خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله صباح أمس الأحد بالقاعة الرئيسية لشركة الخليج العربي للنفط ببنغازي أبدى في مستهله سعادته بالاستقرار الامني في مدينة بنغازي.
وقال إنه "من الرائع أن نشهد تحسن الأوضاع الامنية في بنغازي ونتمكن من عقد أهم اجتماعاتنا في هذه المدينة والتي أثق أنها ستعلب دورا هاما في مجال النفط والطاقة على الصعيدين العالمي والقاري وليس فقط في ليبيا".
وقال صنع الله أن المؤسسة الوطنية للنفط تمكنت خلال عام 2018 من تحقيق أعلى مستويات إنتاج وإيرادات منذ عام 2013 حيث تخطى الإنتاج اليومي مليونا ومائة ألف برميل ووصلت الإيرادات إلى أربعة وعشرين مليارا وأربعمائة وخمسة وأربعين مليون و وخمسمائة وثمانية وثمانين الف دولار فاصلة تسعة وستين سنتا.
وأردف صنع الله أن "ذلك لم يكن بالامر الهين فقد ضحى الشهيدين عبد العزيز المبروك و وحيد دردور كما تعرض بعض الموظفين في قطاع النفط الى الخطف والضرب والاهانة وهناك من يعمل في هذه اللحظات في ظروف صعبة للغاية لا لشيئ الا للدفع بعملية الانتاج".
ووصف صنع الله عام 2018 بالعام الاستثنائي بكل المقاييس قائلا "بعد نجاحنا في تحقيق هذه الأرقام واعادة ليبيا الى مسارها الصحيح بعد ان اوشك الاقتصاد على الانهيار تماما كما نجحنا في الحفاظ على وحدتنا من محاولات التقسيم ووضع مصلحة الوطن فوق كل شيئ". واضاف صنع الله "تعرضت المؤسسة الى كافة اشكال العنف بداية من الهجوم الارهابي الذي تعرض له مبنى المؤسسة الوطنية للنفط هذا الرمز الوطني مرورا بالتدخلات التعسفية من كل المليشيات المسلحة وتهديد المسؤولين بالشركات التابعة لها وهجوم المارق جظران على المرافق النفطية بخليج سرت الصيف الماضي والذي ضاع ضحيته شهداء ابطال وصولا الى ما يحدث اليوم من جرائم سطو ونهب وتخريب في حقل الشراة النفطي الذي يعتبر اهم مرفق اقتصادي في ليبيا".
ووجه صنع الله رسالة الى الجنوب الليبي قال فيها "يا اهلنا في الجنوب الليبي ان حقوقكم ومطالبكم مشروعة ولطالما كانت المؤسسة الوطنية للنفط من ابرز المطالبين بها فقد بذلت المؤسسة ما في وسعها لتحسن الاوضاع في المناطق الجنوبية وستستمر في ذلك مهما كلف الامر ولكن للاسف يتم استغلال هذه الظروف من قبل مجرمين يقفون غير مكترثين ولا مبالين امام عمليات التدمير التى تطال الحقول النفطية ان ما يحدث في حقل الشرارة هو كارثة وطنية بمعنى الكلمة واستمرار الاوضاع على ما هي عليه سيكون له عواقب وخيمة طويلة المدى وتهدد مستقبل ليبيا".
وواصل صنع الله رسالته الى اهالي الجنوب قائلا "يؤسفني اننا عدنا الى استخدام النفط في المساومات السياسية ان تردي الاوضاع الامنية يمثل العائق الاكبر والتحدي الاخطر ليس فقط لانتاج النفط بل لعمليات التنمية المستدامة ومحاولات تحسين الاوضاع للمناطق المجاورة للحقول اللنفطية وارسال الوقود الى مستحقيه كما انه يزعزع ثقة المستثمرين في قطاع النفط الليبي وتنفرهم وعليه يجب ان يكون الامن في المناطق النفطية على البند الاول على لائحة جميع المسئولين في ليبيا". وتحدث عن الظروف الصعبة التى يعمل فيها قطاع النفط قائلا "ومع كل هذه التحديات الامنية التى تعرض لها القطاع يستمر عاملونا في الكفاح والعمل وتقديم التضحيات وذلك لانهم يدركون تماما انهم يحملون مستقبل ليبيا على اكتافهم وستذكرهم الاجيال القادمة كابطال هذه المرحلة الصعبة التى تمر بها ليبيا وهو ما يدفعنا في مجلس ادارة المؤسسة الوطنية للنفط الى بذل ما في وسعنا للنهوض بالاقتصاد الوطني وبعد الاجتماعات التى عقدناها مع مجالس ادارات الشركات انا على ثقة تامة بتجاوز هذه المرحلة".
ووصف صنع هذا العام بتفائل قائلا "إن عام 2019 سيسجل المزيد من الانجازات لمؤسستنا العريقة مؤسسة جميع الليبيين وسيشهد العام المقبل استئناف عمليات الاستكشاف في عدة مناطق برية وبحرية وتحت اشراف شركات وطنية وشركاء اجانب وسيشهد العام القادم نهضة غير عادية في مجال الحفر الاستكشافي والحفر التطويري وهو ما يساعد على زيادة الاحتياطي العام من النفط والغاز".
وعن ورادات النفط قال صنع الله "ستستمر المؤسسة في تكريس مبدأ الشفافية خلال هذا العام حيث يحق لكل مواطن ليبي معرفة كيفية صرف كل دينار ليبي واعادة النظر في دعم المحروقات الذي يرهق البلاد ويتسبب في انتشار التهريب واستبداله بدعم مالي لكل المواطنين الليبيين وبالنيابة عن جميع عاملي قطاع النفط نجدد التزامنا بخدمة وطننا الحبيب".