تعد رواندا ونيجيريا من بين أهم أسواق افريقيا الواعدة في تجارة التجزئة العالمية. ووفقا لشركة الاستشارات الإدارية العالمية "أيه تي كيرني"، يبحث المستثمرون الأجانب في أنحاء القارة مترامية الأطراف حيث توجد طبقة وسطى جديدة لامتصاص استثماراتهم.

"هناك فرص في كل الدول الافريقية" يقول مايك موريارتي، الشريك في "أيه تي كيرني" وأحد المُعدِّين الرئيسيين لمؤشرها في تجارة التجزئة في هذه القارة. وهو تصنيف يهم نحو 20 دولة حددتها الشركة كأسواق واعدة لتجارة التجزئة العالمية.

على رأس القائمة، نجد ورواندا ونيجيريا، تتباين فرص الاستثمار فيهما لكنها لا تخلو من مخاطر.

رواندا، دولة صغيرة من 11 مليون نسمة، معظم ساكنتها فقراء. يحكمها الرئيس بول كاغامي منذ فترة طويلة، ويعرف عنها ترحيبها الشديد بالشركات الأجنبية.

نيجيريا، على العكس، دولة كبيرة من 170 مليون نسمة، الكثير منهم يعانون من الفقر، إلا أن هناك، أيضا، الملايين الذين يربحون ما يكفي للحصول على السلع والبضائع الأجنبية ذات العلامات التجارية. هذا أمر مشجع للاستثمار ويستحق المغامرة بالرغم من السياسة النيجيرية المتقلبة والمخاطر الأمنية المحدقة، يلاحظ السيد موريارتي، مضيفا أن "الكثير من الأسواق مثل نيجيريا إذا ما استقرت أحوالها الأمنية،  قد تعرف فيها التجارة والأعمال خلال السنوات العشرة المقبلة تطورا هائلا بالقدر الذي عرفته تطوراتها السياسية في العقد الأخير".

تقول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي يتكون أعضاؤها من الدول المتقدمة، أن الطبقة الوسطى في افريقيا، التي تضم مستهلكين يرغبون بالحصول على السلع ذات العلامات التجارية الأجنبية، تقدر  بحوالي 30 مليون نسمة.

أما البنك الأفريقي للتنمية فيفيد بأن الذين يراوح دخلهم 4 دولارات في اليوم ويستطيعون الحصول على بعض المال للإنفاق خارج مصاريف الأكل والسكن والنقل، يشكلون حوالي الثلث من مجموع البليون نسمة المشكلة لسكان افريقيا. وبحلول عام 2060، بحسب البنك، سينضم أكثر من بليون آخرين إلى تلك الفئة، أي ما يقارب 40 ٪ من سكان القارة.

ولبلوغ هذا المعدل، على الاقتصادي الافريقي مواكبة معدل النمو مع الأخذ بعين الاعتبار التزايد السكاني السريع. ويتوقع صندوق النقد الدولي نموا اقتصاديا واعدا للقارة. إذ يتوقع أن يبلغ متوسط النمو الاقتصادي 1.6 ٪ هذه السنة في منطقة افريقيا جنوب الصحراء، ما يفوق المعدل العالمي الذي يبلغ 7.3٪.

وقال السيد موريارتي انه يتوقع أن يتوسع انتشار تجارة الملابس والمواد الغذائية وغيرها من السلع في جميع أنحاء افريقيا، في أكثر من 50 سوقا بين جنوب افريقيا وإثيوبيا.

" الملايين من الأفارقة مهتمون الآن بشراء المواد والمنتجات الغذائية ذات العلامات التجارية"، يضيف السيد موريارتي."وفي غضون العقود القليلة المقبلة سيتضاعف هذا العدد."