تتواصل المعارك في العاصمة الليبية طرابلس لليوم الخامس على التوالي حيث يستمر قصف مطار طرابلس الدولي في هجمات تهدف الى اخراج المقاتلين المناهضين للإسلاميين من مدينة الزنتان (شمال غرب) من المطار الذي يسيطرون عليه منذ سقوط نظام العقيد معمّر القدّافي  في خريف العام 2011.

واندلعت المواجهات الاحد بعد هجوم شنته ميليشيات اسلامية قادمة من مدينة مصراتة الساحليّة شمال البلاد حيث أطلقت عشرات الصواريخ على المطار الدولي الذي تسيطر عليه منذ 2011 كتائب ثوار الزنتان المنحازة لعمليّة الكرامة التي أطلقها الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر في 16 من مايو الماضي شرقي البلاد ضد الميليشيات الإسلاميّة والتكفيريّة المتطرفة وقبل أن تنتقل إلى العاصمة طرابلس بعد انضمام كتائب القعاقاع والصاعقة (من الزنتان) إليها في الـ18 عشر من نفس الشهر.

 وذكر مسؤول في المطار أمس الاربعاء ان المطار سيبقى مغلقاً "عدة اسابيع ان لم يكن شهراً". ونشر ثوار الزنتان عربات مدرعة وشاحنات "بيك اب" على الطرق لوقف اي هجوم بري وفق ما نقلت مصادر إعلاميّة.

وتحاول ميليشيات إسلاميّة مسلحة تابعة لمدينة مصراتة السيطرة على المطار لاستباق وصول عمليّة الكرامة الى العاصمة طرابلس خاصة مع اقتراب الحسم في بنغازي ضد الجماعات الجهاديّة ما يعني انتقال المعارك الى العاصمة كما أكّد على ذلك اللواء خليفة حفتر في أكثر من مناسبة .

ولئن نجحت قوّات الصواعق والقعقاع ولواء المدني في فرض إرادتها السياسية والعسكريّة بتعطيل عمل المؤتمر الوطني الذي يسطر عليه الإسلاميون ونجاحهم في صدّ الهجومات على المطار وإفشال محاولة "طردهم" منه، فإنّ الميلشيات التابعة للإسلاميين والمتمثّلة في قوّات الدّروع التابعة لجماعة الإخوان المسلمين وباقي التشكيلات المسلحة المتحالفة معها فشلت فشلاً ذريعًا في حسم المعركة ما استوجب وصول المزيد من الدّعم من مدينة مصراتة إلى العاصمة طرابلس وفق ما نقلت وسائل إعلاميّة أمس الأربعاء.

وفي هذا السياق كتب الباحث والمختص في الجماعات الإسلاميّة ورئيس منظمة كوليم للأبحاث بلندن نعمان بن عثمان على حسابه بالتويتر وعلى صفحته بالفايسبوك قائلاً: " بعد هزيمة صلاح بادي وحليفه الإرهابي شعبان هدية وفشلهما في أول مرحلة من خطة الاستيلاء على العاصمة والتي بدأت بالمطار هناك تخطيط جهنمي يجري حالياً الأعداد له من قبل عصابة ريكسوس ممن باعوا دينهم ووطنهم مقابل فائض الغاز وهستيريا الإمبراطورية البائدة" على حدّ تعبيره.

وصلاح بادي هو عضو المؤتمر الوطني الليبي والقائد لما يُسمّى بعملية "قسورة" التي تهدف إلى "طرد" مقاتلي الزّنتان من العاصمة الليبية طرابلس والتي بدأت بالهجوم على المطار.

أمّا شعبان هنيّة والمعروف بأبو عبيدة الزاوي فهو آمر غرفة ثوار ليبيا والقيادي السابق في الجماعة الإسلامية المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة ويشارك بدوره في عملية الهجوم على مطار طرابلس الدولي.

وأضاف بن عثمان قائلاً: "صلاح بادي لم يستفد من الوقت الممنوح له لكي ينجز المهمة القذرة وقد أصيب بهزائم متكررة أمام الصمود الأسطوري لأحرار ليبيا مما تسبب في ظهور بعض الإشكاليات من أهمها، "لا يريد العودة مطروداً مهزوماً" للمرة الثانية بعد "مجزرة غرغور" وكذلك فشله في" احتلال مطار طرابلس"، وتزايد الغضب الشعبي في طرابلس وعدة مناطق في ليبيا من الموقف السلبي الذي اتسمت به كل الجهات الرسمية في مدينة مصراتة تجاه جرائم بادي" وفق تعبيره

و يواصل بن عثمان بالقول: " لذلك هناك خطة تقضي بخلق معركة تسمح لصلاح بادي بتدمير" مطار طرابلس بشكل كامل" في مدة أقصاها يوم الجمعة القادم و بعدها يتم" سحبه من طرابلس" على حدّ قوله .

والهدف من ذلك حسب رئيس منظمة كوليم للأبحاث هو "تعطيل الخدمات في مطار طرابلس لمدة ثلاث سنوات قادمة على أقل تقدير وتتحول حركة الملاحة "لقاعدة معيتيقة ومطار مصراتة في كامل الغرب الليبي" وفق تعبيره.

و يُذكر أن مطار معيتيقة العسكر في العاصمة طرابلس يقع تحت سيطرة ميليشيات مسلّحة تابعة لعبد الحكيم بالحاج القيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة .

و في ذات السياق أضاف نعمان بن عثمان قائلاً: "وهناك "شركة كندية" سوف تقوم بتأهيل" مطار مصراتة لهذه الخدمات الملاحية" خلال" أسبوعين بحث تكون مستقلة تماماً" حسب قوله.

هذا يشار الى ان الاشتباكات الدامية التي حصلت بمطار طرابلس العالمي ومحيطه بين الطرفين بإستخدام  الأسلحة الثقيلة وصواريخ الجراد تسببت في تدمير 90% من الطائرات الرابضة في المطار وتدمير خزانات الوقود وبرج المراقبة ومقر الجمارك والمباني التابعة للصيانة مما تسبب في تعطل المطار عن العمل ولفترة اشهر قادمة  حسب تصريح المتحدث باسم الحكومة الليبية المؤقتة.