قررت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أمس أن تكون مدينة صفاقس التونسية عاصمة للثقافة العربية للعام 2016.

 تقع ولاية صفاقس التي أحدثــت حسب الأمر المؤرخ في 21 يونيو 1956 بين الساحل والجنوب التونسيين ويحــدها شرقــا البحــر الأبيــض المتوســط و شمــالا ولايــة المهديــة وغربــا ولايتـا سيــدي بوزيد و القيــــروان و جنوبا ولايــة قابــس.

تبلغ مساحتها 7569 كم2 تمثل 4,6 % من المساحة الجملية للبلاد . ويسكنها 937 900 ساكنا حسب تقديرات سنة 2011.   

أما الكثافة السكانية فتقارب 124 ساكن/كم2 .

 وتتكـون جهة صفاقس من سهـول منبسطـة لا يتعـدى ارتفاعـها المائة متر و يبلغ طول سواحلها 235 كلم وتربـتها رمليـة وأحيانـا تختلـط بمـواد طينيـة . ورغــم قلـة الأمطـاربهــا و التي يبلغ معدلها السنوي 200 مم و ينمو بها شجر الزيتون بأعـداد كبيـرة . وهي تحظى بعنايـة فائقـة مما جعلها السبـب الرئيسي في ثراء الجهـة وإحـدى ركائـز اقتصــادها.

  كما تعتبر الولاية القطــب الثانـي بالجمهوريـة التونسيـة نظرا لوزنهـا الديمغرافـي و دورها المتنامي في الحيـاة الإقتصاديــة.

  و مدينة صفاقس ، عاصمة الولاية ، جـذابـة بتراثـها المعماري المتعـدد داخل المدينـة العتيقـة وبتنـوع مشهـدها الحضري بحي باب البحر وبضاحيتهـا السكنيـة والحي الجديد الذي شيد مكـان المقـابر القديمـة والمتميـز بتنـوع الأساليـب المعماريـة وثرائهـا.

  وتحتضـن الولاية أنشطـة ثقافيـة متنوعــة . كما تنظم عروضا موسيقيـة ومسرحيـة وسينمائيـة متعـددة طـوال السنـة في فضـاءات مهيـأة وملائمـة على غرار دور الثقـافة والمسـرح البلـدي ومسـرح الهـواء الطلـق المشيـد على ضفـاف البحر بسيدي منصـور وكـذلك المركـز الوطنـي للفنـون الدراميـة و الركحية ، دون أن ننسـى المركـب الثقـافي محمد الجموسي. والدور الذي تلعبه إذاعة صفاقس في الإعلام الجهوي.

 و شهـدت جهــة صفاقس الحيـاة البشريـة منـذ عصـور ما قـبل التاريـخ . و قد تركـت الحضـارات البونيـة والرومانيـة والبيزنطيـة والعربيـة الإسلامية آثـارا لا تزال شاهـدة على ازدهارهـا.

 و تأسست مدينة صفاقس، مركز الولاية، في منتصف القرن التاسع الميلادي على يد علي بن سالم البكري الوائلي جـدّ أبي إسحاق الجبنياني، وذلك بأمر من الأمير أحمد بن الأغلب.

 كانت المدينة تجمعا سكنيا متواضعا محاطا بسور في شكل مستطيل يمسح 24 هكتارا بني داخلها المسجد الجامع. و بدأت تنهض عمرانيا وبشريا واقتصاديا وفكريا في مفتتح القرن السابع عشر للميلاد و نشأت حولها مدن مجاورة من بينهــا جبنيانة والمحرس والحنشة وعقارب وقرقنة.

المواقـــع الأثريـــة

آثار طينة

طينـة : مدينة رومانية أثرية تبعد عن صفاقس بنحو 11 كلم في اتجاه قابس، ازدهرت في القرن الثاني والثالث للميلاد،ثم أخذت الحياة تنعدم فيها ابتداء من القرن السابع الميلادي. وقد أظهرت الحفريات معالم هامة .

 

بطريـة 

مدينة أثرية رومانية على بعد 40 كلم من صفاقس في اتجاه الشابة، شيدتها أسرة مهاجرة من مالطا.

ازدهرت في القرن الثاني للميلاد ، وقد أبرزت الحفريات قيمتها الأثرية الكبرى حيث توجد أهم أرضيات الفسيفساء المعروضة بمتحف باردو الوطني.

 

سور مدينة صفاقس 

أسسه علي بن سالم البكري الوائلي سنة 242 هـ- 856 م زمن الأمير أحمد بن الأغلب. بني بالطوب أولا ثم جدد بالحجارة، وكان له دور فعال في الدفاع عن المدينة في فترات صعبة منها: الاحتلال النورماني، هجمات الإسبانو فرسان القديس يوحنا بمالطا والبنادقة. وهو من أهم المعالم في الوطن العربي.

 

الجـامع الكبير 

أسسه كذلك علي بن سالم البكري الوائلي سنة 242 هـ- 856 م في عهد الأمير احمد بن الأغلب. يحتل الجامع الكبير قلب المدينة العتيقة، وكان المحورالأساسي في تخطيطها. تطور على مرتين، مرة خلال القرن 12، ومرة أخرى خلال القرن 18.ويعتبر الجامع بمخلفاته الأغلبية والزيرية الحسينية من أبرز المعالم الدينية في افريقية إلى جانب جامع عقبة وجامع سوسة وجامع الزيتونة.

 

فسقيتا باب الجبلي و الأغالبة
تقع الفسقية الأولى بجانب السور، في حين تقع الثانية شمال المدينة، على بعد 200 م من سور المدينة شمالا. و تعتبر الفسقيتان من أوائل مخازن الماء التي انتفعت بها العامة من الناس، وقد بنيت هذه الفساقي وفق نموذج فساقي القيروان لكنها أصغر حجما.

 

بـرج يونقة
حصن بيزنطي جدد في العهد الأغلبي. له قيمة أثرية كبيرة، يقع على بعد 10 كلم من مدينة المحرس في اتجاه قابس.

 

متحف دار الجلولي

يقع متحف الفنون والتقاليد الشعبية في منزل عتيق من المدينة المسورة، وقد كان على ملك أسرة الجلولي. وهو منزل جميل يمثل صورة ناطقة وحية للفن الهندسي بمدينة صفاقس.

ويحتوي المتحف على نماذج من حياة مدينة صفاقس التقليدية خاصة داخل الأسرة. فبيت المِونة، والمطبخ وغرفة النوم، والاستقبال والأكل مجهزة بأثاثها معبرة عن اختصاصاتها في الماضي أيما تعبير.

كما يعرض المتحف نماذج من حفلات العرس واللباس والحلي والأسلحة والخشب المزخرف والرسوم البلورية، وكلها مظاهر من مختلف الفنون التي كانت رائجة في المدينة، وتعبر عن الذوق أو الترف أو التديـن.

  

القصبـة

تقع في الركن الجنوبي الغربي من سور المدينة. وقد كانت رباطا في أول أمرها وأصبحت منذ تأسيس المدينة مقرا للوالي ومقرا للجيش ثم أصبحت في عهد الدولة العثمانية، في أواخر القـرن 16، مقـرا للجيــش وهــي تحتضـن اليوم متحف الفن المعماري التقليدي.