبناء الأمن في ليبيا منذ عام 2011، فخلال ذلك الوقت كانت الحكومات الغربية على قدر كبير من الاستعجال لقلقها من وجود تنظيم داعش الإرهابي بشكل متزايد في البلاد، وتحويل ليبيا إلى أرض خصبة لطموح الإرهابيين.

توضح الصحيفة أن الخيارات التي تجري مناقشاتها هي إرسال قوات إيطالية وأوروبية أخرى إلى ليبيا للمساعدة في وقف العنف، الذي سيعود بتحقيق الاستقرار المحلي، بالإضافة إلى إحياء برنامج وزارة الدفاع الأمريكية لتدريب قوات مكافحة الإرهاب الليبية.

وترى الصحيفة أن ليبيا الآن أكثر خطورة مما كانت عليه بعد الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي في عام 2011، مما يضع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحلفاءها في مأزق كبير.

وتلفت الصحيفة إلى أن المسؤولين حريصون على منع احتضان الدولة الليبية (...) لتهديدات الإرهابيين على الجزء الجنوبي لأوروبا، مشيرة إلى أن الجيوش الغربية تدخلت بالفعل في العراق وسوريا وأفغانستان وأماكن أخرى، لكنها ترى أن إنشاء قوة عسكرية في ليبيا يُعَدُّ عنصرًا أساسيًّا لاستقرار الدولة الشمال إفريقية، لكن حتى الآن لا توجد مؤسسة وطنية معترف بها يمكن العمل معها. وفق تعبير الصحيفة.

وتشير الصحيفة إلى أنه في الوقت نفسه يقر المسؤولون بأن جهود الأمم المتحدة لتأمين الدعم لحكومة الوحدة الوليدة قد لا تنجح، وأن أي إدارة ليبية جديدة لن تنجو من الانقسامات العميقة التي شلت البلاد في السنوات الأخيرة، حيث يقول كريم مزران، زميل بارز في المجلس الأطلسي وهو معهد أبحاث بواشنطن: المهمة اليوم ستكون أكثر صعوبة مقارنة بالسنوات الماضية، فبالنسبة للحكومة الجديدة ستكون في طرابلس، من الضروري للغاية بالنسبة للحكومات الغربية المساعدة في توفير الأمن، وهذا يشمل تدريب القوات الليبية، لكن ذلك يتطلب أيضًا وجود قوات أوروبية وغيرها على أرض الواقع.

وذكرت الصحيفة أن الكثير من المسؤولين الغربيين يأملون في أن تستطيع ليبيا تنحية خلافتها الداخلية جانبًا، فقط للتخلص من تنظيم داعش الإرهابي، والذي سيطر بالفعل على مدينة سرت الساحلية.