اندلعت خلافات حادة داخل أعرق حزب سياسي مصري، عقب اجتماع طارئ لعدد من قياداته في محافظة الشرقية، الذين يوصفون بأنهم من جناح الرئيس السابق للوفد محمود أباظة، لسحب الثقة من رئيسه سيد البدوي لقيامه بـ«ممارسة سياسة الإقصاء»، على حد قولهم، وفقا لصحيفة المصري اليوم.

وكان الحزب قرر، مساء الجمعة، تجميد 8 أعضاء منهم حسام بدراوي، سكرتير الحزب، وكل من ياسين تاج الدين وعصام شيحة ومصطفى رسلان وعبدالعزيز النحاس وشريف طاهر وأحمد يونس ومحمد المسيري.

وقال أحمد عودة، مساعد رئيس الحزب، رئيس اللجنة الخماسية المشكلة من المكتب التنفيذي والهيئة العليا للتحقيق مع الأعضاء الـ8 المجمدة عضويتهم، إن اللجنة ستعقد اجتماعاً تمهيدياً خلال 3 أيام لترتيب الإجراءات اللازمة لاستدعاء الموقوفين للتحقيق معهم بسبب اجتماعهم في محافظة الشرقية، مساء الجمعة، لبحث إجراءات سحب الثقة من رئيس الحزب، بالمخالفة للائحة.

وأضاف أن اللجنة تتنظر أن يهدأ شباب الحزب بعد الأحداث التي شهدها، الجمعة، خاصة أن عددا منهم يتوعد المجمدين، رافضاً ما تردد عن وجود انشقاقات وأزمات بالحزب، مشيراً إلى أن هذه ليست الأزمة الأولى فهناك أزمات كثيرة مرت ولم تؤثر على تاريخ الحزب الذى ظل صامداً.

وأشار إلى أنه وعددا من شيوخ الحزب قدموا اقتراحاً بفصل المجمدين لإساءتهم لتاريخ الحزب، وذلك خلال الاجتماع المشترك للمكتب التنفيذي والهيئة العليا، مساء الجمعة، إلا أن الدكتور عبدالسند يمامة، عضو الهيئة، وآخرين فضلوا تجميد عضويتهم حتى يتم التحقيق.

وقلل المتحدث باسم حزب الوفد، ياسر حسان من اللقاء ما حدث قائلا: «مجرد مراهقة سياسية.. وقررنا بالإجماع الليلة قبل الماضية تجديد الثقة في السيد البدوي رئيس الحزب، وتحويل المجتمعين للجنة تحقيق خماسية وتجميد عضويهم»، بينما وصف عصام شيحة عضو الهيئة العليا للوفد، أحد من حضروا اللقاء، هذه الإجراءات بـ«الباطلة»، متوعدا بـ«التصعيد خلال الأيام المقبلة».

وقال رئيس حزب الوفد، إنه «كان يتمنى أن تكون خلافات أبناء الحزب داخل بيت الأمة وبين جدران مؤسساته».

ويعد حزب الوفد الجديد امتداداً طبيعيا لحزب الوفد الذي أسسه الزعيم سعد زغلول، وجاءت فكرة تأسيسه عندما قرر سعد زغلول عام 1918 تشكيل وفد مصري للسفر إلى لندن للتفاوض مع الحكومة البريطانية حول جلاء القوات الإنجليزية التي كانت تحتل مصر في ذلك الوقت.

وتشكل «الوفد المصري» الذي ضم كلا من سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وأحمد لطفي السيد وآخرين، وأطلقوا على أنفسهم «الوفد المصري»، وكانت اجتماعاتهم تعقد في «بيت الأمة».