كشفت صحيفة «ناشيونال بوست» الكندية أن الدولة الليبية أصبحت مصدرًا للإرهاب والمجاهدين في القارة الأفريقية، مؤكدة أن الأحداث الأخيرة في ليبيا، خاصة سيطرة الميليشيات على مطار طرابلس الدولي تنذر بمخاطر جمة و تهدد ليبيا بكارثة كبرى.
و يقول كاتب المقال، أوليفييه غيتا، الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية: «إن ما يحدث في ليبيا وضع الدول المجاورة على درجة كبيرة من الحذر، إذ قامت الجزائر بنشر ما يقرب من خمسة آلاف جندي لمواجهة خطر المسلحين، بالإضافة إلى قيامها بالتحضير لعمليات داخل الاراضي الليبية».
ورفعت دول الجوار درجة التأهب بعد صدور تقارير تفيد بوجود مخططات من جانب جهاديين باستخدام الطائرات المفقودة في ليبيا في عمليات إرهابية ضد هاتين الدولتين تكرارًا لما حدث في 11 سبتمبر 2001 في أمريكا، وقامت المغرب بنشر أسلحة مضادة للطائرات حول المدن المهمة في الدار البيضاء ومراكش وطنجة استعدادًا لأي هجمات محتملة، مشيرًا إلى أن الهجمات الجوية، التي اُشيع قيام مصر والإمارات بشنّها ضد أهداف في طرابلس، تدل على أن الدول ذات الأنظمة المستقرة في المنطقة لن تظل مكتوفة الأيدي حيال الأحداث الليبية ولا بد لها من اتخاذ موقف من الأوضاع هناك.
ويتساءل الكاتب كيف تحوَّلت ليبيا إلى أكثر الأماكن خطورة على مستوى العالم، إذ تحوَّلت البلاد إلى أكبر مستودع للأسلحة في العالم، على حد قوله، ووصلت معظم هذه الأسلحة إلى جماعات إرهابية مثل تنظيم «القاعدة» في المغرب الإسلامي وجماعة «المرابطين» وجماعة «أنصار الشريعة» بالشرق وتحالف «فجر ليبيا».
ويتابع أن الوضع في ليبيا خطير وفوضوي وقد يؤدي إلى تدخل خارجي من قبل الدول الغربية، مشيرًا إلى أنه مازال هناك وقتٌ لمنع ليبيا من التحوُّل إلى دولة فاشلة وإبقاء هذه المخاطر داخل الحدود الليبية والعمل على عدم وصولها إلى الدول المجاورة.
ويضيف الكاتب أن فرنسا هي الدولة الأولى التي لاحظت خطورة الوضع في ليبيا، لهذا تسعى الحكومة الفرنسية إلى الوصول إلى حل دبلوماسي دولي للأزمة الأمنية في البلاد. ويرى الكاتب أنه من المحتمل أن تتدخل فرنسا عسكريًّا في ليبيا في حال فشلت هذه الجهود، حتى وإن كان هذا تصرفًا فرديًّا مثلما فعلت في مالي 2013.
و في سياق متصل نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية صورًا قالت أنها لطائرات ليبية فقدت منذ قرابة الشهر، وإلى جانبها عدد من مقاتلي ما يعرف بعملية «فجر ليبيا» الذين قالت الصحيفة إنهم مسؤولون عن اختفائها
ونقلت الصحيفة عن شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية أن تقارير حذرت من إمكانية استخدام الطائرات المفقودة في هجمات مماثلة لهجمات 11 سبتمبر في شمال أفريقيا، خاصة مع قرب ذكرى تلك الهجمات والهجوم على مبنى القنصلية الأمريكية في بنغازي العام 2011 ومقتل السفير الأمريكي فيه.