وقع محمد على عبد الله الضراط رئيس لجنة إدارة المصرف الليبي الخارجي المعين مؤخرًا من الصديق الكبير، نيابة عن حكومة الوحدة عقدًا مع شركة ” ميركوري ” للعلاقات العامة والضغط بقيمة 2 مليون دولار أمريكي.
على خطى حكومة الوفاق تسير حكومة الوحدة الوطنية في اعتماد سياسة التلميع مدفوع الثمن، ضمن مشروع تقف وراءه قوى الإسلام السياسي واللوبيات الجهوية، يقول مراقبون أن الهدف من العقد الجديد، هو خدمة بعض الوجوه التي تحاول تكريس نفسها في مراكز النفوذ، وتجنيد أطراف أمريكية لخدمتها، مشيرين الى وجود صلة من داخل إطار العقد بين الضراط وأسماء المقريف التي تعمل نائبة لرئيس «ميركوري» مكلفة بالعلاقات العامة
وينص العقد وجاء في العقد أن تدفع حكومة عبد الحميد الدبيبة المليوني دولار بصفة شهرية أي ما يعادل ( 200 ألف دولار كل شهر ) ،لكن اللافت أنه كشف عن عمق تغلغل لوبي المال والإخوان الليبي سواء في سلطات طرابلس أو في مرامز النفوذ الأمريكية.
في 2019 وقعت شركة ميركوري للشؤون العامة عقدًا بقيمة 1.8 مليون دولار لمدة عام واحد مع حكومة الوفاق الوطني الليبية، في محاولة لتلميع صورة الميلشيات أمام هجوم الجيشوجاء توقيع العقد بعد أن أجرى الرئيس ترامب مكالمة هاتفية مع حفتر في 19 أبريل لمناقشة "جهود مكافحة الإرهاب المستمرة والحاجة إلى تحقيق السلام والاستقرار في ليبياوقدمت ميركوري الاستشارات الاستراتيجية والعلاقات الحكومية والضغط والتواصل الإعلامي لمكتب فايز السراج، كما بحثت عن مجموعات المصالح المتحالفة مع أهداف حكومة الوفاق وتنسيق دعمها.وتلقت وحدة « أمنيكوم » رسومًا مقدمة قدرها 500 ألف دولار عندما أطلقت جهودها لدعم السراج وتشويه صورة الجيش والتشكيك في أهدافه في 22 أبريل 2019ثم بلغت الرسوم الشهرية الموالية 150 ألف دولار واجبة الدفع مقدمًا.ونقلت صحيفة « المونيتور » عن مسؤول أمريكي كبير سابق منخرط في النزاع الليبي إن ميركوري تواصلت أولاً مع حكومة الوفاق كعميل محتمل في ذلك الوقت، بما في ذلك وفاء بوقعيقيص، سفيرة البلاد الآن في واشنطن. لكن السلطة الليبية الوليدة رفضت الشركة، مشيرة إلى ارتفاع التكاليف، بينما كان السراج يفكر في تعيين مبعوث خاص للولايات المتحدة.
وقال المسؤول السابق "الليبيون دائما ينتظرون حتى يجبرون على الدخول في منطقة ذعر ثم يبحثون عن تحالفات". "كان ميركوري على رادارهم، وعندما حدث هذا أدركوا أنهم بحاجة إلى بعض السبل للوصول إلى الناس."وقد دأبت شركات الضغط الأمريكية على مخاطبة الحكومة الليبية منذ فترة وجيزة بعد تشكيلها في عام 2016، لكن السراج لم يستجب إلا في أبريل 2019 عندما اتصل بأطراف ليبية لإبرام عقد مع ميركوري قيمة 1.8 مليون دولار لمدة عام واحد، وكان لمحمد علي الضراط وأسماء المقريف دور مهم في إتمام الصفقةإلى جانب ميركوري، تم تكليف العلاقات الحكومية في جوثام بتعزيز سمعة حكومة الوفاق في الولايات المتحدة، وذلك للاستفادة من برادلي جيرستمان، المحامي المليونير الذي كان العقل المدبر وراء حملة ترامب الرئاسية في نيويورك. والذي حصل في سبتمبر 2019، على أكثر من مليون دولار للدفاع عن مصالح حكومة الوفاق في الأمم المتحدة.
محمد علي عبد الله الضراط، هو مستشار حكومة الوفاق السابقة للعلاقات الأمريكية، وكان يتزعم حملاتها الدعائية في الداخل الأمريكي سواء في صراعها مع الجيش أو للبحث عن غطاء سياسي خارجي لجرائمها في حق الليبيين.
