بالتزامن مع ما يحدث في ليبيا من خلافات سياسية متمثلة في انقسام المجلس الأعلى للدولة بعد الانتخابات الأخيرة، وقرار مجلس النواب الأخير بإنهاء الفترة التنفيذية لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والمجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي، وقرار الأخير بإقالة محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، والاشتباكات المسلحة العنيفة التي تشهدها المنطقة الغربية بين الميليشيات المسلحة منذ آواخر الشهر الماضي، بدأت صحف ووسائل الإعلام الغربية والمحلية تتحدث عن حقيقة تواجد الفيلق الأوروبي في غرب البلاد.

هذا حيث نشرت صحيفة "NE Global" مقالاً صحفياً بعنوان "نشاط الفيلق الأوروبي وتحركاته في ليبيا"، تحدث بصورة تفصيلية عن نشأت وتأسيس الفيلق الذي يعمل بنشاط في الفترة الحالية في المنطقة الغربية بالتعاون مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة.

الخبير الإستراتيجي والكاتب بصحيفة "NE Global"، جايمس ويلسون، قال في مقاله أن الهدف المعلن من تشكيل الفيلق الأوروبي هو مكافحة الهجرة غير الشرعية، التي تمر عبر ليبيا نحو دول القارة العجوز، وأشار إلى زيارات رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، المتكررة إلى ليبيا ومحاولاتها لشرعنة تواجد القوات الأجنبية غرب البلاد.

وأشارت الصحيفة في مقالها إلى أن تواجد الفيلق الأوروبي أدى إلى تصعيد عسكري في طرابلس وضواحيها، حيث أعرب مشايخ وأعيان منطقة الزنتان عن رفضهم التام لوجود قوات أجنبية في البلاد، وعلى رأسها الفيلق الأوروبي.

وإستند ويلسون في حديثه إلى المخاوف التي تداولها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وما جاء على لسان قائد قوة الإسناد التابعة لبركان الغضب، ناصر عمار، الذي أشار إلى إمكانية اشتعال الصراع مجددا في ليبيا، تعليقا على وصول السفن الروسية إلى ميناء طبرق في يونيو الماضي، وقال إن الدول الغربية مستعدة تماما للتضحية بليبيا وشعبها من أجل مواجهة روسيا، ورأى أن تشكيل الفيلق الأوروبي لا علاقة له بمكافحة الهجرة أو إرساء الأمن والاستقرار.

وفقاً لتقارير حديثة، أدى تشكيل الفيلق الأوروبي إلى تجدد الاشتباكات المسلحة العنيفة بين الميليشيات خوفاً من فقدان مناطق نفوذها في البلاد. وقد ظهر ذلك جليا في أغسطس، عندما وقعت اشتباكات بين كتيبة "رحبة الدروع" بقيادة خلف الله بشير، وكتيبة "اصبرية" المتمركزة في مدينة تاجوراء الواقعة على بعد عشرة كيلومترات شرق طرابلس وبالقرب من قاعدة معيتيقة الجوية.

في الختام، يبدو أن التواجد العسكري الغربي في العاصمة طرابلس عن طريق الفيلق الأوروبي سيُعيد البلاد إلى مربع الصفر والحرب من جديد، وليس من المستبعد أن تندلع الحرب بين شرق وغرب ليبيا، وهو ما تسعى لتنفيذه دول الغرب المستفيدة من حالة الحرب والإنقسام في ليبيا والمنطقة ككل.