كيف يمكن لزائر المغرب أن يتعايش مع شهر رمضان بكل ما فيه من تغيّرات؟ متى تفتح المطاعم ومحلات المواد الغذائية؟ ماذا يجب أن تتوقع وماذا تحتاج أن تعرف إذا كنت تخطط لزيارة المغرب خلال الشهر الكريم؟ كلها أسئلة تطرح مع كل بداية للشهر الكريم في بلد كثير الزوار وقبلة الملايين من السياح.
المغرب بلد يُحَبُّ بشهادة كل من يزوره. طبائع الناس والتنوع الثقافي والعادات المثيرة، كلها أشياء تبهر الزائر والمكتشف الجديد. لكن يمكن أن تمضي وقتًا طويلاً في المغرب وتتعرف على أشياء كثيرة وجديدة فيه، إلا في رمضان فإن الأمر مختلف خاصة لغير المسلمين الذي تتصادف زيارات بعضهم السياحية مع رمضان، وعلى ذلك التعامل يجب أن يكون حذرا ومحترما لخصوصيات الناس. وفي الواقع أغلب السياح يكونون مدركين لرمضان وخصوصياته وضرورة احترامه.
التغيير في رمضان لا يكون في الصيام فحسب، بل في نظام الحياة بصفة عامة. من توقيت العمل إلى نظام النوم، إلى عادة التزاور، وعادات أخرى تتكرر كل سنة. الاقتصاد أيضا يأخذ نصيبه من الشهر الكريم، حيث تتضاعف الحركة في الأسواق وتفتح مشاريع موسمية ترتبط أساسا بما يحتاجه المطبخ من توابل وموالح وحلويات أو حتى أواني طبخ، حيث تعمل بعض العائلات الميسورة ومتوسطة الحال على تغيير طواقم الطبخ والأكل وتغييرها بأخرى جديدة، ويتم منح القديمة أقارب أكثر حاجة لها أو إلى فقراء في الأحياء.
وبالنسبة إلى أغلب المغاربة رمضان هو أيام مقدّسة يجب استغلاله في البقاء مع العائلة وإقامة الصلوات وقراءة القرآن وتعليم الأطفال بعض الطقوس. وعندما يُسأل أي مغربي عن تأثيرات الشهر عليه، ستكون الإجابة آليا، أن يشعر بالسعادة والراحة مع الذات. الصيام والقيام قبل أن يكونا حالة تعبد، هما لحظات احتفالية يسعى الكثيرون إلى استغلاله على أحسن وجه.
لكن وككل المجتمعات العربية، لا يخلو المغرب من بعض الطرافة في سلوكات البعض في شهر رمضان، خاصة من المتعودين على شرب القهوة أو تدخين السجائر، حيث يكون مستهلكها متوترا أكثر من العادة، ويحصل أن تحصل مشاجرات في الأسواق على أبسط الأشياء لكن سرعان ما تهدأ الأمور بمجرّد أن يتذكر الصائمون أن المنبهات التي يستهلكها هي التي تضاعف من حالة التوتر أو عندما يتدخل العقلاء للتهدئة.