هو من مواليد 1975 في مدينة طرابلس، ينتمي لعائلة الضراط من مدينة مصراتة .، هاجر مع والده في سن مبكر، وعاش في المهجر في 6 دول خلال فترة 29 سنة، حيث استقر بها المطاف في الإمارات العربية المتحدة قبل أن يعود إلى ليبيا بعد آحداث 17 فبراير، وقد أكمل تعليمه الثانوي والجامعي في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحصل على شهادات في مجال العلاج الطبيعي، وهندسة الاتصالات، وإدارة الأعـــمال، وكان أحد قيادات الحركة الطلابية في المهجر، حيث انتخب عضو في اللجنة التنــــفيذية للاتحاد العام لطلبة ليبــــيا من عام 1992 إلى 1998، والمسؤول الإعلامي فيها خلال تلك الفترة.عمل في شركة أمريكية في قطاع تقنية المعلومات كمديــــر عام لفرعها في الشرق الاوسط منذ عام 2009، كما عمل في العديد من اللجان الاستشارية للحكومات العربية في مجال إستراتيجية تقنية المعلومات ،و شارك في برامج عمل الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا في وقت مبكر من عمره، من خلال عمل فرقة شباب الجبهة وفريق مجلة الإنقاذ، و تم تعيينه المسؤول على صفحة الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا منذ عام 1998 ،كما تم تعيينه في المكتب الدائم للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا عام 2002، وعضو في اللجنة التنفيذية عام 2004، وانتخب نائب الأمين العام للجبهة عام 2007، كما كان المسؤول على عمل الجبهة في الداخل منذ عام 2004 وحتى ثورة 17 فبراير. ثم تم انتخابه نائب لرئيس حزب الجبهة الوطنية من قبل الهيئة القيادية في 10 يونيو 2012، ثم تولى بحكم استقالة رئيس الحزب محمد المقريف من مهامه نتيجة نيله رئاسة المؤتمر الوطني العام، مهام الرئاسة للحزب نائب الرئيس ليصبح رئيس حزب الجبهة الوطنية الأن يدخل الضراط بقوة على خط الترويج لنفسه ولحكومة الوفاق في الولايات المتحدة من خلال العقد الجديد المبرم مع «ميركوري» والذي يحاول من خلاله تلميع صورته وصورة الإخوان قبل انتخابات الرابع والعشرين من ديسمبر القادم، كما يبحث عن مجندين لخدمة مشروع يبدو بعيد المنال، وهو إقناع واشنطن بضرورة تأجيل الانتخابات الى أجل غير مسمى، البعض يرى ذلك حلما يداعب مخيلة عبد الحميد الدبيبة وقوى الإسلام السياسي التي لا تريد انتخابات قد تأتي بنتائج تخرجها من دائرة السيطرة على مقاليد السلطة من تحت الطاولة الضراط وحلفاؤه يسعون كذلك الى أن ينجح اللوبي المجند في الولايات المتحدة الى تهميش دور المشير خليفة حفتر في قيادة الجيش، هم لا ينسون أن « ميركوري » كانت قد نجحت في تغيير موقف الإدارة الأمريكية السابقة، حتى أن ترامب تحول من داعم للجيش الى مساند للتدخل التركي بقواته ومرتزقته لإسناد الميلشيات والضراط الذي تم تكليفه مديرًا للمصرف الخارجي ،هو واحد من عناصر اللوبي المالي والاقتصادي العابر للحدود، وتم تعيينه لأسباب سياسية وجهوية وإيديولوجية، حتى أن 4 من أصل 7 أعضاء بمجلس إدارة ليبيا المركزي أصدروا رفضوا فيه القرار مؤكدين أن القرار صدر بالمخالفة، وقال أحد الأعضاء الأربعة: كيف يمكن مراقبة الضراط مديرًا للمصرف الخارجي بينما تربطه علاقة نسب مع طارق يوسف المقريف عضو بمجلس إدارة المركزي وهو الجهة المختصة بالرقابة، هناك تضارب مصالح واضح وشبهات كبيرة والإسم الثاني هو أسماء محمد المقريف، الحاملة للجنسية الأمريكية، وابنة أول رئيس للمؤتمر الوطني العام الإخواني، والتي تنشط ضمن الحزب الديمقراطي الأمريكي، وتعمل ضمن شركة «ميركوري» في منصب نائب رئيس ميركوري للشؤون العامة.
تقدم أسماء نفسها على أنها صاحبة خبرة في مجال الاتصالات الاستراتيجية والدعوة على مستوى القاعدة الشعبية، والعلاقات العامة، وفي تطوير البيانات و المواد الإعلامية بما في ذلك البيانات الصحفية، بلوق وظائف، نقاط الحوار، خطب، الداخلية والخارجية، والمذكرات، مع المهارات ثنائية اللغة المتميزة باللغتين العربية والإنجليزية مع الكتابة العليا، والترجمة، وتجربة التحرير. وخلفية أكاديمية في العلاقات الدولية والاقتصاد. حاصلة درجة الماجستير من جامعة جورج تاون، أنجزت مع مرتبة الشرف، تركيزها على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. التخصصات: الرسائل الاستراتيجية، وسائل الاعلام الاجتماعية والحكم والدعوة، والشؤون العامة.
وأسرة المقريف مرتبطة بعلاقة مصاهرة ونسب مع عائلة الضراط، وشقيقة محمد عبد الله الضراط متزوج من أسرة محمد المقريف، في حين أن طارق المقريف شقيق أسماء عضو بمجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي الذي عين الضراط مدير للمصرف الخارجي، وبذلك تتشابك المصالح والحسابات أسريا وحزبيا وجهويا أما ميركوري بابليك أفيرز هي شركة استشارات واستراتيجيات سياسية تركز على الحملات والاتصالات السياسية التي تتراوح من إعلانات الدعاية إلى اتصالات التقاضي إلى وسائل الإعلام والعلاقات العامة. تمتلك مواقع متعددة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وفي مكسيكو سيتي وكذلك لندن. شارك في تأسيس الشركة، في عام 1999، كيريل جونشارينكو وكيران ماهوني في مانهاتن.
تم شراء الشركة منذ ذلك الحين من قبل «أومنيكوم غروب» وهي شركة تسيطر على 1500 وكالة اتصالات تسويقية حول العالم، وتقدم مجموعة متنوعة من الخدمات في مجال استشارات الاتصالات والتسويق.