نتابع في موقع بوابة أفريقيا الإخبارية، بعرض سلسلة من المقالات القصيرة، الغنية والمفيدة، تتصدى لظاهرة تفشي الأخطاء اللغوية، وهي أخطاء كثيرة ومتكررة، تكاد تطرد يومياً فيما يسمع ويقرأ، والكل يعلم خطورة الكلمة ووقعها في النفوس، ودورها في تقويم اللسان أو إفساده ، فكان والحالة هذه، أن تسلم حتى يسلم اللسان، وأن تساهم البوابة، في توعية لغوية ـ إن صح التعبير ـ حتى تنسجم لغة الإعلام مع جهود المدرسة، إذ الكل يعلم أنّ المدرسة لم تعد وحدها مصدر المعرفة، وأنّ وسائل أخرى كثيرة مما يعرف بمصادر المعرفة قد زاحمتها، بل استأثرت بمكانتها... وما هذه السلسلة من المقالات التي سننشرها اتباعاً، إلا محاولة متواضعة، ومجرد تنبيه إلى الأخطار المحدقة بلغتنا.

أخطاء شائعة في الإعلام: هناك العديد من الأخطاء التي تشيع على نطاق اللغة العربية بعامة و الإعلامية بخاصة، وتتداولها وسائل الإعلام على اعتقاد أنها صحيحة، لكن الواقع أن هناك ما يكون منها خاطئا، ومنها ما يكون له معنى أدق.والمشكلة الأساسية لا تكمن في الخطأ نفسه بل بالتعود عليه والاستمرار به. وهناك العديد من الأخطاء الشائعة، نورد لكم بضعة أمثلة منها:

من العبارات التي ترد في بعض الأساليب: (هكذا عمل) وهي عبارة تأتي فيها الصفة قبل الموصوف، على غير ما هو متعارف عليه في العربية، فإن كلمة (هكذا) صفة لكلمة عمل، فكيف يقدمون الصفة على الموصوف على الرغم مما يبدو عليها من ثقل وعجمة؟ يقولون مثلاً لا يمكن أن نقبل هكذا عملا أو عمل، وهذا غير صحيح والصحيح هو قولنا لا يمكن أن نقبل عملاً كهذا.
 ومما يتصل بالصفة والموصوف أيضاً قولهم في الخبر: اكتشفوا مبيداً للحشرات ولا يترك آثاراً سلبية
 
 وهناك كلمة شاع استعمالها خطأ، فهي ترد في لغة الكتابة وترد في اللهجات المحلية سواء بسواء، هي كلمة (بالنسبة) التي يستطيع الكاتب التخلي عنها دون خلل في الجملة فيقولون: انخفضت أسعار العملات وبالنسبة للين الياباني فقد انخفض مقابل الدولار وهذا خطأ والصواب أن يقال: أما الين الياباني فقد انخفض مقابل الدولار. ويقولون: وقد بحثوا الوضع في المنطقة بالنسبة لجهود السلام والصحيح أن يقال: وقد بحثوا الوضع في المنطقة في ضوء جهود السلام.

ويقولون: تعطي الشركة تخفيضاً في الشراء الموحد 20 في المائة بالنسبة للشراء الفردي، أسلوب العبارة مبهم جداً والمقصود بها هو: أن الشركة تفضل الشراء الجماعي على الشراء المفرد فتعطي الأول مزية في البيع هي 20 في المائة من تخفيض الثمن، والصواب تميز الشركة الشراء الجماعي بتخفيض مقدار 20 في المائة عن الشراء الفردي.

ويقولون: هناك نقص بالنسبة للأطباء، وهذا خطأ والصواب أن يقال: هناك نقص في الأطباء.

يذكر المعجم أن النسبة هي القرابة أو ما تعلق بها. فكانوا يقولون للغريب انتسب فكان يذكر نسبه. واستعمل منها كلمات مجازية للشعر والتشبيب إذا كان الحديث عن المرأة فقط ، أما أن تدخل كلمة (بالنسبة) خبط عشواء في كل الكلام فلا يجوز.